الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

اتهام السعودية بخنق الحريات ، والمطالبة بسينما ومسارح وحفلات غنائية ، والتبرم من الأمر بالمعروف

بسم الله الرحمن الرحيم
 نشرت صحيفة الوطن بتاريخ 19 شوال 1436 مقالاً بعنوان " ما يطلبه السائحون " فيه مجاهرة بمنكرات والدعوة إليها
1.  حيث ذكرت الكاتبة أنها ذهبت للخارج وأعجبها أن الإنسان هناك ( لا تضايقه أي مؤسسة تنتقد خياره أو مظهره ) .
ولا شك أنها تلمز الحسبة عندنا وتصورها أنها مجرد تنتقد الخيارات والمظاهر ، لا أنها تنهى عما نهى عنه الشرع المطهر .
2.  وقالت أيضا : ( إن الحرية عندنا – أي في السعودية – مخنوقة ) .
وهذا فيه سُبّة للدولة كلها ، فأي حرية أباحها الله هي مخنوقة إلا أن تكون حرية المجاهرة بالمعاصي . مع أن التجاوزات كثيرة .
3.  وقالت عما وجدته في الخارج ولم تجده في السعودية : ( حفلات أوبرالية موسيقية غنائية ) ( مسرحيات كلاسيكية كوميدية ) ( سينما تعرض فيها أفلام عالمية ) .
هذا دأب صحفنا : النهي عن المعروف والأمر بالمنكر ، فلا يتيحون مقالات تبين حقيقة المنكرات في المسارح والأفلام العالمية ، وبالمقابل يتيحون مقالات تشيد بالمنكرات وتشجع على ارتكابها . هذه المقالات في أعلى المنابر الصحفية في قعر بلادنا ، وكم يضل بها فئام الناس .  

نص المقال :

