الخميس، 26 يناير 2017

المزيني وكلام ضال ومضاد للعقيدة في صحيفة الحياة

بسم الله الرحمن الرحيم
 نشرت صحيفة الحياة يوم الأربعاء 27 ربيع الآخر 1438 مقالة تنضح كفرا ، المقالة بعنوان ( أيها الكفر تحدث كي أراك )
 أولاً : امتعض وتبرم الكاتب من التكفير دون تفصيل .
 وهذا لا يجوز ؛ إذ التكفير -لمن هم أهل- عقيدة يوقن بها المسلم .
  ثانيا : دعا الكاتب للتخلص من التكفير والعيش تحت قاعدة دستورية جديدة «مسيجة» بالقوانين العادلة التي نصت عليها الأديان المتسامحة .
وهذا كلام ضلال من وجوه ، الأول : التخلص من التكفير يعني إلغاء ما جاء به الكتاب والسنة من ذلك ، ثانيا : الإقرار بأن ثمة دينًا صحيحًا سوى الإسلام ، والثالث : الدعوة لدستور يأخذ من الإسلام ومن الأديان المحرفة .   
ثالثا : دعا الكاتب لأن يمارس البشر شعائرهم باختيارهم لا بتوجيه كهنوتي !
.. كيف يطالب بترك البشر يمارسون شعائرهم كما يشاؤون ، حتى شعائر الكفر!
تبرم الكاتب مما سماه ( توجيه كهنوتي )
 وهذا لمز للعلماء بالكهنوتية
رابعا : لمز الكاتب العلماء مرة أخرى وقال : هؤلاء الذين تقولون إن لحومهم مسمومة وهم دعاة كراهية ومحرضوا القتل .
خامسا : دعا الكاتب إلى إحراق كل المذاهب التكفيرية وطقوسها ومبادئها
أقول : التكفير جاء في صميم عقيدة الإسلام –لمن هم أهل- فكلام الكاتب يشمل الإسلام في الدعوة لحرقه ، ولا مجال للتأويل والتسويغ .
سادسا : يقول الكاتب : الدين الممذهب ما هو إلا آلة قتل حادة وحارقة وناسفة ومدمرة
وهذا كلام ضلال أي اعتبار الدين آلة حارقة ، أما قوله ممذهب ، فلو قصد مذهبا فقهيا أو مذهبا عقديا ، أيا منهما ، كيف يدعي أن الدين آلة حارقة مدمرة ناسفة ؟
سابعا : قال الكاتب : الحروب ذات القطبين في أوضح صورها تجلت بطرق ضيقة ومهينة لكرامة الإنسان في كل الحروب الدينية غير المتسامحة التي تنزع إلى معيار واحد تتحقق معادلة الانتصار المطلق المتضمنة  في جملة مكرسة لا تقبل التأويل «إما أن تكون معي أو ضدي» .
وهذا كلام كفري ، لأنه قرر أن كل الحروب الدينية ذات القطبين يعني التي تقسم الناس إلى مسلم وكافر وولاء وبراء وحب وبغض ومعي وضدي، قرر الكاتب أنها مهينة لكرامة الإنسان ، وأيضا رفض الحروب التي تنزع إلى معيار واحد ، ولا شك أن الجهاد في الإسلامي ينزع لمعيار واحد وهو الشرع
هذا والله المستعان ، المصيبة ليست وجود الشر والضلال ، المصيبة إعلان ذلك على رؤوس الأشهاد في صحف سيارة .  
ولا أشك أن ما ينشر هو مخالف للأوامر والتعليمات والأنظمة وخارق لها في الصميم  


