الأربعاء، 25 مايو 2016

تشويه ولمز للعلماء من أحد الروافض

بسم الله الرحمن الرحيم
نشرت صحيفة الوطن يوم الاثنين 9 شعبان 1437 مقالا لكاتب رافضي طالما سب أبا بكر وغيره رضي الله عنهم
ولا يمكن أن يكتب عن الروافض شيئا
بل يركز على علماء أهل السنة بالثلب والتصغير
اليوم يتكلم عن علماء السنة
ويصفهم ب(الكهنة )!!
 وأن لهم (تعاويذ في مغارات ) !!
ويصفهم بأنهم مثل الرهبان والقساوسة النصارى !!!
ويصفهم ب(المدلسين في الدين )
ليس هذا فحسب
بل طالب الكاتب بأن يتم ( إرباك الوثوقية الصماء ) !!
كل ما نقم الكاتب على العلماء أو على أهل العلم  في مقاله هذه هو :
أنهم يرون عدم حل الموسيقى
وأنهم يحذرون من التغريب في الابتعاث
وأنهم ينكرون على رجل أن يجتمع مع فتيات في كلية
 ولا بد للكاتب وهو من ينشر في صحيفة رسمية .. لا بد له من  الكذب ، فيقول : (يتحول هذا الحرم الأكاديمي إلى معقل من معاقل الانغلاق والخوف من المستقبل والتحذير من مشاركة الأمم في حضارتها)
هذه تهمة خطيرة لبلاده وشهادة زور للمتربصين بها
لأنه يعلم أن ليس ثمة مساءلة له بأن يثبت هذه التهمة
وتهمة أخرى إذ قال : (الثقافة السعودية ثقافة خائفة)
يتهم السعودية بهذه التهمة
وكما أسلفت لو كان يعلم أنه ثمة مساءلة عن هذا الكلام لما تجرأ
أي خوف إذا كان ما يحصل في حدود الشرع ؟


