الثلاثاء، 21 يناير 2020

الإفتاء بحل الغناء والسخرية من علمائنا

بسم الله الرحمن الرحيم

نعلم ما استجد على مجتمعنا من إقامة حفلات غنائية لمغنيات وأيضا مسارح لرجال ونساء .
لم يقتصر الأمر على ذلك ، لكن الأدهى هو ما تقوم به بعض الصحف من قلب المفاهيم وتضليل الامة . وسب العلماء والكذب عليهم وتشويه صورتهم .
نعلم أن تحريم الغناء من المغنيات أمام الرجال والنساء محرم وقال بذلك علماؤنا ، ونعلم أن المسرحيات بصورتها الحالية أي وجود بنات ورجال ونساء على المسرح يمَثّلون أمام الجميع أنه حرام وقال بذلك علماؤنا 
لكن صحيفة المدينة بتاريخ 8/3/1441 وصفت من يحرم ذلك بأبشع الأوصاف ، كما يلي : 
قالت عمن يحرم المسارح والغناء بصورتها المعروفة –وهم علماؤنا- :
  1. إن ذلك كان ممنوعا محرما من فئة ذات توجه أيديولوجي , 
  2. لقد أعاقوا الدولة .
  3. كانوا يتحكمون لأهداف شخصية .
  4. وضعوا فخ التضليل .
  5. عندهم ضلال فكري .
  6. هم دائرة قاتمة حرمت كل شيء .
  7. كنا في سنوات عجاف .
  8. كان هناك فكر ضال على مدى ثلاثين سنة .
كل هذا السباب ليس بحق غلاة أو متطرفين ، بل هو بحق من يحرم الغناء والمسارح المحرمة ، وهم علماؤنا في هذا البلاد .
كما يتضح حجم السباب بحق العلماء ، وتصويرهم كدعاة ضلالة ، وأيضا ما يدعو له المقال لجعل المنكر معروفا والمعروف منكرا ، أي عدم الاقتصار على وجود المنكر بل يتعدى ذلك إلى إمراض قلوب الناس وقلب مفاهيمهم . 
حفظ الله البلاد والعباد ، 
 