نص المقال
أيها «الكُفر» تحدث كي أراك/محمد المزيني


  تاريخ «الكُفر» عريق عراقة الإنسان وارتباطه به حدد علاقته بالكون والحياة، وتمظهرت إشكالاته مع نفسه بناء على رؤية مسكونة بالخوف، حتى ارتمى في أحضان المردة والشياطين من الجن والإنس الذين اتسعت أطماعهم إلى أقاصي الأرض.
ملحمة جلجامش أو أسطورة جلجامش السومرية تصور هذا المعنى بجلاء، وكيف يتخلّق الملوك والأباطرة بأشكال «آلهة» متخيلة، هنا يكمن الرمز الذي لا يزال حياً يترعرع في أفكارنا من دون أن ندري، ونحن نُلبس الأشخاص صورة «إلهية» لهم تأثير ساحر في بسطاء الناس، وسيوفهم التي كان يحارب بها جلجامش أعداءه مع مفارقة نهاية الأسطورة التي جعلت منه حارساً للشعوب وأميناً على مقدراتها، بينما آلهة اليوم أصبحوا بأدواتهم ذات المضاء الأبلغ من السيوف يؤججون داخلنا صراعات لا تنتهي بين طبيعتين إلهية وبشرية.
تجلت هذه الحروب ذات القطبين في أوضح صورها بطرق ضيقة ومهينة لكرامة الإنسان في كل الحروب الدينية غير المتسامحة التي تنزع إلى معيار واحد تتحقق معادلة الانتصار المطلق المتضمنة في جملة مكرسة لا تقبل التأويل «إما أن تكون معي أو ضدي»، ولكي تحقق هذه الجملة أو العقيدة أهدافها تلبس حلة العقيدة الدينية بتأويلاتها البشرية المحضة، وكلما أوغلت هذه العقيدة بالتمكن من العقول والأرواح بدت فعاليتها قاسية وبشعة، وكمثال دونه التاريخ بأحبار من دم ما وقع في أوروبا من صراعات مذهبية بمثل ما شهدته في القرن الـ17 ميلادي من صراعات طاحنة دامت 30 سنة تحت مظلة دينية يحمل ألويتها الكاثوليك والبروتستانت، كل جيش «مدجن» بعقيدة تتضمن ذريعة القضاء على الكفر والزندقة، حتى أفنت البشر وأفشت الفقر والمجاعة، ونحن في عالمنا الإسلامي لم تسقط من ذاكرتنا بعد ما فعله فرديناند والملكة إيزابيلا يوم دخلا غرناطة منتصرين من بطش وجور للمسلمين واليهود على حد سواء، نصبت لهم المحارق حتى أجلوا منها عدا من اعتنق منهم الكاثوليكية.
تجلى جموح عقيدة القتل والتشفي في أقصى صورة وأشدها فداحة لكل المخالفين من ذات الدين الواحد، إذ عانى عالمنا الإسلامي من ويلاتها ردحاً من الزمن، ذلك المنسوب إلى عصوره «الظلامية» التي لا نزال نراها تضرب رواقها حتى اليوم على عقولنا. لم نتعلم حقيقة الإسلام الإلهي الذي جاء به الوحي وأنزل على نبيه الأمين محمد صلى الله عليه وسلم كان ديناً واحداً متسامحاً مع كل الأديان، اتصفت به الأخلاق المجسدة واقعياً بين المسلمين في كل أصقاع الأرض، فكانوا مثالاً يحتذى في رقي التعامل وحسن المنطق.
