السبت، 14 نوفمبر 2015

الإساءة لرسولنا صلى الله عليه وسلم بنزع العصمة منه ونفي ما يسميه الكاتب مثالية

بسم الله الرحمن الرحيم


وصلت الإساءة إلى الأنبياء و على رأسهم سيد ولد آدم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
حيث نشرت صحيفة مكة مقالا بتاريخ 29 محرم 1437  ... 
تقول الكاتبة : إن نبيكم غير معصوم ، وكذا سائر الأنبياء .
ما فائدة أن يقال زورا وبهتانا وجهلا .. من منبر صحفي : إن نبيكم غير معصوم !!!
أليست هذه إساءة ، أليس هذا تنزيلا من قدر أشرف الأنبياء والمرسلين ، أليس هذا تهوينا من شأنه ، وتقليلا من مكانته .
أما البحث في معنى العصمة ، وعما تكون فشأنها بيّنهُ أهل العلم البيان التام .
واتفقوا على أن الأنبياء معصومون وعلى رأسهم محمد عليه الصلاة والسلام .

أيضا تقول الكاتبة : إن الأنبياء ليسوا مثاليين على سبيل الإطلاق .

أقول : ما فائدة هذا الكلام الفاسد؟ يقال للأمة إن نبيكم ليس مثاليا على سبيل الإطلاق !!؟؟
وتقول الكاتبة : إن الإيمان بمثالية أحد سواء أخلاقيا أو دينيا يسبب تبعية عمياء!
وتقول الكاتبة : إن نفي عصمة الأنبياء تعطي العقول مساحة كبيرة للتفكير !!
تم ثنّت الكاتبة على الصحابة ، وتعرضت للصحابي الجليل بلال ابن رباح ، واخترعت عليه قصة ، وقالت : إنه حاول أن يصلي ركعتين مثاليتين فلم يستطع
أقول : هذا من الكذب على الصحابة الذين نعتقد أنهم أفضل الأمة .
تقول الكاتبة : إن الرسول صلى الله عليه وسلم يصمت عن أخطأ تبدر من الصحابة - رضي الله عنهم – .
ولا شك أن هذا الكلام على اطلاقه غير صحيح ، بل الرسول صلى الله عليه وسلم لا يترك البلاغ والبيان عن أي خطأ في حق الله من ترك واجب أو فعل محرم .
هذا ما أرت إيصاله ، خائفا والله على بلادنا من الجرأة المعلنة على الدين من صحفنا .والله المستعان  

رابط المقال :
عنوان المقال : ( هل الانبياء معصومون )
نص المقال :
تعلمنا منذ الصغر أن الأنبياء معصومون من الخطأ، ولكننا حين نقرأ كتاب الله؛ نجد هناك آيات فيها عتاب لبعض الأنبياء كما في سورة عبس، والآيات التي تتحدث عن قصة زيد بن حارثة رضي الله عنه وزوجته التي أصبحت أم المؤمنين فيما بعد.
وأيضا خطأ آدم عليه السلام، وعتاب الله لنوح عليه السلام في قصته مع ابنه، وموسى عليه السلام في قتله لرجل من بني إسرائيل، وقصة داود وسليمان عليهما السلام (ففهمناها سليمان) ولم يفهمها لداود.
مما يعني أن فكرة عصمة الأنبياء تناقض بعض الآيات والأحاديث الصحيحة الواردة.
والقضية ليست محاولة إثبات أخطاء الأنبياء من باب ترصد الأخطاء وجمع العثرات، ولكن الإيمان بمثالية الأنبياء المطلقة تجعل الإيمان بمثالية الأشخاص واردة. والإيمان بذلك يدخل المجتمع في صراعات مذهبية وفكرية عميقة؛ تبعا لمحاولة إثبات مثالية البعض دون آخرين، مما يفتت المجتمع للأسف.
كما أن الإيمان بالمثالية سواء الأخلاقية أو الدينية، يسبب ضغطا على الأفراد، وتبعية عمياء للشخوص لا للحق، ونبذ المخطئين والبحث عن عثراتهم، وبهذا تستنزف طاقات الأفراد ويحملون أوزارا قد لا يحتملون تبعاتها الدينية والدنيوية.
وحديث بلال رضي الله عنه في محاولته أداء ركعتين مثاليتين بناء على عرض الرسول صلى الله عليه وسلم للحصول على المكافأة، وعدم تمكنه من تحقيق المطلب؛ في ظني أن هذه التجربة الحية التي قام بها الرسول عليه الصلاة والسلام، لتؤكد معنى البشرية الإنسانية مهما بلغ المرء من التقوى والحرص.
إن هذه الفكرة ـ عدم عصمة الأنبياء ـ تبسط كثيرا من المسائل وتساعد على تلاحم المجتمع وقبول المخطئين، وأيضا تعطي العقول مساحة واسعة من التفكير، لأن التبعية بهذا المفهوم لن يكون لها وجود.
ونقرأ في السيرة الكثير من الأحاديث التي يصمت فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بعض الأخطاء الواردة من الصحابة، مما يجعل تصرفهم تلقائيا لا مصطنعا أو مبالغا فيه، مما يجعل المجتمع حقيقيا وليس مزيفا..
وقد بحثت عن مصدر هذه المعلومة الراسخة وهي عصمة الأنبياء، فوجدت أن ليس لها دليلا من الكتاب أو السنة.
غير أن العلماء ارتكزوا في حقيقة عصمة الأنبياء، على قوله تعالى (وما ينطق عن الهوى)، ولكننا حين ننظر للآيات التالية نجد أنها تتحدث عن القرآن بأنه وحي من السماء وليس نابعا من هوى الرسول الكريم.
وحتى لو فسرنا الآية بمفردها، نجد أنها قد تعني أنه لا ينطق تبعا لهواه، فإن أخطأ فهو تبعا لبشريته.
لست مفسره ولا فقيهة، ولكن إقرار بعض الحقائق الدينية والقواعد الفكرية، دون الارتكاز على باقي الآيات والأحاديث والسيرة النبوية؛ يجعل الدين متناقضا وغير واقعي، فضلا عن مدى التأثير الفكري للسلوك الإنساني البعيد عن الحقيقة والصواب، والله أعلم.


التسميات: ,