الثلاثاء، 19 يوليو 2016

صحيفة الوطن تسمي العلماء ( وحوشا ) وتفتي بحل ما حرمه ورثة الانبياء بالأدلة،هكذا تستباح الشريعة

بسم الله الرحمن الرحيم
نشرت صحيفة الوطن يوم الاثنين 13/10/1437 مقالا ضالا مضلا بعنوان (الموسيقى مستحبة )  ، 
أقول :ينشرون على العامة ما يشوشون به أمر دينهم .
يقول الكاتب :
1. الموسيقى مستحبة
2. ويورد نقلا باطلا على سبيل التأييد والنشر والتسويق وهو (من لم يطربه العود وأوتاره والربيع وأزهاره فإنه فاسد المزاج يحتاج إلى علاج )
3. ويقول : إن الموسيقى تزكي النفس وتطهر القلب
4. ويقول : إن الذين يحرمونها وحوش !!
5. ويقول : علينا أن نقف في وجه من يحرمها
6. ويقول : نحتاج إلى تدريس الموسيقى في جميع مراحل الدراسة وتكون مادة إجبارية .
    وبعد فهكذا تُضلل الأمة ويزهد بفتاوى علمائنا بل يوصمون بأنهم ( وحوش ) ويطالَب من الأمة أن يقفوا في وجه علمائهم !!!
فالله المستعان وإنا لله وإنا إليه راجعون  
                                          
نص المقال
الموسيقى مستحبة / عبير خالد
يقول الإمام الغزالي في كتابه (إحياء علوم الدين) "من لم يطربه العود وأوتاره والربيع وأزهاره فإنه فاسد المزاج يحتاج إلى علاج". ليس دور الموسيقى أن تصلح الحال وتزكي النفس وتطهر القلب وحسب، ولكنها تضفي لعقول متذوقيها بُعداً نقدياً إنسانياً لا يحظى به غيرهم. تجعل الموسيقى من مستمعيها أكثر إنسانية وتقبلا للآخر. وماذا يكون أكثر جمالا وأمانا من مجتمع يحب أفراده بعضهم البعض؟ نشرت الصحف البريطانية قبل عدة أشهر إحصائيات وأرقاما حول الأوروبيين الذين يلتحقون بصفوف داعش (التنظيم الإرهابي في سورية)، وكانت النتائج صاعقة جداً، خصوصا لأولئك الفقراء فنيا وأدبيا. تقول الأرقام، وفقا لصحيفة الجارديان، إن معظم الأوروبيين الذين التحقوا بداعش متخصصون بتخصصات علمية بحتة، حيث إن 65% منهم درسوا أو يدرسون الهندسة. تضيف الصحيفة "مثل هذه التخصصات تفتقر إلى المحتوى النقدي الفني". إن المتذوق للفن والأدب والجمال إنسان واعٍ، لكونه ينظر بعين ناقدة لما يقوم به الآخرون من مخطوطات أو أغنيات أو لوحات راقصة، وبالتالي تقل احتمالية استدراجه بالخطاب الأيديولوجي. أما أولئك الدوجماتيون الذين يحرمون مجرد الاطلاع أو الاستماع إلى مجهود الآخرين الفني فهم ليسوا أكثر من وحوش تستميت لرفض وتكفير الآخر. وحوش تحرّم على الناس كل شيء يمكنه إدخال الفرحة في قلوب الناس. لماذا لم نقف في وجوههم بحجة أن الأصل في كل شيء الإباحة، وأن كل جالب للسعادة حلال مباح ما لم ينزل فيه تحريم صريح غير مشروط؟ في الوقت الحالي، أحد احتياجات تعليمنا مناهج فنية، موسيقية وأدبية إجبارية لجميع المراحل الدراسية أسوة بمناهج اللغة والدين والعلوم. محاكاة العصر لم تكن يوما بالمباني الفخمة والتقنيات الحديثة وحسب، ولكن أيضا في معرفة مستجدات الفن والأدب والثقافة العالمية، لأن الموسيقى والمعارض والمتاحف أفضل وسيلة اتصال مع العالم الخارجي. تخيل أنك عالق في مكان ما مع شخص أجنبي لا تعرف عنه شيئا، ما الذي يمكن أن تتحدث به معه دون أن تجعله يرتبك من وجودك؟ ربما أحد أغنيات شاكيرا أو كتب شكسبير أو كلمات غاندي. خروجنا من قوقعتنا وانغلاقنا وصمتنا المطبق لن يكون إلا بتغلغل الفن والأدب والعلوم الإنسانية فينا تماما كما العلمية والدينية، وفي اليوم الذي ينظر فيه المجتمع العربي للرسام تماما كما ينظر للمهندس وللموسيقي تماما كما ينظر للطبيب ثق أننا قد بدأنا بإعطاء كل ذي حق حقه.

التسميات: ,