اليوم كما قلت نعيش عصورنا «الظلامية» بلا منازع، لا يشاركنا فيها أحد، حتى تجاوزتنا الأمم المتحضرة بقرون، وأمم أخرى بدأت تستوعب دروس التاريخ وتكتشف أن الدين الممذهب ما هو إلا آلة قتل حادة وحارقة وناسفة ومدمرة.
في حالنا البائسة -لا أتحدث هنا عن دولة أو نظام بعينه- كنا أمة ينظر إليها على أنها تجسد قمة التحضر وتعتلي سنام التقدم، وإذا بها اليوم تتدحرج إلى قاع الفرقة والتشتت تحت وطأة مفاهيم دينية خاطئة، استحلت خريطتها المذاهب والفرق فأصبحنا لا نرانا إلا من نافذتها، ولكي أصف نفسي داخل هوية مذهبية يجب أن يمثل انتمائي أقصى درجات التطرف من خلال رفض الآخر وتعليقه بمشجب العداوة والرفض، فيما لو اختلفت وتبرأت من لغة الخطاب التكفيري الذي يسكننا وصحت بـ«ملء فِي» أنني لست مسؤولاً عن أفكار الناس وأقوالهم قدر اهتمامي بأفعالهم وأخلاقهم تجاه الإنسان والكون فسيحفر اسمي بلون أسود كريه بعبارة من العبارات السمجة المتداولة (منافق، علماني) يجمعها قولهم «كافر»، بينما دعاة الكراهية والتقسيم المذهبي ومحرضو القتل والتفجير، أحباب الله وإن لم يقولوها صراحة فيكفي أنهم يجلُّون ويحترمون ويقدرون وأن لحومهم مسمومة، لا يكرههم إلا منافق وعلماني.
أستطيع القول بثقة تامة إن ثمة مذهباً ثالثاً يقبع خلف كل هذه المذاهب، هو مذهب شيطاني مخاتل وغادر يسمى «التكفير»، لقد اختطف عرّابو هذه المذاهب ألوية الحرب بأساليب كهنوتية، وتحدثوا باسم الإله، لا يأتيهم الباطل بين أيديهم أو من خلفهم، ثم قسم الناس بينهم إلى تبع ومستقلين رافضين الدخول في حرمهم الذي خطوه على مقاس غواياتهم، ثم حركوا دهماء الناس للتشكيك بهم وتكفيرهم، فما إن تصاعدت وتيرة هذا التأليب والتجييش حتى تفشت بيننا تلك الأورام الخبيثة التي لا يمكن أن تشفى منها إلا باستئصالها، وهذا ما يفسر لنا ظاهرياً كل إحداثيات الإرهاب الممذهب المتفشي بيننا، لم تسلم منها أجزاء من الأمة كنا نراها قبلاً تملصت من أذرع المذهبيات، وأصبحت تدار وفق قوانين عادلة مؤسسة على دساتير إنسانية واضحة، وإذا بها تجر إلى مستنقعها ويتألب الناس وفق أهواء مذهب التكفير.
هنا بدأنا ننفصل عن مجرة الأمم المتقدمة ذات الدساتير العادلة، نحن خرجنا من الأسطورة لنجسدها تماماً حتى أصبحنا أمة «زومبية» كسولة خاملة منومة مغناطيسياً تتحرك بأدوات خفية ذات أطماع دونية، تتآكل من الداخل أو بالأحرى ينهش بعضها بعضاً، باختصار لن نخرج من هذا كله حتى نجمع كل شتات هذه المذاهب التكفيرية (طقوسها أعرافها مبادئها) ونشعل بها النار كمن يحرق تعويذة خبيثة، ونتصافح كبشر طبيعيين لهم الحق بممارسة كل شعائرهم باختيارهم لا بتوجيه كهنوتي وتحت قاعدة دستورية جديدة «مسيجة» بالقوانين العادلة التي نصت عليها الأديان المتسامحة، المشتقة من صفة الله العادل.