نص المقال
أنيميا الثقافة في السعودية
ما مستقبل الثقافة في السعودية؟ بالإمكان تفكيك هذا السؤال وتقطيع أوصاله بالسؤال عن معنى الثقافة، فنجد المعنى ــ كما أفهمه ـــ يشمل اختصاصات متعددة موزعة ما بين وزارة الثقافة والإعلام، وهيئة السياحة والآثار، ورعاية الشباب، ووزارة التعليم، هكذا أرى الثقافة إذاً تناهشتها يد البيروقراطية، فوزارة التعليم هي مصنع الإنتلجنسيا الأول، والبقية ميدان حقيقي لتفعيل دور هذه الإنتلجنسيا وفق معطيات الثقافة بمعناها العصري.
لا يمكن أن يوجد في فضاء كلمة ثقافة معنى من معاني الانغلاق إلا كاستثناء وليس قاعدة، فالثقافة هي حركة وفعل دائم في كل الاتجاهات، كل ثبات وسكون هو دلالة على تحول الثقافة إلى عمل أيديولوجي ذي طابع سكوني لا علاقة له بالثقافة سوى في الشكلانية التي تتقنها كل المؤسسات البيروقراطية، ولهذا فمن حق المثقف أحياناً أن يعترض على مأسسة الثقافة، فالفعل الثقافي الحقيقي يكون في قلب المثقف وعقله، وليس في جدران النادي الأدبي، أو جدران جمعية الثقافة، إنها شيء كالشعر لا يمكن احتواؤه بالأكاديميات لتخريج شعراء! ولهذا فالثقافة الحقيقية هي ضيف شرف عابر على هذه الجدران، ولكن يبقى الخلاف كيف نعيد للثقافة وهجها الحقيقي بمعناها التنويري؟ الحقيقة أن الثقافة السعودية ثقافة خائفة في الداخل منطلقة في الخارج، لنرى المثقفين وقد صنعوا لهم مجتمعاً افتراضياً خارج الحدود لم يستطيعوا توطينه في الداخل حتى هذه اللحظة، فقنواتنا الفضائية لا تنطلق محطاتها من أرضنا، وكتب مثقفينا الكبار ما زالت تطبع خارج الوطن، فاللقاءات والمؤتمرات والمؤسسات الفكرية الجريئة ذات الفائدة ما زالت هناك في بلدان وأستديوهات ليست عندنا، ليس لنا من تراثنا الموسيقي وألحاننا المتنوعة التي نصرخ بها في وجه الظلام سوى السلام الملكي وفرقة الموسيقى العسكرية التي وقفت في وجه كل ممانعة بلهاء زرعت الخوف في قلب بعض جمعيات الثقافة والفنون لنراها في بعض مناطق المملكة تعجز عن إقامة حفل موسيقي فني، أو دورة لتعليم المقامات وآلات الطرب، وما عدا ذلك فلا بد أن نحميه بحضور رسمي على أعلى المستويات، وإلا اقتحمه الصقاعون، بل وجدنا نادياً (ثقافياً) يتجنب التعاون مع جمعية الفنون في توفير عازف عود للأمسيات الشعرية كفاصل موسيقي مع توفير خلفية تصنع أرضية تتناسب ومونودراما الشاعر، وما زالت للأسف أمسياته برتابتها المعهودة قبل ربع قرن، وفي الرتابة المملة أيضاً يتجادلون ويمانعون فيا لبؤس الثقافة.
الجامعات كمركز تأهيل حقيقي لإنتاج الإنتجلنسيا لهذا البلد أصبحت لا تعي معنى الكلمات التي تستخدم في ثنايا خطابها، فكلمة (حرم جامعي) تدل على معنى مقدس للعلم والعقلانية والتنوير، فكيف يتحول هذا الحرم الأكاديمي إلى معقل من معاقل الانغلاق والخوف من المستقبل والتحذير من مشاركة الأمم في حضارتها والانفتاح بعقل مقتدر محب للحياة بلا أوهام الخوف والإرجاف التي تباع في بعض الكليات، فنراهم يسعدون بابتعاث بناتهم للخارج ويربكهم عميد كليةٍ في الداخل إن التقى طالباته؟!.
الأكاديمية قداسة تستحق الوقوف لأجلها ما دامت أهلاً لموقعها، فإن تخلت عن موقعها للتخلف والخوف والعجز عن التثاقف الحضاري على مستوى الأمم والحضارات، فهي مجرد كتاتيب وإن احتوت أعظم المعامل، ولهذا فما زلنا نسأل كيف يتحول الأستاذ الجامعي إلى واعظ ينقصه التخلص من شهادته ليمارس (الرقية) بكامل ما فيها من نفث وهمهمة على الرؤوس.
مهمة المثقف فتح الأبواب، وإرباك الوثوقية الصماء التي توزع الدوغمائية بالمجان على رؤوس الناس بلا حسيب ولا رقيب، مهمة المثقف الفنان أن يرسم لوحة فنية تربك أولئك الذين يزرعون الخوف بداخلك لمجرد أن يوهموك أنك ستعبد صورة الخيل في لوحة زيتية؟ مهمة الموسيقيين والمطربين أن يرتقوا بالحس الإنساني ويصنعوا أفقاً يتجاوز أناشيد (خندقي قبري وقبري خندقي، وزنادي صامت لم ينطقي) وعندما نطق زنادهم كان حزاماً ناسفاً فجَّر العباد والبلاد في المساجد قبل الشوارع.
مهمة المثقف حمل القناديل في كل مكان، كثيرون سيخيفهم النور إذ اعتادوا على تعاويذ الكهنة في المغارات يحذرونهم الخروج للحياة فتغويهم، وعندما خرجوا لم يجدوا سوى الحياة الطبيعية التي عاشها كل الناس بسرائها وضرائها لا فرق بين أسرة يابانية أو سعودية أو كندية، كل هذه الأسر على اختلاف بلدانها تبحث عن تعليم جيد لأبنائها ووظيفة جيدة ورعاية صحية لحياة مليئة بالرفاه والإنتاج يستطيع الإنسان من خلالها أن يقول: لقد عشت تسعين سنة مليئة بالمعنى والذكريات الجميلة، مدركين أن كل المدلسين علينا في ديننا كانوا يريدون منا أن نكون رهباناً في دين يحارب الكهنوتية والرهبانية، لنكتشف ما اكتشفه غيرنا في الرهبان والقساوسة عندما قالوا: جاؤونا بالإنجيل واستقروا بيننا، لنكتشف أنهم أعطونا الإنجيل وأخذوا أرضنا، فكيف لا يرعوي حياءً أمام النفس قبل الآخرين، من كان يعارض مشروع الابتعاث ويصفه بالتغريب، ثم يفاخر بعد حين أن ابنته خريجة هذا المشروع قبل ابنه، والأقبح منه خريج أفضل الجامعات الغربية ثم يصف المشروع بالتغريب، ولهم من الأتباع الحمقى كثير.
الثقافة في السعودية بحاجة إلى عملية إنعاش، فقد طالت وفاتها الدماغية رغم فتوتها وشبابها،
لولا ما يقوم به هنا وهناك من يرعى ويساعد، يدعم ويساند كجندي مجهول من بعض الأمراء وأصحاب المعالي ورجالات الوطن الحقيقيين من قامات ثقافية تناضل خارج المؤسسة الرسمية لأجل الوطن بمؤسساته كلها، الذين عرفوا معنى التنافس في البناء، بدلاً من حيلة الجاهل في تحويل نفسه حجر عثرة أمام عجلة التنمية الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، حجرة مهما توهمت في نفسها القوة فالزمن كفيل بكسرها، والأذكياء سيحيلونها إلى مدماك نبني به متحف تاريخنا مع التطور خلال قرن من الزمن، تجاوزنا فيه خيالات الخائفين وظنون المرجفين في ضياع الهوية، (ولكل زمن دولة ورجال)، فكيف يرضى النابهون برجولة زمن مضى، عاجزين عن إدراك رجولتهم الخاصة في الزمن الجديد، رجولة تؤمن بكمالها في أن (النساء شقائق الرجال).


التسميات: ,