الخميس، 2 يونيو 2016

صحيفة الرياض:لا تثقوا بأي عقيدة(حتى الإسلامية)ولا توقنوا بها!!

بسم الله الرحمن الرحيم 

نشرت صحيفة الرياض يوم الأربعاء 26/8/1437مقالا  بعنوان (مقاربة نفسية لظاهرة الإرهاب) فيه من الضلال والإضلال وإغواء الأمة الشيء العظيم

المصيبة أن هذا الضلال ليس متواريا في كواليس ، بل تنشره الصحيفة وتكافئ عليه    .

 المقال عن الإرهاب ، ومنها انطلق الكاتب كي ينشر ضلاله

يطالب الكاتب بما يسميه ( التفكير النسبي الذي يجعل العقيدة لا يُؤمن بها على أنها صحيحة على الإطلاق!!! ولا يُؤمن بها بقين مطلق ولا يعتقد أنها وحدها هي الصراط المستقيم وأن معتنقيها على الحق وأن مخالفيها على الباطل )

أقول : هذا كلام ضلال .

وكرر هذا الكلام في مقاله بأساليب مختلفة

ويدعو الكاتب إلى ما يسميه ( التعددية الثقافية ) ، وفي المقال جعل العقيدة شيئا من الفكر ، والتعدد هو بعدم الاقتصار على الوثوق واليقين بعقيدة واحدة صحيحة

وسبق للكاتب والصحيفة أن نشرت مثل هذا وأفظع .

المصيبة أنها سائرون على التشكيك بالعقيدة ولا يفرقون بين عقيدة باطلة كفرية وعقيدة حق شرعية ، بل يجعلون الجميع مجالا للتشكيك والإضلال

علما أنهم دائما كلامهم في عقيدة أهل السنة ، ويحمّلونها أي تصرف خاطئ ، ولا يمكن أن يتكلموا بدحض عقائد الكفر من اليهود والنصارى وسائل الملل ، أو عقائد المنحرفين من النحل الضالة .