التسميات: ,

الاثنين، 23 يناير 2017

قناة الوليد تستضيف ضالا يتكلم بالدين كلاما كفريا ، أين جهات الرقابة ؟


استضافت قناة الوليد بن طلال –الخليجية- أحد الروافض ، ومعه واحد ينسب للعلم
وقد قال كلاما كفريا
هذه مصيبة أن يعلن الكفر ويتكلم بالدين بل بأصول الدين على المنابر التلفازية من قعر بلادنا
1.توفيق السيف يطالب بعدم تحديد منهج محدد في العلوم الشرعية ، وأن يجعل مفتوحا – حسب تعبيره – يعني أن تدرس كل نحلة باطلة باطلها ، ولا يقتصر على العقيدة السلفية –يسميها أيدلوجيا محددة-
2. يطالب بتقليل المناهج الشرعية
3. ويجعلها مشكلة
4. ويقول إن معظمها ليس له فائدة
5.  ويقول : إن هذا يجعل الدين فوق الحياة – يعني يتذمر من كون الدين فوق الحياة
أقول : هذا كفر ، فهو رفض أن يجعل دين الله وشرعه فوق الحياة
–ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتسأل مقدمة البرنامج فتقول : ماذا ينتظر التعليم ، ولماذا لا يغير –يعني توافقه على ما قال
وأحمد قاسم الغامدي يستمع وساكت
ــــــــــــــــــــــــــ
6. يقول توفيق السيف : يجب ألا يكون الدين شيئا يخضع له الناس ، أو أن الناس يعملون له ، ثم يقول : الصحيح أن الناس أنفسهم يصنعوا حياتهم ويصنعوا الجانب الديني في حياتهم وفق حاجاتهم – أي أهواءهم – فلا بد من أعطاء الناس الحق أن يصوغوا حياتهم الدينية
أقول : هذا كفر أي رفض أن يكون الدين مهيمنا وحاكما وفوق بقية الاعتبارات

7. وفي موضع آخر في المقابلة قرر توفيق السيف أن الكافر المخترع سيثيبه الله في الآخرة
أقول : هذا كلام على الله بغير علم ، وهو من شأن العقيدة ، فعقيدة المسلم أن الكافر ليس له في الآخرة من نصيب والأدلة على ذلك كثيرة
لكن المصيبة أن يتولى بث الضلال بنو جلدتنا ومن حصلوا على ترخيص لإذاعاتهم وقنواتهم
أتمنى من وزارة الداخلية والإعلام معالجة ذلك
فهو يخالف النظام الأساسي للحكم ، ويخالف الأوامر بقصر الكلام في الدين في المنابر العامة على هيئة كبار العلماء

التسميات: ,

الأحد، 22 يناير 2017

إحدى صحفنا تعلن الكفر ، وتدعو الكفار لحرب الإسلام إذا صار حاكما على الحياة

بسم الله الرحمن الرحيم
 الكاتب محمد آل الشيخ  كتب كلاما كفريا وذلك في صحيفة الجزيرة يوم الأحد 24 ربيع الآخر 1438
في المقال ما يلي :
أولا : قرر أن التأسلم السياسي هو رحم الإرهاب الأول
أقول : لا يخفى أن التأسلم السياسي يعني إدخال الدين في السياسة ، وهذا ليس جائزاً فحسب بل واجب ، أي أن السياسة يحكمها الدين والشرع .
أليس هذا كفراً أي من أنكر أن دين الإسلام يحكم كل مناحي الحياة ؟
ثانيا : دعا الكاتبُ أكبرَ رؤساء دول الكفر بأن يحاربوا الإسلام الذي يُعنى ويتدخل في السياسة
أليس هذا كفراً ؟
ثالثا : وصف الكاتبُ أكبرَ رؤساء دول الكفر بأنه ( شجاع ) و ( بطل ) لأنه سيحارب الإسلام الذي يتدخل في السياسة
أقول : والله إن السفير الأمريكي لا يجرؤ على إعلان هذا الشر ، لكن صحفنا تجرؤ .
رابعا : سب الكاتب عالما من علماء المسلمين وهو القرضاوي ، ووصفه بأوصاف مقذعة ، وما نقم منه إلا أن نقل كلاما فيه احتمال وأيضا لا يستبعد أن الكاتب كذب وافترى وتزيّد
أليس لعلماء الأمة لاسيما السنة قدر ، أهكذا يهانون ، هل يستطيع الكاتب و الجريدة أن يتعرضوا لمرجعيات الروافض أو اليهود والنصارى ، لماذا  مرجعيات السنة حماهم مستباح وأعراضهم مهانة  


