صحيفة الرياض تنشر الكفر وتلمز الإسلام ( 15 دليلا على ذلك )
نشرت صحيفة الرياض يوم الخميس 2 شوال 1437 مقالا فاض ضلالًا وسباً
للإسلام
التفاصيل :
1.يطالب بمقاومة ما يسميه التزمت ، بتنوير يكون امتدادا للتنوير الأوربي
..
أليس هذا ضلالًا ؟
2.يقول : لا خيار لنا إلا باتباع التنوير الأوربي
أليس هذا ضلالًا ؟
( ملحوظة هو لا يتكلم عن التقدم العلمي والمخترعات المجردة ، بل
كلامه في المبادئ والنظم )
3.يفتخر ثالثا بما أسماه ( المبادئ والنظم لعصر التنوير الأوروبي
)
وهذا أيضا على إطلاقه ضلال .
4.يقول : أغلب ما صان كرامة الإنسان هي الثورة الفرنسية .
وهذا لمز لدين الله الإسلام عبر تاريخ البشرية .
5.يقول : إذا حلمت بحضارة تاريخية منقرضة فأنت تعاني من انفصام حاد
ومأزق نفسي
فيا ترى ما هي ( الحضارة التاريخية المنقرضة ) التي لو حلم بها أحد
لعُدّ مريضا ؟إلا الحضارة الإسلامية
وهذا الذي قاله الكاتب ضلال
6.ويقول : من الضروري الانفصال الوجداني والمعرفي والقيمي عن كثير
مما في تاريخنا لكي نتصل بواقع الأمم التي تحت القانون الدولي
وهذا كلام باطل ضال .
7.يطالب بأن تكون المرجعية العليا لنا هي المبادئ الأوربية المزعومة
( حرية ،إخاء ،مساواة) وأن من خرج عنها فإنما يستبيح منطق العصر وأنه مارق
وهذا باطل وهو المطالبة بأن تكون المرجعية العليا هي المبادئ الأوروبية
8.يقول : منذ فجر التاريخ والظلم مستحكم إلى أن انبلج عصر التنوير
الأوربي
وهذا ضلال ؛ ففيه لمز للإسلام
9.يقول : إن ما يسمى تاريخاً مجيداً ومجداً تليداً إنما هو أضغاث
أحلام
وهذا سب لتاريخ الإسلام من عصر النبوة إلى ما بعده .وأنه ليس مجيدا .
10.ويقول : إن السلام والحق ليس واردا عبر التاريخ الماضي
وهذا أيضا لمز للإسلام وتاريخه .
11.يقول : إن المرأة كانت عبر التاريخ البشري مضطهدة إلى أن حررها
التنوير الأوربي
وهذا أيضا ضلال إذ يتضمن ضرورة لمز وتجاهل الإسلام
12.يقول : إن الإرهاب موجود عبر امتداد التاريخ ، ولم يقطعه إلا
التنوير الأوربي
وهذا أيضا ضلال وفيه اتهام الإسلام –مع غيره- صراحة بأنه إرهاب .
13.يقول إن ما سوى ثقافة التنوير الأوربية إنما هي ثقافة ماضوية
وثقافة بؤس
وهذا أيضا ضلال ففي نص صراحة أن الإسلام ومبادئه هي بؤس وأن ثقافة
أوروبا خير منه .
14.يقول : علينا ألا نجعل الجماهير تسبح في بحيرة تراثية آسنة
وهذا أيضا ضلال ؛ فالبحيرة التراثية الآسنة هي الإسلام وهي ما نص عليها
صراحة وبكل وضوح وبتكرار أن ما سوى التنوير الأوربي فهو كذلك .
15.يقول : إن من يعتقدون أنهم على عقيدة راسخة وصراط مستقيم ويكنون
الكراهية و العداء والتصادم للعالم أهل حماقة وبؤس وجهل
أقول : إن مصطلح التصادم مع العالم والكراهية والعداء ، فيه تفصيل
ليس هذا مجاله ، لكن الكاتب من خلال المقال كاملاً ومن خلال مئات من المقالات السابقة
، هو يعني بالضرورة الإسلام وأنه هو كذلك عبارة عن تصادم وعداء وكراهية .
