صحيفة الرياض:لا تثقوا بأي عقيدة(حتى الإسلامية)ولا توقنوا بها!!
نشرت صحيفة الرياض
يوم الأربعاء 26/8/1437مقالا بعنوان (مقاربة نفسية لظاهرة
الإرهاب) فيه من الضلال والإضلال وإغواء
الأمة الشيء العظيم
المصيبة أن هذا
الضلال ليس متواريا في كواليس ، بل تنشره الصحيفة وتكافئ عليه .
المقال عن
الإرهاب ، ومنها انطلق الكاتب كي ينشر ضلاله
يطالب الكاتب بما
يسميه ( التفكير النسبي الذي يجعل العقيدة
لا يُؤمن بها على أنها صحيحة على الإطلاق!!! ولا يُؤمن بها بقين مطلق ولا يعتقد
أنها وحدها هي الصراط المستقيم وأن معتنقيها على الحق وأن مخالفيها على الباطل )
أقول : هذا كلام ضلال
.
وكرر هذا الكلام في مقاله
بأساليب مختلفة
ويدعو الكاتب إلى ما
يسميه ( التعددية الثقافية ) ، وفي المقال جعل العقيدة شيئا من الفكر ، والتعدد هو
بعدم الاقتصار على الوثوق واليقين بعقيدة واحدة صحيحة
وسبق للكاتب
والصحيفة أن نشرت مثل هذا وأفظع .
المصيبة أنها سائرون
على التشكيك بالعقيدة ولا يفرقون بين عقيدة باطلة كفرية وعقيدة حق شرعية ، بل
يجعلون الجميع مجالا للتشكيك والإضلال
علما أنهم دائما كلامهم في عقيدة أهل السنة ، ويحمّلونها أي تصرف خاطئ ، ولا يمكن
أن يتكلموا بدحض عقائد الكفر من اليهود والنصارى وسائل الملل ، أو عقائد المنحرفين
من النحل الضالة .
إن لديه يقينا لا يتزعزع في صحة أفكاره، ومن ثم فهو يسقط العدوانية على الآخر، بصفته العدو المظنون، والمعاش كمُضطهِد، كما أنه ممتلئ بمبررات تجيز له القتل، وتجاوزَ الأخلاق في علاقته مع الآخر (إننا نقتل في سبيل خير الإنسانية).إن المتعصبين المنقادين يكونون عادة امتثاليين لأوامر ونواهي المتعصب القائد. وهو بصفته قائدا مطاعا يسمح لهم بالتعبير عن مطالبهم ومخاوفهم وجراحاتهم، فيوجههم، بغرض تحقيق تلك المطالب، إلى هدف جرمي (من الإجرام) يصبون جام غضبهم عليه، كإقناعه لهم بأنهم يفجرون أنفسهم في مجتمعات كافرة أو وثنية تستحق الموت، وأن هذا سبيلهم الوحيد لدخول الجنة، بينما هو يمضي مع هدفه، السياسي في الغالب، والذي يختلف جذريا عن أهدافهم!
هكذا تبدو نفسية المتعصب، وهكذا تبدأ وتنتهي مسيرته. والعلاج البسيط لداء التعصب يكمن في اليقين بنسبية الآراء والأفكار والقبليات والأعراق والتمذهبات، ولكن هذا العلاج السهل دونه خرط القتاد في ثقافات منغلقة ترى نفسها على الحق (بألف ولام العهد)، وغيرها على الباطل، (بألف ولام العهد أيضا).
ولعل السؤال المناسب على هامش هذا المقال هو: ما هي الأسباب وراء تلك التراكمات من التعصب وكره الآخر، ثم ما هي العلاجات المناسبة؟
من المهم التأكيد على أن وراء كل ظاهرة اجتماعية، بما فيها ظاهرة الإرهاب، عدة عوامل تتضافر وتتكاتف وتتفاعل فيما بينها حتى تنتج الظاهرة، وأن وزن تلك العوامل ليس بالضرورة أن يكون متساويا، بل قد تتغلب عوامل على أخرى نتيجة لظروف مختلفة.وفي ظاهرة الإرهاب التي تكاد اليوم تستعصي على العلاج، ثمة عامل ثقافي يلعب دورا حاسما في ظهورها، ألا وهو غياب التعددية الثقافية، ذلك أن التعصب، بوصفه نتاج وثوقية ويقين مطلقين، إنما هو نتيجة لغياب هذه التعددية. وغياب التعددية يُلحظ، أول ما يلحظ، في التعليم بوصفه المحضن الرئيس لحضورها أو غيابها.
ميزة التعددية الثقافية المدشَّنة بواسطة منظومة تعليمية عصرية، أنها تورث التفكير النسبي الذي يرى الأشياء والأفكار والمعتقدات، لا بوصفها مطلقة، بل بوصفها نسبية تملك، إن ملكت، جزءا من الحقيقة. وهذا ينطبق على كافة الآراء والأفكار والمعتقدات والاتجاهات والنظريات، ومن ثم فهي، أعني التعددية، علاج ناجع للحدية التي هي نتاج اليقين المطلق الذي يقود المتعصب إلى الوثوق بأن ما يختزنه من أفكار ومعتقدات هي الصحيحة صحة مطلقة، وأن جماعته ومذهبه هم وحدهم على صراط مستقيم، وغيرهم، في أخف الأحوال، مبتدعة موعودة بالوعيد.
التسميات: جريدة الرياض, يوسف أبا الخيل
<< الصفحة الرئيسية