نص المقال
إنه الإعصار أيها المتأسلمون
يبدو أن كبير دعاة التأسلم السياسي المدعو «يوسف القرضاوي» شعر مؤخراً أن نهاية أيديولوجيته المتأسلمة المسيسة قاب قوسين أو أدنى، ولكي يستبق السقوط، والتملص من المسؤولية، أعلن في لقاء تلفزيوني معه في قناة (الجزيرة) الإخوانية، أن (علمانية أردوغان) يجب أن يستفاد منها، رغم أن جماعة الإخوان كانوا يعتبرون أن العلمانية توازي الكفر بالله؛ وغني عن القول إن (التأسلم) السياسي و(العلمانية) نقيضان لا يلتقيان. لأن العلمانية تدعو بكل وضوح إلى تحييد الأديان، بما فيها الإسلام، فكيف يدعو للقضاء على أساس جماعته، لولا أنه أحس بحبل المشنقة بدأ يلتف حول رقبته!
منذ أن بدأتُ الكتابة الصحفية الدورية قبل قرابة الخمسة عشرة عاماً، كان لدي قناعة راسخة، تتأكد مع كل يوم جديد، وكل عملية إرهابية جديدة، مؤداها أن (التأسلم السياسي) هو رحم الإرهاب الأول، لا فرق في ذلك بين التأسلم السني والتأسلم الشيعي. وأننا لن نقضي على الإرهاب إلا بالقضاء على المتأسلمين المؤدلجين السياسيين.
ويبدو أن هذه القناعة هي ذاتها قناعة الرئيس الأمريكي الجديد «دونالد ترامب»، الذي صرح بها علناً في خطاب القسم، حيث رسم فيه إستراتيجيته خلال سنوات حكمه، فوعد أنه سيجتث الإرهاب المتأسلم من الأرض، وهذا يعني أنه سيجتث بالضرورة ثقافة ودعاة التأسلم السياسي.
الإرهاب هو مرض فكري تدميري عضال، اتخذ من دين الإسلام مطية لاستقطاب بسطاء المسلمين، شيباً وشباباً. مثلما أن المخدرات هي الأخرى مرض اجتماعي وأخلاقي تدميري، اتخذ من شغف الإنسان بالمال مطية لاستقطاب المروجين له. أمريكا حاصرت المخدرات، ووجهت له ضربات قاصمة، عندما طالبت كولومبيا وبعض دول أمريكا الجنوبية بما سمته السلطات الأمريكية (تسليم المطلوبين) لمحاكمتهم في أمريكا، وفي تقديري أن مروجي المخدرات مثل دعاة الإرهاب المتأسلم. ولن يتمكن هذا الرئيس الأمريكي الشجاع من القضاء على الإرهاب إلا إذا تعامل مع دعاة وناشري هذه الآفة الفكرية بذات الطريقة التي عاملوا بها منتجي المخدرات. ولن يجد الأمريكيون أية صعوبة في  حصر وتحديد دعاة الإرهاب، في كل البلاد الإسلامية، الذين يسمونه زوراً وبهتاناً وتضليلاً (الجهاد)، فالدعوات إلى ما يُسمونه الجهاد كانوا يدونونها ويوقعونها وينشرونها بأسمائهم الصريحة، وموجودة تلك في الإنترنت؛ وكانوا آنذاك من البجاحة وبقَدر كبير من الغباء، مع قصور في قراءة المستقبل، لا يُبالون في نشرها والترويج لها، يدعون فيها شباب المسلمين إلى ما يسمونه الجهاد، وهو في الحقيقة دعوة إلى الإرهاب؛ فالجهاد الشرعي في الفقه الإسلامي الموروث لا يمكن أن تنعقد له راية إلا إذا كان مصدر الدعوة إليه هو الحاكم المُبايع شرعاً، وبصفة حصرية وليس أي أحد.
ويبدو أن كبير دعاة التأسلم السياسي المدعو «يوسف القرضاوي» شعر مؤخراً أن نهاية أيديولوجيته المتأسلمة المسيسة قاب قوسين أو أدنى، ولكي يستبق السقوط، والتملص من المسؤولية، أعلن في لقاء تلفزيوني معه في قناة (الجزيرة) الإخوانية، أن (علمانية أردوغان) يجب أن يستفاد منها، رغم أن جماعة الإخوان كانوا يعتبرون أن العلمانية توازي الكفر بالله؛ وغني عن القول إن (التأسلم) السياسي و(العلمانية) نقيضان لا يلتقيان. لأن العلمانية تدعو بكل وضوح إلى تحييد الأديان، بما فيها الإسلام، فكيف يدعو للقضاء على أساس جماعته، لولا أنه أحس بحبل المشنقة بدأ يلتف حول رقبته!
وأنا ممن استبشروا خيراً بسقوط «هيلاري كلينتون»، النسخة المشوهة والأنثوية من «أوباما» المتردد الرعديد، وانتصار«دونالد ترامب» الذي يبدو أنه سيكون البطل التاريخي للقضاء على جذور الإرهاب، من خلال القضاء على (المصنع) الثقافي الذي ينتجه، وهو (التأسلم السياسي).