كل دول/أمم العالم، باستثناء داعش وأشباهها، تعيش اليوم وفق قانون دولي واحد، ومبادئ متقاربة، مُثبتةً وجودها القانوني والمعنوي في العالم المعاصر من خلال الانخراط في المنظمات الأممية المعاصرة، وعلى رأسها: الأمم المتحدة. وكل هذه الأمم لا تفعل ذلك، ولا تستطيع أن تفعله أصلا، إلا بالانفصال الوجداني والمعرفي والقيمي عن كثير مما في تاريخها؛ كضرورة للاتصال بالواقع.وبما أن الشعوب – بإنسانها: (الفرد/ المواطن) - تستمد وضعها القانوني من خلال هذه الدول القطرية المتشرعنة بالمنظمات العالمية؛ فهي – أي الشعوب – تستمد أيضا وجودها في المنظومة الإنسانية العالمية من خلال هذه المنظمات العالمية. ولا يخفى على أحد أن الأمم المتحدة - وبقية المنظمات من ورائها - تتمثل المبادئ والقيم والأعراف التي طرحها فلاسفة التنوير، بعدما تَمَّ نقل هذه المبادئ من مستوى القطر الواحد/الوطن القومي، إلى مستوى العالم؛ فأصبحت الحرية للجميع، والمساواة بين الجميع، والإخاء مع الجميع. وبهذا تكوّن – بحكم الانضمام لهذه المنظمات العالمية –إجماع عالمي على التنوير كمرجعية عُليا، ولا يخرج عليه صراحة إلا مَنْ قرر أن يخرج على العالم أجمع، وأن يستبيح منطق العصر علانية. وطبعا، هو بهذا (المروق اللاإنساني) لا يفضح إلا نفسه وتاريخه؛ مهما توهم الانتصار لتاريخ مجيد ومجد تليد، لا يعدو – في المحصلة النهائية – أن يكون مجرد أوهام أو أضغاث أحلام.
إذن، قبل هذا العصر، أي قبل أن تستحكم رؤى التنوير، وتتجسد في قوانين وأنظمة هيئات ومنظمات عالمية، مدعومة بضمير عالمي متفاعل – بدرجات متفاوتة؛ وفقا لاشتراطات الواقع، ولاشتراطات الطبيعة الإنسانية - مع مبادئ التنوير، كان العالم ساحة صراع متوحش. فمنذ فجر التاريخ كان القوي يأكل الضعيف، كانت الدولة الكبرى تغزو الدول الصغرى وتلتهمها في وضح النهار، وبأوهى الأعذار، أو حتى بلا أعذار. قبل أن ينبلج هذا العصر الاستثنائي بمبادئ التنوير، كان من المستحيل أن تصمد سيادة عشرات الدول الصغرى، التي هي في غاية الثراء، ولا تمتلك - مع ثرائها - أكثر عشرين ألف مقاتل لكل دولة، في علاقة جوار طبيعية مع دولة كبرى تمتلك أكثر من ثلاثة أو أربعة ملايين مقاتل، فضلا عن الفارق الهائل في طبيعة السلاح.إن مثل هذا السلام القائم على الحق، لا على القوة، ليس وارد الحدوث في السياق التاريخي على امتداد العصور السابقة. هذا السلام، إنما حدث بفضل أننا نعيش في عصر التنوير، وفق مبادئ التنوير؛ بعد أن تعولمت وتمأسست هذه المبادئ. والمشكلة أننا لاعتيادنا عليه، نظنه طبيعيا. نحن لا نتصور (وعدم تصورنا هنا/ استنكارنا، يحدث بفضل وعي تنويري تسرب إلينا) أن دولة كبرى يمكن أن تلتهم دولة صغرى لمجرد رغبتها في التهامها، بينما كان هذا هو الطبيعي الذي يحدث تلقائيا - بفعل فائض القوة - على امتداد التاريخ.ولتعرف على نحو واضح دور التنوير المحوري في تحرير الإنسان؛ تأمل حال المرأة، المرأة في كل العالم. وانتبه، فأنت عندما تتحدث عن تحرير المرأة فإنما تتحدث عن تحرير نصف هذا العالم. إن كل ما حدث في حياة المرأة من متغيرات جذرية، على مستوى التعليم خاصة، وعلى مستوى الحقوق عامة، إنما حدث بفضل تعولم رؤى التنوير، وتنزّلها في الواقع العملي. فالمرأة في الخطوط العامة لتاريخ البشر الطويل، كانت تعيش على هامش الحياة، وفي كثير من الأحيان على هامش الهوامش. لقد كانت المرأة تعيش حالة اضطهاد متواصل جرى تطبيعها في الفكر وفي الواقع العملي.ولم تتحرر المرأة من هذا الرق التاريخي الطويل إلا بفضل رؤى التنوير التي أسست للمساواة الإنسانية بتأكيدها على حقوق الفرد كفرد، بصرف النظر عن جنسه، وعن دينه، وعن عرقه، وعن موقعه الاجتماعي. وبتحرر المرأة تحرر نصف العالم، وأخذ دوره في تحرير النصف الآخر من أوهام طالما انتهكت أوضح وأبسط حقوق الإنسان.
