الأحد، 10 أبريل 2016

الافتراء على رجال الحسبة + دعوى أن العبادة لا تسعد + إقرار الديانات حتى المنسوخة المحرفة

بسم الله الرحمن الرحيم

كل يوم تنشر صحفنا الباطل والضلال
نشرت صحيفة الجزيرة هذا اليوم الاربعاء 6 صفر 1437  مقالا بعنوان: ( عالم الابتهاج بالكآبة والإرهاب ) فيه ما يلي :
يقول الكاتب :
((انغماس الروح في العبادات فقط، في الديانات السماوية والوضعية، هو امتثال لتعليمات تعبدية محددة الأهداف، تغسل الروح من الآثام وتفتح الأبواب للتوبة وتقرب المتعبد من الله، أو مما يعتقد الوثني أنه إلهه أو آلهته، لكن هذا الانغماس الروحي التعبدي لا يقدم تعويضا ً عن الإبتهاج بالحياة وإنما يقدم العمل المطمئن لمصير أفضل في الآخرة)).
وهذا باطل من وجهين :
أولا : فقط ساوى الكاتب بين دين الله الحق ، وبين انحراف الوثنية والملل الباطلة ، ساوى بينهما وأنهما جميعا تغسل الروح من الآثام
أقول : هذا كلام باطل فاسد ، كيف ينشر على أعلى منبر صحفي في بلادنا حماها الله .
ثانيا : يقول عن العبادات : إنها لمصير أفضل في الآخرة ولكن لا تقدم تعويضا عن الابتهاج في الدنيا ، وهذا أيضا باطل ، فالعبادة البدنية والقلبية من أعظم أسباب الابتهاج في الدنيا قبل الآخرة .
ذكر الكاتب أن ( حراس الفضيلة ) -ولا يختلف أحد أن المعني بهم رجال الحسبة- جففوا مصادر الفرح والابتهاج بوصايا حديدية ، أقول : هذا والله ليس نقدا لأشخاص معينين أو لتصرف معين ، هذا نقد لأصل الضوابط الشرعية لأنه كلام عام ، واعتقاد أن الضوابط الشرعية وصايا حديدية  كلام فاسد باطل .
و تضمن المقال ما يفهم منه القارئ التبرم من محافظة المجتمع بل جعلها سببا للانحراف !! وهذا من أبطل الباطل .