التسميات: ,

السبت، 21 يناير 2017

الحياة تعتبر احكام الحلال والحرام أي أحكام الشريعة قتلاً للتنمية ، وتسب مفتي البلاد

بسم الله الرحمن الرحيم
 نشرت صحيفة الحياة  يوم السبت 23 ربيع الآخر 1438 مقالا بعنوان ( من جديد التنمية والفتوى ) فيه ما يلي :
1.يقول الكاتب : إن الصراع بين الحلال والحرام، بين المكروه والمستحب، وما يجوز وما لا يجوز. تسبب في تأخر التنمية    
وكلامه هذا هو تذمر من أحكام شرعية بل وتهمة لأحكام الدين أنها سبب التأخر .
2. اعتبر الكاتب -والكلام عن فتوى سماحة المفتي بشأن السينما- اعتبر ما حصل أنه (وأد لمشروع)
3. سمى الكاتب فتوى الشيخ عن السينما إنها ( نشر للفزع )
4.قال الكاتب عن فتوى سماحة المفتي : قتل فكرة وركيزة مهمة من خطط الوطن
5.استمر الكاتب في دق الأِسافين و تأليب السلطة ، وتصوير الفتوى الدينية مصادمة للسلطة فقال : ومنذ عهد الملك المؤسس -طيب الله ثراه- عانت وتعاني من تردد البعض وفزعهم من الجديد تحت ذرائع ملتوية
6.استمر الكاتب في شحن القارئ ضد أهل العلم وتصويرهم عقبة ضد أي تطور فقال : إن الدراجة الهوائية كانت محرمة . -وهذا كذب؛إذ لم يحرم أحد من أهل العلم المعتبرين الدراجة الهوائية-
7.يقول الكاتب إنه يريد أن ينشر للناس خصوصا خارج هذه البلاد ما عندنا من كيفية تناول الحلال والحرام
8. ألّب الكاتب على المملكة وقال إنها خالفت قانون الفيفا والذي يلزم بترك النساء يدخلن المدرجات للتشجيع
 9. تذمر الكاتب من إلغاء حفلة غنائية بالرياض .