 نص المقال
مقاربة نفسية لظاهرة الإرهاب
الإرهاب هو المُخرَج النهائي لعدة عوامل تتفاعل مع بعضها البعض حتى تستوي على سوقها، فيخرج الإرهابي عاصب الرأس، متقلدا حزامه الناسف، ليحرق نفسه وسط جموع لا ناقة لهم ولا جمل في ما يحمله من أفكار ومثل وإيديولوجيات  تبدأ مسيرة الإرهابي من التعصب، وتثنى بالتطرف، لتصل إلى الحلقة الأخيرة المتمثلة في الإرهاب العملي. الإرهابي الذي يفجر نفسه وسط الجموع كان متطرفا قبل أن يكون إرهابيا، وكان متعصبا قبل أن يكون متطرفا.لم يكن الإرهابيون إرهابيين لأنهم ولدوا بجينات إرهابية، بل لأنهم تشربوا قيما أُحَادية قادتهم نحو اليقين بأنهم وحدهم من يتعاطون مع المطلق وما فوق البشري، ومن ثم فهم يمتلكون الحقيقة المطلقةالتي تمنحهم العلم والسلطان والقوة لإرغام المخالفين لهم على تمثل قناعاتهم، وإلا فليس لهم إلا القتل، ثم إلى "جهنم وبئس المصير".في تحليله لنفسية المتعصب، يفرق عالم النفس (بولتروير)، بين المتعصب الأصلي (العاصب)، والمتعصب المنقاد. الأول يملك الأمر والسلطان اللذين يسمحان له بأن يؤمن لتابعيه من المتعصبين المنقادين فرصة التغلب على النواهي المفروضة من الأنا الأعلى. والأنا الأعلى، وفقا للتحليل النفسي، هو ذلك الجزء المتراكم من القيم الاجتماعية المستمدة من المجتمع والأسرة، والتي تعمل كضابط خلقي للفرد. هنا يستطيع المتعصب القائد، بفضل كاريزميته عند المتعصبين المنقادين، أن يؤثر فيهم، بحيث يجعلهم يتغلبون على وخز الضمير الذي قد يحدث لهم عندما يتحايلون على الضابط الخلقي القيمي، فيتجاوزن أوامره ونواهيه، فيقعون في أشد حالات المحظور.قارن هذا التحليل النفسي للعلاقة بين المتعصب الأصلي، والمتعصب المنقاد، بنوعية العلاقة التي تربط زعماء المنظمات الإرهابية والمحرضين بأتباعهم من الأغرار والبسطاء، ممن ينفذون أوامرهم، حتى فيما يعد من بدهيات النواهي الدينية، ألا وهي قتل الأنفس المحرمة، والاعتداء على أعراض الناس وممتلكاتهم. المتعصب المنقاد لا ينقاد، وهو تحت تأثير سحر المتعصب الأصلي، لأناه الأعلى، بما فيها من أوامر ونواه دينية، بل ينقاد لتعليمات زعيمه في تنفيذ ما قد تأنف منه أشرس الحيوانات المتوحشة.على الرغم من أن علاقة المتعصب الأصلي بالمتعصبين المنقادين ربما انبنت على هدف مشترك متفق عليه بينهما، ولأجله يتهافت المنقادون على المعارك تهافت الفراشات نحو النار، إلا أنه قد يكون للمتعصب القائد هدف آخر غير المعلن للمنقادين، وفي هذا يؤكد عالم النفس (بولتروير) على أن بنية المتعصب الأصلي تسمح له بكبت أوامر ونواهي أناه الأعلى باسم فكرة ربما تكون أشد تعقيدا وانفلاتا من بنية تابعيه ومريديه.قارن ذلك بالهدف المعلن من قبل زعماء المنظمات الإرهابية بأن هدفهم من زج أتباعهم في أتون الإرهاب، والذي يسوغونه بتسميته جهادا، إنما هو لرفعة شأن الدين والأمة، ومن ثم لا يجد المنقادون التابعون مناصا من تفجير أنفسهم وسط المصلين والمتسوقين، بل وتفجير أنفسهم في مشاف تكتظ بطالبي العلاج، وممن يئنون تحت ضربات المرض!يواصل عالم النفس (بولتروير) تحليله لنفسية المتعصب فيرى أنه يخرج على المجتمع وينابذه من أجل فكرة، أو مثال يتوهمه مطلقا متعاليا على الواقع، ومن ثم فهو، أي المثال، يستحق أن يُضحي المرء بنفسه من أجله، وأن يضحي بالآخرين في سبيله، لأن الآخرين في نظره، إما أنهم ضلال يستحقون الموت، وإما متترَس بهم، فيُضحي بهم في سبيل المثال، وسيبعثون يوم القيامة على نياتهم.ونتيجة للوثوقية التي تتلبس المتعصب، فهو، وفقا لـ(بولتروير) يعاني من تقلص للحقل الذهني، وهبوط في الاهتمامات، وازدراء ولامبالاة تجاه كل ما لا يكون غرضا من أغراض الوصول إلى مثله الأعلى
إن لديه يقينا لا يتزعزع في صحة أفكاره، ومن ثم فهو يسقط العدوانية على الآخر، بصفته العدو المظنون، والمعاش كمُضطهِد، كما أنه ممتلئ بمبررات تجيز له القتل، وتجاوزَ الأخلاق في علاقته مع الآخر (إننا نقتل في سبيل خير الإنسانية).إن المتعصبين المنقادين يكونون عادة امتثاليين لأوامر ونواهي المتعصب القائد. وهو بصفته قائدا مطاعا يسمح لهم بالتعبير عن مطالبهم ومخاوفهم وجراحاتهم، فيوجههم، بغرض تحقيق تلك المطالب، إلى هدف جرمي (من الإجرام) يصبون جام غضبهم عليه، كإقناعه لهم بأنهم يفجرون أنفسهم في مجتمعات كافرة أو وثنية تستحق الموت، وأن هذا سبيلهم الوحيد لدخول الجنة، بينما هو يمضي مع هدفه، السياسي في الغالب، والذي يختلف جذريا عن أهدافهم
هكذا تبدو نفسية المتعصب، وهكذا تبدأ وتنتهي مسيرته. والعلاج البسيط لداء التعصب يكمن في اليقين بنسبية الآراء والأفكار والقبليات والأعراق والتمذهبات، ولكن هذا العلاج السهل دونه خرط القتاد في ثقافات منغلقة ترى نفسها على الحق (بألف ولام العهد)، وغيرها على الباطل، (بألف ولام العهد أيضا). 
ولعل السؤال المناسب على هامش هذا المقال هو: ما هي الأسباب وراء تلك التراكمات من التعصب وكره الآخر، ثم ما هي العلاجات المناسبة؟
من المهم التأكيد على أن وراء كل ظاهرة اجتماعية، بما فيها ظاهرة الإرهاب، عدة عوامل تتضافر وتتكاتف وتتفاعل فيما بينها حتى تنتج الظاهرة، وأن وزن تلك العوامل ليس بالضرورة أن يكون متساويا، بل قد تتغلب عوامل على أخرى نتيجة لظروف مختلفة.وفي ظاهرة الإرهاب التي تكاد اليوم تستعصي على العلاج، ثمة عامل ثقافي يلعب دورا حاسما في ظهورها، ألا وهو غياب التعددية الثقافية، ذلك أن التعصب، بوصفه نتاج وثوقية ويقين مطلقين، إنما هو نتيجة لغياب هذه التعددية. وغياب التعددية يُلحظ، أول ما يلحظ، في التعليم بوصفه المحضن الرئيس لحضورها أو غيابها
ميزة التعددية الثقافية المدشَّنة بواسطة منظومة تعليمية عصرية، أنها تورث التفكير النسبي الذي يرى الأشياء والأفكار والمعتقدات، لا بوصفها مطلقة، بل بوصفها نسبية تملك، إن ملكت، جزءا من الحقيقة. وهذا ينطبق على كافة الآراء والأفكار والمعتقدات والاتجاهات والنظريات، ومن ثم فهي، أعني التعددية، علاج ناجع للحدية التي هي نتاج اليقين المطلق الذي يقود المتعصب إلى الوثوق بأن ما يختزنه من أفكار ومعتقدات هي الصحيحة صحة مطلقة، وأن جماعته ومذهبه هم وحدهم على صراط مستقيم، وغيرهم، في أخف الأحوال، مبتدعة موعودة بالوعيد.

التسميات: ,