الثلاثاء، 26 يوليو 2016

الكفر في صحفنا:المطالبة بامتثال قيم الكفر،السخرية من الحديث،ومن الحكم الشرعي،ومن العلماء،ومن المسلم الذي يتبع فتاوى العلماء

بسم الله الرحمن الرحيم

 نشرت صحيفة الجزيرة يوم الثلاثاء 21/10/1437 مقالا بقلم الكاتب محمد آل الشيخ بعنوان ( المرأة قادمة بقوة )
أولا : في المقال سخرية و تعريض بنهي الشرع المطهر المرأة من أن تقرب من الرجال إن كانت متعطرة ؛ إذ يقول الكاتب ساخراً (  عطر المرأة يثير غرائز الرجل الجنسية التي لا يستطيع مقاومتها )
هذه سخرية من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة مثل :
1.عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية "
2.عن زينب الثقفية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربنّ طيبا ".
3.عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة " .
.4 عن موسى بن يسار عن أبي هريرة : " أن امرأة مرت به تعصف ريحها فقال : يا أمة الجبار المسجد تريدين ؟ قالت : نعم ، قال: وله تطيبت ؟ قالت : نعم ، قال : فارجعي فاغتسلي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من امرأة تخرج إلى المسجد تعصف ريحها فيقبل الله منها صلاة حتى ترجع إلى بيتها فتغتسل ".

ثانيا :  سخر الكاتب من الأمر الشرعي بتغطية وجه المرأة فقال : أصبح وجه المرأة عورة لأن وجهها يثير شهوات الرجل الغرائزية
هذه سخرية من أمر شرعي .
ثالثا : سخر الكاتب من العلماء الذين يفتون بحرمة تعطر المرأة عند الأجانب و سفور وجهها فقال عنهم : هؤلاء غلاة .
رابعا : سخر الكاتب من المسلم الذي يتقيد بفتوى العلماء فقال : إنه مريض نفسي ، وعنده عقد نفسية .
خامسا : سخر الكاتب من تحريم الاختلاط فسماه ( وضع المرأة في صندوق فولاذي ) وعرّض بمن يتحاشى الاختلاط من الرجال .
سادسا : أشاد الكاتب بالكفار ودولهم و حالهم – والكلام عن وضع المرأة –
سابعا : بعد أن سخر من الأحكام الشرعية ، طالب الكاتب بأن نمتثل أحكام وقوانين بلاد الكفر فقال : (علينا أن نتماهى مع القيم العالمية ) – والكلام عن التشريع فيما يخص المرأة -
ثامنا : أشاد الكاتب بدول الكفر التي تولت فيها المرأة أعلى شأن في البلاد وهو الحكم ، والكاتب يعلم يقينا حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي ينهى عن ذلك ويصفه بعدم الفلاح .
هذا ينشر في أعلى المنابر في البلاد ، دون خوف أو وجل ، نسأل الله أن يصلح الحال ، ويكفينا شر القادم من البلاء والشرور  
نص المقال :
المرأة قادمة وبقوة
لأنه إنسان عصابي تشرب الغلو والتطرف منذ نعومة أظفاره، وتسيطر عليه رغبة جنسية جارفة لا يستطيع أن يتحملها تجاه أنثوية المرأة، فرض هذا العصابي المتطرف على المجتمع فقهاً لا يمكن أن يصدر إلا عن مريض نفسي ينطلق من الشك بالمرأة، وانتقى من الأدلة والشواهد ومقولات بعض الغلاة من الفقهاء ما يتلاءم مع عقده النفسية المرضية، فأصبح وجه المرأة عورة لأن وجهها يثير شهوته الغرائزية، لذا يجب أن تتنقب ولا تبدي وجهها وإن أبت يطلقها، كما أن عطر المرأة يثير غرائزه الجنسية التي لا يستطيع مقاومتها، وزمالة المرأة في العمل مدعاة أكيدة لديه لأن يقيم معها علاقة محرمة، وهو ينظر إلى المرأة أنها أولاً كائن شهواني على غراره، مثلما أنه لا يستطيع كبح سعار جماح شهواته، فهي أيضاً وفي المقابل لا تستطيع أن تكبح جماح شهواتها، فتستسلم لنزواتها الجنسية مثلما يستسلم هو لنزواته وشهواته، فالعزل إذاً هو الحل.
من هذا الطرح الذي ينطلق من أن المرأة والرجل في مجتمعاتنا دونما أخلاق ودونما قيم، وذوو شهوات بهيمية انفعالية، لا يربطهما ببعض إلا رابط الشهوة الجنسية، تمَّ عزل مجتمع الرجال عن النساء في مجتمعنا، وبقيت المرأة -كما يقولون- (جوهرة مكنونة) لكنها محبوسة في صندوق من فولاذ، بمجرد أن تخرج منه فإنها ستغري اللصوص والشهوانيين للسطو عليها ونهبها، والنيل من شرفها.
العالم أصبح اليوم مجتمعاً واحداً، يسعى إلى قيم المساواة ويرفض أن ينال الرجل من حقوق المرأة الإنسانية؛ سيما ونحن على مشارف عصر تتولى فيه المرأة زمام السلطة في مجتمعات الغرب المتفوقة حضارياً, فالمجتمع الألماني تقف على رأس السلطة فيه امرأة، والمجتمع البريطاني كذلك بعد أن اكتسحت تيريزا ماي الرجال، وتولت رئاسة الحكومة، كما أن الولايات المتحدة وهي أقوى قوة على وجه الأرض اقتصادياً وعسكرياً - تقول كل المؤشرات أنها ستكون امرأة، بعد أن أصبحت السيدة هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي، وأصبحت كما تقول الأرقام الإحصائية الصادرة عن مؤسسات قياسات ورصد الرأي. هي الأقرب لأن تكون أول امرأة تتولى رئاسة أقوى دولة في العالم؛ بمعنى أن القوى الثلاث الأعظم تتولى فيها المرأة إدارة وتصريف شؤونها؛ ومن يظن أن هذه الإنجازات التي تحققها المرأة على مستوى العالم، خاصة وأن الدول الثلاث حلفاء إستراتيجيين لنا، وأنها لا تعنينا، ولن تنعكس تبعاتها على وضع حقوق المرأة في بلادنا، فهو في رأيي إما جاهل أو مغالط ومكابر؛ فالعالم اليوم أصبح فيه القوي سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، يفرض على الضعيف قيمه الحضارية، خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وحقوق المرأة بالذات، فكيف إذا كانت المرأة ذاتها هي من يتولى السلطة في تلك الدول الثلاث التي تعتبر الأقوى في العالم؟ وإلا أصبحنا كإيران -مثلاً- نعيش في عزلة عالمية أنهكتها وأنهكت قواها في مختلف المجالات؛ ولا أظن أن عاقلاً سيتخذ من النهج الإيراني له قدوة، ويحذو حذوه. لذلك لا بد مما ليس منه بد، وأن نتماهى مع القيم العالمية، ونسعى من الآن للاستعداد لهذه المرحلة المستقبلية، التي سيصبح فيها عزل المرأة وإقصاؤها وتحكم الرجل في حقوقها، شؤوناً لا يمكن أن يتقبلها عالم اليوم.


التسميات: ,