 المقال : 
صحيفة المدينة/ الثلاثاء 06 / 11 / 2019 /مسؤوليات الوطن.. ودور المواطن  /نبيلة حسني محجوب
تشتبك التعريفات أحيانا، والمسؤوليات كثيرا؛ فالوطن لا يعنى فقط المساحة الجغرافية بكل مكوناتها من مدنٍ وقرى وهجر، جبال وأنهار وبحار، حدائق ومزارع، بل يعني الدولة أيضاً بكل مكوّناتها من سفح الهرم لقمته، أو من قمته لسفحه، بما يعني: القيادة العليا ومؤسسات الدولة المختلفة، وهي التي تتحمَّل كافة المسؤوليات لتوفير أقصى ما تستطيع من حياةٍ تتوفَّر فيها معايير الجودة للمواطنين، حسب الإمكانيات والموارد والقدرات، بدايةً من الضروريات، كالتعليم ومراكز الصحة، وتوفير العلاج والغذاء، والعمل والأمن، إلى توفير كل الوسائل التي تستجيب لمختلف الرغبات والاحتياجات والتطلعات، كدور العبادة ومراكز التوجيه والإصلاح، والأدب والثقافة، ومراكز البحث العلمي، وأكاديميات الفنون والابداع، وتوفير وسائل الترفيه حسب مقتضيات العصر ومستجداته، كدور السينما والمسرح، وكل ما يُلبِّي رغبات واحتياجات المواطنين، ولأن الترفيه بمفهومهِ الواسع الذي أصبح متاحاً مباحاً للمواطن، بعد أن كان ليس فقط ممنوعاً، بل مُحرَّمًا، من فئةٍ ذات توجُّه أيديولوجي، أعاقت الدولة بمؤسساتها عن القيام بدورها في توفير احتياجات الوطن والمواطن، حتى تحقَّق كل هذا دفعةً واحدة مع رؤية 2030 التي قادها محمد بن سلمان ولي العهد الشاب الطموح، فاستجاب الوطن بكل فئاتهِِ ومكوِّناتهِ لمرحلة التصحيح الكبرى في تاريخ الدولة السعودية الثالثة، كالأرض الجافة تستقبل الغيث، فتهتز وتخضرّ وتُثمر، هو هذا المواطن السعودي الذي توافق وانسجم مع أهداف الرؤية، واستقبل كل دفق التغيير بفرحٍ ووعي ومسؤولية، وأثبت للعالم أنه مواطن جدير بالتغيير والانفتاح والتجديد في كل تفاصيل الحياة، التي كانت بين أيدي فئة تتحكَّم فيها لأهدافٍ شخصية، واكتشف بعض مَن وقع في فخ التضليل؛ حجم الضلال الفكري الذي أُحيط به، فتخلَّص منه سريعاً، لينضم إلى قافلة التغيير بوعي ومسؤولية أيضاً، لكن البعض للأسف لازال يعيش في تلك الدائرة القاتمة التي حرَّمت كل شيء، وأعاقت الدولة عن القيام بدورها التقدمي والتنويري وحماية مواطنيها من الهجرة الجماعية في كل فرصةٍ إلى خارج الوطن، حتى إلى دول الجوار، للتمتُّع بحق الجلوس بأمانٍ مع عائلاتهم في مطعم أو مقهى، أو مشاهدة فيلم في دار السينما، أو حضور حفل غنائي أو مسرحي، دون خوف أو مضايقة من أفرادٍ، أو جهاز تجاوز بعض منسوبيه مهمّتهم، للتضييق على المجتمع.
هذه الفئة القليلة الرافضة لحركة التغيير؛ تُحاول تشويه مواسم الترفيه، واقتناص خطأ صغير من بعض الأفراد وتحويله إلى كارثة أخلاقية واجتماعية جلبها الترفيه، والإشكالية ليست في هذه الفئة القليلة الرافضة، بل تكمُن المشكلة في انخفاض نسبة الوعي لدى الكثيرين، نتيجة غياب كل تلك المحفزات الثقافية للوعي، وتوغُّل الفكر الضال في عقول كثيرين على مدى أكثر من ثلاثين عاماً.
بين تلك السنوات العجاف وهذه المرحلة الجديدة التي تمثل مرحلة تأسيسية للدولة السعودية الجديدة وللمواطن السعودي، تخلص فيها المجتمع من تلك الأفكار، واندمج في القافلة، ولكن البعض لا يزالون في منطقة التشويش ومرحلة التردد بين القبول والرفض، وعندما تصلهم مثل تلك الأفكار يُسارعون إلى ترويجها، وبث الخوف من تبعات التغيير مستقبلا، والعبث بالعقول والقلوب، مع أن بعضهم أو معظمهم كان يهرع إلى خارج الوطن في كل إجازة ليرتاد أماكن الترفيه بكل متعة، ويُنفق عليها مِن وسع، دون أن يرى فيها ما يراه في الوطن. من هنا تأتي مسؤولية المواطن لدعم جهود الدولة لتحقيق رؤيتها الطموحة، وعدم بث المشاهد أو متابعة أعداء الوطن ونشر أفكارهم وسمومهم، سواء عن طريق ترديد أفكارهم كالببغاء، أو نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حمايةً لأولئك الذين يقفون في مناطق التشويش، وفي مرحلة الرفض والقبول، لا حمايةً للدولة، لأنَّ الدولة أكبر من رفضهم ومن فِكرهم الضال، ومِن مشاهدٍ ومناظر تربَّص بها أصحاب الفكر الضال عن سابق إصرار وترصد.                                    

 الرابط : 

التسميات: ,