إن كل المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، إنما أخذت صيغتها النهائية التي نراها اليوم، من التراث التنويري الذي اشتعل ثورة قبل أكثر من قرنين. هذه الحقوق التي ضمنت سلامة إنسانية الإنسان، من أصغر الأشياء وأبسطها، حيث العنف اللفظي العابر، إلى أكبر الأشياء، حيث العنف الأعلى المتمثل في القتل والإرهاب، وفي التعذيب الممارس بواسطة الأفراد والدول. ولولا هذه المبادئ؛ لسادت علاقات العنف في كل جزئيات الحياة، ولأصبحت القوة هي الحق في كل الأحوال.ما أريد التأكيد عليه هنا، هو أن الإرهاب في كثير من صوره الأشد بشاعة، كان مشروعا على امتداد التاريخ، وبالتالي على امتداد مسيرة الوعي الإنساني. ولم يقطع مسيرة هذا الوعي الإرهابي؛ إلا الاستثناء التنويري الذي قرر أن أي انتهاك لـ(حق الإنساني الطبيعي) يُعدّ جريمة، سواء كان انتهاكا معنويا أو ماديا. وهذا يعني أن محاربة الإرهاب (الإرهاب في مفهومه الشامل) لا يتحقق إلا بتفعيل رؤى التنوير، وأنها كلما تجذّرت تفعيلا في الواقع الفكري والعملي؛ تراجع العنف بكل مستوياته؛ بالاطراد مع مستويات تفعيل التنوير.أخيرا نقول: لم يكن التنوير في القرن الثامن عشر مجرد رؤى مستنيرة تُطرح في السياق الثقافي للفلاسفة والمفكرين والأدباء. التنوير كان يعني آنذاك – كما يؤكد جوستاين غاردر -: تنوير طبقات الشعب الدنيا، كشرط أساسي لبناء مجتمع أفضل. والمراد أن تكون ثقافة الجماهير هي ثقافة التنوير؛ لتتقلص مساحات البؤس والعنف والإرهاب. أما عندما تكون الثقافة الجماهيرية على النقيض من ثقافة التنوير، أي ثقافة ماضوية متصلة بالبؤس التاريخي للبشر؛ فلا يُنتظر إلا أن تأتي بما كان عليه البشر طوال تاريخهم السابق لعصرنا/عصر التنوير. ومعنى هذا بالنسبة لنا، أننا إن أردنا صناعة واقع اجتماعي مُتَسَالِم مع نفسه ومع العالم، فلا بد من تعزيز الثقافة التي تدعو لذلك جماهيريا. لا بد من إنقاذ الوعي الجماهيري الذي استباحه سدنة الجهل والتخلف والإرهاب. لا بد من تعديل بوصلة الثقافة الجماهيرية؛ لأن ترك الجماهير تسبح في بحيرة تراثية آسنة، تجعل من الصراع والعداء والكراهية وانتهاك حقوق الآخرين والتصادم مع العالم، بل والتشوق إلى غزوه!، مبادئ عليا في عقائد راسخة، فلن نرى في واقعنا إلا بشرا يتمثلون هذه الصفات بكل ما فيها من جهل وحماقة وبؤس، معتقدين أنهم على الصراط المستقيم!.
التسميات: المحمود, جريدة الرياض
<< الصفحة الرئيسية