الثلاثاء، 22 مارس 2016

صحيفة الوطن تسمي الحسبة الشرعية الدينية ( عقدا قديمة! رجعية! معاداة للحياة! )

بسم الله الرحمن الرحيم
نشرت صحيفة الوطن بتاريخ 13 جمادى الآخرة 1437 مقالا بعنوان ( مشهدان في الاحتساب ومعاداة الحياة ) ، في هذا المقال تسمية الأمر الشرعي الإلهي وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تسميتة (فضولية وتدخلاً)
قالت كاتبة المقال إن هناك من أنكر بلسانه على رسم ذوات الأرواح لمغنية اسمها فيروز وكتب شيئا من أغانيها ، و أن هناك من أنكر بلسانه على الموسيقى والأفلام
ثم راحت الكاتبة تصب قاموسا كاملا من الشتائم على من فعل هذين الأمرين الشرعيين ؛ فقالت :
          1. الاحتساب هو معاداة للحياة .
2. الاحتساب تدخل في شؤون الآخرين .
3. المحتسبون يرون أنهم فوق الجميع .
4. المحتسبون يعبرون عن أعراف اجتماعية ضاربة في الجهل والرجعية!!
5. ألبسوها ثياب الدين ومسحوا وجهها باسمه .
6. أن حالهم : تقصي الآخر ورفض التعددية .
7. محاربة كل ما من شأنه أن يلطف النفس البشرية .
8. علينا أن نسير في ركب المدنية والتحضر مع بقية العالم – يعني أنهم معيقون للتحضر والمدنية- !!
9. العداء المستمر للفنون بكل أنواعها .
10. العداء للمناشط الاجتماعية والثقافية المختلفة .
11. يحاربون السينما والمسارح والحفلات الموسيقية .
12. نحتاج لتخليص المجتمع من العقد القديمة !!
13.أن المحتسبين خلال عشرة أيام في معرض الكتاب وقفوا في الزوايا والممرات والأركان لينهروا هذه ويخطئوا ذاك دون وجه حق .
14.وأيضا وصمت الاحتساب بأنه تطرف و ربطته بالإرهاب !!
 كما يتضح كيف سموا شعيرة شرعية سموها ( عقداً قديمة ورجعية ومعاداة للحياة ) ألا يخشى على من قال هذا الردة ؟
لاشك أن هذا الكلام جمع بين افتراء وكذب ، وأيضا سخرية من الشعيرة شرعية ، وأيضا تشويه أمام المجتمع ، كل هذا ينشر في صحيفة سيارة ويعطى الكاتب مكافأة .
هذا والله من الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف ، وهذا سيُخرج لنا فئاماً من الناس متنكرة للدين .
وسيستمر هذا الشر والضلال ينشر على صحفنا ما لم يكن ثمة محاسبة ومساءلة ، والله المستعان .
                               