وأنت تصل لهذه المدينة تبحث عن رحلة عائلية أو شخصية انتظرتها لأشهر طويلة وخططت لها بجدول يناسب ميولك التي تحرص على إرضائها من وقت لآخر، وتتناسب مع ما رصدت من ميزانية مالية تكفي تنقلاتك، ستجد أن المكان والإمكانيات ستكون عونا لك لا عليك، وسببا لأن تستمتع بكل لحظة تقضيها في هذا المصيف الذي قطعت من أجله كل هذه المسافات.
خيارات الوصول للمدينة متاحة ومتوفرة دون طوابير انتظار أو حجز مسبق من شهور طويلة، ورحلات المطار الذي يتسع لاستقبال الرحلات المحلية والدولية أشبه ما تكون بخلية نحل للعمل الدؤوب الذي تقدمه مختلف شركات الطيران التي تتنافس لتقديم خدمات أفضل لزوار المنطقة. وحينما تغادر صالة القادمين ستجد أمامك صفا مرتبا من سيارات الأجرة أو السيارات الخاصة تساعدك للانتقال إلى مكان إقامتك دون توقف طويل على رصيف الانتظار أو مساومة على السعر.
وربما تكون قد اخترت الوصول لهذه المدينة عبر وسيلة أخرى، كالقطار الذي يمتد على طول الشريط الساحلي الغربي والآخر الذي يخترق الصحراء ثم الجبال من جهة الشمال ويصب كلاهما في محطات مركزية للمدينة، ولن يفوتك معهما فرادة التجربة والاستمتاع بالمشاهد الطبيعية والتنوع الجغرافي المذهل خلال رحلة السفر تلك.
بوصولك للمدينة ستجدد باب الخيار للسكن مفتوحا على مصراعيه، بشكل متفاوت بين فنادق ذات تصنيف عال أو متوسط، أو شقق فندقية أو مساكن ريفية. يجمعها تكامل الخدمات حسب المعايير العالمية المتبعة للسلامة بشكل خاص في المناطق السياحية، ومراعاة الجودة والنظافة بأسعار تنافسية تتناسب مع إمكانات كل زائر.
وسواء كان لديك جدول مسبق لطريقة تمضية أيام إجازتك في هذه المدينة أو لم يكن، فإنك لن تحتار كثيرا في كيفية قضاء يومك، فهناك مكاتب سياحية إرشادية في أماكن مختلفة من المدينة تستطيع الوصول إليها بنفسك أو عن طريق أرقام هواتفهم التي تقدم خدماتها طيلة اليوم، تساعدك على التعرف على الفعاليات التي تقام كل يوم والأنشطة التي يمكن أن تمارسها حسب ميولك، فضلا عن أن كل الفنادق ومواقع السكن توفر خرائط للمدينة وكتيبات إرشادية تفصيلية بأهم المواقع السياحية وبرامجها وأسعارها ومواعيد العمل فيها. وإن كنت اخترت ألا تستعين بأحد ليرشدك عما يمكن القيام به في أي يوم فإنك لن تحتار كثيرا، فبمجرد النزول إلى الشوارع ستجد في التجول بحد ذاته متعة وفيرة واستمتاعا بالغا بجمال الطقس وزخم المكان، وستقابلك أينما اتجهت فعاليات أو خدمات تمضي فيها وقتك برضا.
قد تبدأ يومك الأول مبكرا بالخروج للمناطق الريفية القريبة لمشاهدة جمال الطبيعة الجبلية، وعليك أن تأخذ في الاعتبار برودة الجو المعروفة هنا في شهر أغسطس والأمطار التي قد تفاجئك في أي لحظة، وبالطبع ستجد هناك عشرات المطاعم والمقاهي المحلية والعالمية التي تستغل الطبيعة لتقديم خدماتها الفريدة. وستلاحظ توفر الطرقات الخالية من الزحام وتكدس السيارات لسلاسة المرور وتعدد المسارات، والتي ستوفر عليك الوقت للوصول لجهات مختلفة تحمل كل منها تجربة مميزة.
عند عودتك مساء لمقر سكنك، وسواء كنت بمفردك أو مع عائلتك، سيكون أمامك باقة من الخيارات لتمضية المساء بطريقة مميزة، إما بالذهاب لمسرح المدينة الذي يعرض فيه كل يوم مسرحيات كلاسيكية أو كوميدية مختلفة لأسماء محلية ودولية، أو التوجه لقاعة الحفلات الأوبرالية الموسيقية والغنائية المجاورة التي تختار من جدولها الاسم الذي تود الاستماع إليه، أو الذهاب لإحدى صالات عرض السينما التي توفر آخر المعروضات من الأفلام العالمية وتتناسب خياراتها لجميع الأعمار. وربما تفضل التجول في المعارض الفنية التي يتنافس في الوجود فيها كبار الرسامين والنحاتين والمصورين، أو تحضر فعالية ثقافية لرواد الآداب المتنوعة من مدارس مختلفة. وإن كنت تفضل الهدوء والاسترخاء فلديك الخيار بالتجول في مسارات المشي التي تحيط المدينة وتجد على ضفتها مقاهي وأماكن جلوس توفر لك ما تريد. وستبدأ يومك الجديد تاليا بطريقة تختلف عن اليوم السابق للوفرة العظيمة فيما توفره السياحة المستدامة هنا، من مناشط رياضية أو الذهاب للتسوق من الأسواق الشعبية أو المراكز الحديثة التي توفر أسماء محال وماركات شهيرة، أو زيارة المتاحف والمناطق الأثرية القريبة. كل هذا التنوع السياحي بوجهاته المختلفة ستلاحظ شدة الاعتناء فيه بالنظام والنظافة، ومساحة الحرية الكبيرة التي تقضي فيها إجازتك دون مضايقة شخصية أو مؤسساتيه من أحد تنتقد خياراتك أو مظهرك، وفرض القوانين والرسوم وغرامات المخالفات التي قد تشوه المدينة والتي تساعد على إبقائها متميزة في كل وقت، حتى أن أيام إجازتك هنا ستنقضي وتتمنى أنها لم تنته بعد، وتغادر وأنت تنوي أن تعود مرارا وقد عقدت العزم على رحلة جيدية إليها في الصيف أو الشتاء، فهذه مدينة لها ميزتها المناخية في كل الفصول، وثراؤها السياحي والاقتصادي الذي يجعلها مقصدا للكثير من جنسيات مختلفة، سواء لقضاء الوقت أو للاستثمار فيها، والذي يحرص عليه رودا صناعة السياحة حول العالم.
أكتب هذا المقال المتخيل لمدينتي "أبها" الوادعة والجميلة التي فازت مؤخرا بلقب عاصمة السياحة العربية لعام 2017 بعد منافسة ملفات مدن عربية أخرى كثيرة، أكتبه وأنا أقضي إجازتي السنوية كالعادة بعيدا عنها وعن الوطن، أتنقل من منتجع لآخر في مدن تتشابه معها في الأجواء اللطيفة وأخرى لا تطاق حرارتها ولكنها توفر خيارات متنوعة ومساحة من الحرية المخنوقة لدينا، وأجد حولي في كل مكان عشرات من السعوديين المسافرين خارج بلدهم بحثا عما أبحث وعن كل ما يطلبه السائحون.

               رابط المقال : http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleId=27353

التسميات: ,