الجمعة، 4 مارس 2016

سخرية من آية ، ونقض لأصل من أصول الدين وهو الولاء والبراء وما يتضمنان من الحب والكراهية

بسم الله الرحمن الرحيم
 هناك من يدير دفة تحريف الإرشاد وإضلال الناس ، على أعلى صحفنا السيارة الصادرة من قعر بلادنا ، مما سبب ازدواجية وكأننا في هذه البلاد منقسمون ، وهذا والله نواة الانقسام و التفرق – لا قدر الله -
نشرت صحيفة الرياض بتاريخ 24/5/1437 مقالا بعنوان ( الكراهية .. الحاجة إلى العار ) بقلم المدعو حسن المصطفى
ناقض وسخر من أوثق عرى الإيمان وهو الولاء و البراء والحب والبغض
وأدلته في ذلك نقولات من أساطين الكفرة !
يقول : ( بات إبداء العداء والبغضاء لفريق هنا ومذهب هناك وطائفة ما وكأنه سلوك يثاب عليه فاعله )
وهذا الكلام واضح بأنه يلمز ويسخر من الآية الكريمة ( وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء )
ولا أظنه والله يجهل .
وحتى لو لم يعرف الآية كيف يسخر من عروة من عرى الإيمان .
ويقول بعد ذلك : إن الكراهية تَدَيّن كاذب .
وهذا أيضا كلام باطل ومناقض لديننا .
ويقول : تم رفع الكراهية إلى درجة التبجيل والقداسة والتقرب بها إلى الله .
أقول : كل هذا تضليل من الكاتب للأمة وقدح في دينها .

وبعد .. فلا شك أن ديننا يحث على الحب والتسامح والعفو والصفح ، لكن كون الكاتب ينفي ما يقابلها من الكراهية المطلوبة لمن هم أهل لها .. هذا باطل وضلال ، وأيضا لا يدفعنا تصرفات غلاة من تكفير وقتل إلى أن نناقض أصلا من أصول ديننا .
سبق أن صدر أمر سامي بمنع الفتاوى العامة إلا من كبار العلماء ، لكن هذه الأمر لا ينفذ ، بل يتكلم بالعقيدة من هم ليسوا أهلا لذلك 

نص المقال :
الكراهية.. الحاجة إلى العار!
حسن المصطفى
    هنالك إصرار غريب من لدن رهط من الناس على "الكراهية"، فعلاً، قولاً، وشعوراً نفسانياً جوانياً، وكأنها قدرٌ لا مفر منه.
تراها وكأنها هي المحفز الأساس لحياتهم. والموجه الذي على أساسه تصدر أعمالهم. حتى تخالُ أن أصحابها سيكونون شيئاً منسياً دونها. أو أنها باتت معادلاً لوجودهم المادي والمعنوي، بحيث يفقدون دونها كينونتهم، ويتحولون إلى محض غبار!.
هذا الجموح نحو "الكراهية"، يذكرني بمقولة للفيلسوف الروماني إيميل سيوران، في كتابه "مثالب الولادة"، حين قال "بي حاجةٌ فيزيائية إلى العار. كان بودي أن أكون ابن جلاد".
سيوران، وفي تهكمه اللاذع، يستخدم "مطرقة نيتشه"، هو يتعاطي الفلسفة "قرعاً بالمطرقة". هو لا يعالج الضعف بالمسكنات والمهدئات والعقاقير المخدرة، وإنما عبر غرس مشرطه عميقاً في الجرح، متجاوزاً السطح، نحو تلك القاع السحيقة، المظلمة، والموجعة، في آن معا.
الربط الذي استحضرني بين "الكراهية" و"العار" و"الجلاد"، مرده تلك النزعة الداخلية التي تراها تتلبس أفراداً يفترض بهم الوعي والكياسة والفهم. إلا أنهم رغم ما يدعونه من علم، تراهم فحماً مسوداً من كثر ما اشتعل كراهية، وازدراء وشتما واقصاء وقتلا للآخر!.
الكراهية هي بالتالي تعبير فاقع عن "العار"، وهي فعلُ جلدٍ وممارسة عنيفة متواصلة ضد الآخر.
شتان بين "العار" الذي يتحدث عنه سيوران بنزعة فلسفية مغايرة، وبين "العار" الذي يتلبسه دعاة الكراهية ورعاتها.
إن ما يثير القلق أكثر، ليس فعل "الكراهية" وحده، بل الصمت عنه، أو البقاء على الحياد تجاهه، أو ممارسة الابتهاج الصامت به. وهو ما يشير إلى تساهل أو عدم جدية في مواجهتها، بل، هنالك من يحاول استثمارها سياسياً ودينياً واقتصادياً واجتماعياً، بحثاً عن مصالحة ضيقة، ومكاسب هشة.
عبدالرحمن الراشد، كتب في "الشرق الأوسط"، متسائلا: "الكراهية، من يريد مواجهتها؟". معتبرا أن المواجهة معها لن تكون سهلة، والحل لن يأتي طيعاً "ما دام لا أحد يعدها قضيته ويأخذ المبادرة".
هنالك هروب فردي وجماعي عن مواجهة "الكراهية"، لسبب بسيط كما أشار الراشد، وهي أنه لم تأخذ على محمل الجد. وهذا التعامل الناعم مع موضوع حساس، مرده هو تغلغل الكراهية في النفوس والعقول، ورفعها إلى درجة "التبجيل" و"القداسة". حتى وصلت إلى منزلة أن يتقرب بها البعض إلى بارئه زوراً وبهتاناً، وبات إبداء البغضاء والعداء لفريق هنا ومذهب هناك وطائفة ما، وكأنه سلوك يثاب عليه فاعله!.
إن الكراهية تشربت النسيج المجتمعي بشكل أفسده، وعطل منظومة القيم الأخلاقية، واستعاض عنها بأنانية فجة، وتدين كاذب، وادعاء خاوٍ من كل مضمون.
"هل أنت متفرج، أو واحد يضع يده فيما يُعمل؟. أم واحد يصرف نظره ويمر جانبا؟".
هذا التساؤل الذي يورده نيتشه، هو ما ينطبق على حال المجتمع ونخبه تجاه الكراهية المتفاقمة، والموقف منها، وعما إذا كانت لدينا النية في مواجهتها، والحد منها، وفق قانون مدني يجرم هذه الخطابات التي تهدم كيان الدولة الحديثة وتعتدي عليه.
الكراهية هي "العار" الذي يفوق كون أي واحد منا "ابن جلاد". هي أكثر نتانة من أي فعل آخر. لأنها الدافع نحو التكفير والاعتداء والقتل، ومختلف الممارسات العنيفة الأخرى. هي "العار" الذي سيبقى متلبساً فينا، ما لم نطهر أنفسنا منها، الآن، وليس بعد خراب الديار!.
رابط المقال : http://www.alriyadh.com/1134412


التسميات: ,