نص المقال :
مشهدان في الاحتساب ومعاداة الحياة
المشهد الأولفي أسبوع الموهبة الذي تقيمه وزارة التعليم كل عام، تقدم الطالبات بخجل بعضا مما لديهن من مواهب التي يغلب عليها الأعمال الفنية واليدوية، خاصة الرسم. ويحتفى بهن بطرائق بسيطة كنشر رسوماتهن في معرض مصغر بالمدرسة أو على أحد الجدران فيها، وربما اجتهد البعض قليلا وأوصلها إلى قنوات إعلامية. في أحد ممرات المدرسة وضعت مسؤولة الموهوبات لوحا ورسومات لعدة طالبات موهوبات في الرسم، ثلاث منها لإحدى الطالبات التي تبرع في رسم الأشخاص –البورتريه-، وكعادة الرسامين اختارت شخصيات عامة لمشاهير من الفنانين كانتإحداهن السيدة فيروز وكتبت بجوارها مقطعا من أحد أغانيها: "بعدك على بالي". اجتماع الثلاثي (فيروز– مقطعا من أغنية– رسم ذوات أرواح) استدعى تدخلا من بعض المعلمات لإنكار هذا "المنكر" في أحد الاجتماعات المدرسية الدورية، خاصة أن الرسومات الأخرى لفنانات أخريات، واعتبرنه خطأ فادحا لا ينبغي تجاهله أو تكراره مستقبلا، بل وحتى أنه يجب أن تزال اللوحات التي وضعت وتحمل صورا "لذوات أرواح" لا تتفق مع توجهاتهن، وهذا ما أكدته الإدارة بأنها ستفعله تطييبا لخواطرهن وتم "تمزيقها" بالفعلالمشهد الثانيفي بداية مارس من كل عام تقيم وزارة الثقافة والإعلام معرضا للكتاب في العاصمة الرياض تمتد فعالياته لـ10 أيام وتصاحبه برامج ثقافية مرافقة. يجتهد كل عام المنظمون على التنويع في المحاضرات والندوات وورش العمل المصاحبة له، وقد كان من حظ السينما التي لا حظ لعشاقها من وجود لها في السعودية أن تكون ضمن الفعاليات التي احتشدت لها أعداد كبيرة من المهتمين لمشاهدة بعض الأعمال السينمائية القصيرة لمخرجين سعوديين شباب في آخر أيام معرض الكتاب الذي انتهى السبت الماضي. و"بخصوصية" اعتدنا عليها فإن العرض ألغي بعضه، والبعض الآخر تم عرضه دون الأصوات الموسيقية المرافقة له، لأن بعض الحضور اعترضوا على الموسيقى المصاحبة للتصوير، وقوبل اعتراضهم بالتهدئة والخضوع لطلبهم. هؤلاء الحضور المعترضون على سير العرض السينمائي المقتطع من الممنوع والمحرم في فعالية رسمية ليسوا بالطبع مهتمين بصناعة السينما ولا نقادا فنيين أو حتى فضوليين اتجهوا إلى المسرح للمشاهدة والاطلاع، بل هم "محتسبون" يؤمنون أن هذا واجبهم في إثبات ما يعتقدونه ولو تجاوزا به النظام. هم الذين خلال هذه الأيام العشرة –وخارجها أيضا- من يكرر نفس المشهد في الزوايا والممرات والأركان لينهروا هذه ويخطئوا ذاك دون وجه حق، هم أنفسهم الذين لا يجدون في أنفسهم حرجا من التدخل في شؤون الآخرين، أفرادا أو قطاعات، لإثبات أنهم فوق الجميع وأن ما يرونه هو فقط ما ينبغي أن يُرى، متجاوزين حريات الآخرين وكمال إرادتهم وحقهم في الاختيار. وفي المقابل يعلمون ألا أحد سوف يمنعهم من هذه الفوضى التي يثيرونها ومن التحكم في ما تريده شريحة كبيرة من المجتمع لأنها لم تصل إلى مقاييس رضاهم المستندة على أعراف اجتماعية ضاربة في الجهل والرجعية ألبسوها ثياب الدين ومسحوا وجهها باسمهوزارتا التعليم والثقافة والإعلام هما من أهم الوزارات التي يعوّل عليها كثيرا في رفع الوعي الاجتماعي وتطور الأفراد، ومن خلالهما يتم تكريس القيم الدينية والوطنية ومكافحة التطرف الذي يقود إلى الإرهاب الذي اكتوت بلادنا بناره كثيرا منذ أيام جهيمان حتى آخر رصاصة أطلقت على صدر الوطن غيلة، لأنه يحدث تحت عباءتهما مثل هذه المشاهد التي تقصي الآخر وترفض التعددية وتحارب كل ما من شأنه أن يلطف النفس البشرية ويرفع الإحساس بالأشياء ويجعلنا نسير في ركب المدنية والتحضر مع بقية العالم، مشاهد تمر سريعا دون اتخاذ موقف صارم أو إلزام واضح بالأنظمة التي ينبغي أن تحمي الجميعالعداء المستمر للفنون بكل أنواعها بشكل معلن أو خفي، في المدرسة والشارع والمنزل والمناشط الاجتماعية والثقافية المختلفة، وإشاعة كراهيتها في نفوس النشء دون أن تقوم على أسباب شرعية لا تخلو من الاختلاف والقطعية في الحكم، يخلق الاضطراب في حياة الشباب ويخلق منهم شخصيات منفصلة عن الواقع وبعيدة عن تذوق الجمال الذي يهذب السلوك ويقومه، بل قديقودهم للظهور بشخصيات يغلب عليها الازدواجية والتخبط فيما يلقن خلف الأسوار وما يعيشه الفرد في الواقع، وفيما يريده ويرغب به ويبحث عنه وهو لا يخالف دينا ولا فطرة، وبين مايحارب علنا أمام المسؤولين ويعجزون عن حمايته وتوفيره له ومن أبسطها السينما والمسارح والحفلات الموسيقية التي يلهث للبحث عنها خارج الحدودالجيل في هذا الوقت الراكض نحو التسارع والتطور والتنمية يحتاج إلى أن يتم احتواؤه أكثر، وتخليصه من العقد القديمة التي تخلق أشخاصا غير أسوياء يكونون عبئا على أنفسهم وأسرهم وأوطانهم، والحل والعقد يبدأ بفرض قوانين تحمي التعددية الفكرية في المجتمع وتمنع الاعتداء على حريات الآخرين، ولو كانت رسمة لطفلة مراهقة انتشت بإكمالها وختمتها بحب لتتفاجأ لاحقا بأن أعداء الجمال والمحبة جعلوها نثارا منسيا!

التسميات: ,