نص المقال :
من ضمن الأسباب العديدة للإرهاب باسم الدين قلة المرح وانتشار الكآبة في العالم العربي. الأسباب اقتصادية وتربوية وحقوقية ولكنها أيضا ً نفسية اجتماعية. العالم العربي كئيب بأوضاعه المذكورة وكئيب أيضا ً بتجفيفه لمنابع الابتهاج والمرح الشحيحة، بوصاية حديدية ممن يسمون أنفسهم حراس الفضيلة، وبتشجيع من الأنظمة والأحزاب السياسية.
للتوضيح، لو أتيحت لك فرصة الاستقرار في مدينة ذات إمكانية معيشية مقبولة وتنقصها الجرعة الكافية من المزاج الفرائحي والترويحي، مقابل العيش في مدينة محدودة الإمكانيات المعيشية ولكن بجرعات كافية من إمكانيات الفرح والترويح عن النفس، أين تفضل أن تعيش؟. الحياة القابلة للإستمتاع وتجديد الحيوية ليست وفرة مادية وأمنية فقط، كما أنها ليست لهوا ً واستهتارا ً بالليالي والأيام. الحياة مشروطة بالاستقرارين المادي المعيشي والترويحي الإبتهاجي في نفس الزمان والمكان. عندما تكون الإمكانيات تسمح بتوفير النوعين من الإستقرار ولكن لا يركز سوى على أحدهما، تصبح الحياة إما كئيبة ثقيلة لا روح فيها، أو فاسدة تافهة تفتقر إلى المادة. الحياة الحقيقية مشروطة بمتلازمة التكوين الإلهي للإنسان من مادة وروح. إذا سيطر الجزء المادي تكلست الروح وعندما يسيطر الجزء الروحاني تضمر الحياة وتموت.
عبر مسيرة الحياة الطويلة، اكتشفت التجمعات البشرية، بتراضي المتعايشين ضرورة الكد والكفاح والعمل، ومعها ضرورة الرقص والابتهاج والمرح. لذلك وضعت الشعوب الأعياد والمهرجانات والمناسبات، لعرض منتجاتها من العمل وللتعبير عن الفرح بالحياة والإبتهاج بالجمال والإنجازات في نفس الوقت. انغماس الروح في العبادات فقط، في الديانات السماوية والوضعية، هو امتثال لتعليمات تعبدية محددة الأهداف، تغسل الروح من الآثام وتفتح الأبواب للتوبة وتقرب المتعبد من الله، أو مما يعتقد الوثني أنه إلهه أو آلهته، لكن هذا الانغماس الروحي التعبدي لا يقدم تعويضا ً عن الإبتهاج بالحياة وإنما يقدم العمل المطمئن لمصير أفضل في الآخرة.
أحيانا ً لا تسمح الظروف المعيشية الشحيحة بالكثير من الابتهاج والمرح، ولكن يبقى القليل العفوي منه كافيا ً لإعادة التفاؤل والرغبة في الإستمرار. هذا هو الحال في المجتمعات ذات الفقر الشديد، تكون فيها الوجوه شاحبة والأجساد نحيلة ولكن الإبتسامات عريضة والضحكات مسموعة. وأحيانا ً تكون الظروف المعيشية أكثر من كافية للمرح ولكن الحصول على الجرعات اللازمة منه مكبوتة مكتومة أو محددة بقيود صارمة، تفرضها مفاهيم لها القدرة على الإبتهاج بالكآبة، أو الإيحاء والإقناع بأن التعامل الصحيح مع الحياة يجب أن يكون هكذا، والخروج عليها شذوذ وتمرد إما على الأعراف والتقاليد أو على التعاليم التعبدية. الأمر ليس كذلك سوى في حالات محددة من الشذوذ يرفضها العقل السليم وتنفر منها الروح السوية، ولم تكن عصور الجاهلية معدومة الشرف والأخلاق.
منع المباح من أنواع الابتهاج والمرح أو تحريمه، بحجة سد الأبواب دون ما قد يفضي إليه من انفلات وشذوذ ومحرم، لم يحول يوما ً أي تجمع بشري إلى مجتمع فاضل. كل مافي الأمر أن الإبتهاج والمرح والفرح تتحول إلى سوق سوداء مدفوعة الأثمان تمارس في الخفاء وتفرز فسادا ً اجتماعيا ً يسري تحت الأرض داخل المجتمع. مقارنة صلاح المجتمعات المحافظة بتشديد الرقابة بناء ً على الشك بفساد المجتمعات المنفتحة خداع للنفس وتعام عن الحقيقة. الفساد المتستر عليه لا يقل وقد يكون أشد تدميرا ً بالذات للأطفال والشباب، لأنه يمارس في الخفاء بعيدا ً حتى عن عيون الأهل والأسرة. لا المدن الإباحية تقدم الحلول المناسبة للحياة ولا الحياة المدججة بحراس الفضيلة كذلك. في الأولى يكثر التسيب والانهيار الأخلاقي، وفي الأخرى تكثر العدوانية بما يصل إلى رواج الإرهاب وممارسة الرذائل في الخفاء. لابد من البحث عن حلول تتسم بالواقعية التي تتطلبها الحياة بشروطها كما اكتشفها المجتمع بالتراضي وكانت سائدة محليا ً حتى جاءت الطفرة النفطية وبدأت المتاجرة بالصحوة
رابط المقال :



  

التسميات: ,