الأربعاء، 4 نوفمبر 2015

فتوى من كاتب بإباحة الغناء ورمي من أنكر ذلك بأفظع التهم

بسم الله الرحمن الرحيم
 سبق أن صدر أمر سامي بقصر الفتوى على المستوى العام على كبار العلماء ، وفي هذا حفظ لقدرهم ومكانتهم بل حفظ للمجتمع .
لكن صحافتنا لا تلتزم بذلك ، والسبب أنه لا ثم آلية محاسبة عليها حتى لو خالفت أمر المقام السامي فضلا عن الحكم الشرعي المفتى به من علماء كبار معتمدين لا يقولون على الله بأهوائهم ، في يوم الأربعاء 22 محرم 1437 نشرت صحيفة الرياض مقالا بعنوان ( جمعية الثقافة و الفنون وإنكار التطرف )  فيه ما يلي :
·       1.   فتوى بإباحة الغناء
·         2. تشنيع على من أنكر الغناء ، و لو كان الإنكار بأسلوب طيب ، ثم أطلقت كل ألفاظ الشتم بحقهم وأنهم (متطرفون مكفرون مشاغبون) ... وأن حقهم التأديب ... إلخ
·         3. إدعاء أن الموسيقى تهذب النفوس !
 اقول : يوجد خمس إذاعات تصدح بالموسيقى والغناء للرجال والنساء ، حتى أنها أكثر من الإذاعات الخالية من الأغاني ، و هذا عجب ، لكن هذا ما كفاهم ولا يكفيهم إلا الفتوى للأمة بحلها على أعلى منبر صحفي في البلاد و التشنيع على من يخالف ذلك .

نص المقال :
  لا أدري كيف نقرأ مشهد أولئك الذين اقتحموا جمعية الثقافة والفنون مطالبين بإيقاف فصول تعليم الموسيقى؟
فإذا حاولنا أن نفسره عبر منظوره الشرعي، فمقابل الفتاوى وآراء الفقهاء الذين حرموا الموسيقى من خلال حديث (معلق)، هناك العديد من أحاديث الإباحة منها الحديث (المرفوع) قول ابن عباس (قال: أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أهديتم الفتاة؟ قالوا: نعم. قال: أرسلتم معها من يغني؟ قالت: لا. فقال عليه الصلاة والسلام: إن الأنصار قوم فيهم غزل، فلو بعثتم معها من يقول: أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم).
ومن الفقهاء القدماء الذين أباحوا الموسيقى الإمام الشوكاني في كتابه إبطال دعوى الإجماع في تحريم مطلق السماع، والإمام عبدالغني النابلسي في كتابه إيضاح الدلالات في سماع الآلات، والحافظ الذهبي في كتابه الرخصة في الغناء والطرب، وهي عينة من مؤلفات عديدة أباحت الموسيقى والغناء بين القدماء، ومن المحدثين أفتى بإباحة الموسيقى والغناء العفيف الشيخ علي الطنطاوي، والشيخ الشعراوي والشيخ الغزالي وسواهم كثير..
إذاً لا نستطيع أن نفسر اقتحام تلك المجموعة لجمعية الثقافة والفنون تحت مظلة شرعية، لأنه وبحسب القاعدة الفقهية لا إنكار على مسائل الخلاف، ولايغلظ على المخالف ولايبدع، والكل مصيب مادام معه دليل صحيح محتمل المعنى.
وبالتالي تستطيع جمعية الثقافة والفنون بدورها أن تنكر بصورة عكسية على من ينكر عليها في مسائل خلافية، لاسيما أن هذا النوع من الاقتحام له تبعاته السلبية على عدة مستويات:-
-إشاعة الفوضى والعنف وتعكير السلم الاجتماعي بتوسل عباءة التقوى والورع، وإزعاج مؤسسة رسمية بشكل قافز على الجهات المناط بها متابعة مثل هذه الأمور.
- حرمان المجتمع من ايجابيات الموسيقى بعد أن أثبتت الأبحاث العلمية (مع عشرة خطوط تحت كلمة علمية) أن الموسيقى تستحث الخلايا العصبية وتنشطها وتزيد الطاقات العقلية وتعلم الرياضيات، وتهذب النفوس وترقى بالأحاسيس والذوق، ولم نسمع بفتى قد خرج من معهد موسيقى ليرتدي حزاما ناسفا ويفجر بالمصلين، بينما عادة يكون مرتكب تلك الجرائم خريجاً لمخيمات تكسر فيها الآلات الموسيقية.
-هناك رسالة مضمرة مخيفة لذلك النوع من الزيارات لطالما قالوها ورددها بعض الوعاظ (لاتستفزوا شبابنا)! فحوى تلك الرسالة المدبجة على نوع من ليّ اليد (إذا لم تستجيبوا لأجندتنا، فسيكون الانكار عبر حزام ناسف).
-يحاول فكر التطرف عبر ذلك النوع من الزيارات التي لطالما شهدناها في الجنادرية، ومعرض الكتاب، أن يستعرض عضلات نفوذه وهيمنته على أوعية صناعة المعرفة في المجتمع، وليلوح بعصاه في وجه من يحاول تجاوزه أو القفز على نفوذه.
فهل هذا النوع من الفكر الاقصائي... هو المحضن الأول للتكفير ورفض المختلف والتطرف والعنف الديني؟
لا أعلم ولكن الذي أعلمه أنه من حق جمعية الثقافة والفنون بدورها.. أن تنكر وتستنكر وتطالب المسؤولين بمنع وتأديب من يشغب داخل مبانيها.
رابط  المقال :



التسميات: ,