نص المقال : وهو بقلم فهد الدغيثر 
مشكلة المملكة ومنذ بزوغ نجم ما يسمى الصحوة الإسلامية تكمن في الصراعات القائمة بين الحلال والحرام، بين المكروه والمستحب، وما يجوز وما لا يجوز. هذا الصراع تسبب في تأخر التنمية ومكّن عدداً من دول الجوار اعتلاء مراكز متقدمة في تنوع الاستثمارات وجذب رؤوس الأموال وتوفير بيئة السعادة وجودة الحياة. هذه الأيام تدور خلافات واسعة حول جواز الترخيص بافتتاح دور للسينما في المملكة. قبل شهرين تم وأد حفلة فنية كان يفترض أن يقودها فنان العرب محمد عبده وكان أعلن عن إقامتها في العاصمة الرياض. المملكة الفائزة أربع مرات في كأس آسيا لكرة القدم غير قادرة حتى الآن على تنظيم نهائيات هذه البطولة في المملكة بسبب منع النساء من الدخول ضمن الجمهور، ما يخالف أنظمة «فيفا». وتتطلع الدولةـ من خلال تبنيها برنامج «رؤية السعودية ٢٠٣٠»، إلى الانفتاح وتحسين مستوى السعادة ورفع درجات الترفيه، وكل ذلك يصب في تنويع مصادر الدخل. السينما والمسرح والفن والرياضة والسياحة بكل تفرعاتها تعتبر وسائل الترفيه الأولى في كل المجتمعات، وتصل الاستثمارات الموجهة الى هذا القطاع إلى مئات البلايين من الدولارات ويقابل ذلك بالطبع خلق وظائف جديدة ومداخيل مالية هائلة تعود على الشركات المستثمرة، بسبب إقبال الجمهور عليها.
لو أردنا التنوع في «دراما» الحلال والحرام العجيبة، فليس هناك أقرب من التردد في السماح للمرأة بقيادة السيارة. المملكة، ربما بجانب دولة «طالبان» فقط، هي الوحيدة عالمياً في منع المرأة من قيادة سيارتها، على رغم السماح لها بالعمل ومزاولة التجارة. مهما أنفقنا من المال في تحسين صورة الوطن خارجياً، تلاحقنا هذه اللعنة وتحطم كل ما ندعيه. المملكة ما زالت مترددة في منح المرأة الولاية على نفسها، إذ ما زال مشهد الطفل ذي الـ15 ربيعاً حاضراً مع والدته أو حتى جدته ليوقع ورقة تعريف عنها أمام دائرة حكومية أو ليوافق على منحها ترخيصاً تجارياً.
هناك بالطبع محاولات كثيرة وقديمة للتحريم، ومعظمها لم ينجح. يتذكر كبار السن منا تحريم الدراجة الهوائية وكانت تسمى لدى من خافوا منها وقتئذٍ بـ «حصان إبليس». في وقت مضى تم التحذير من القهوة، وأخيراً حرّموا استخدام الصحون الهوائية اللاقطة وأجهزة الاستقبال قبل أن يتسابقوا للظهور على الشاشات. حرّموا «البلوتوث» في الهواتف الذكية ثم حرّموا الهواتف التي تحمل كاميرا وحذروا المسلمين من شرورها من فوق كل منبر. كل هذه المحاولات فشلت وأقبل الناس على التصالح والتعايش مع هذه الوسائل الحديثة.
المضحك المبكي هنا أن الوعي لدى الفرد السعودي والعائلة السعودية تجاوز كل هذا الجدل، فالمرأة السعودية تقود سيارتها خارج المملكة سواء في دول الخليج المجاورة أم حتى في دول أوروبا وأميركا. العائلة السعودية القاطنة في المنطقة الشرقية من البلاد تشد الرحال إلى البحرين فقط لمشاهدة فيلم سينمائي ذائع الصيت. الشعب السعودي وحتى ممن تبدو عليهم سمة الالتزام الديني لا يمانعون الجلوس في المقاهي والمطاعم المختلطة في أي مكان في العالم، وما مصايف تركيا عنا ببعيدة وهي تحتضن الآلاف من السياح السعوديين المحافظين. نسبة امتلاك السعوديين للهواتف الذكية تتجاوز ٢٠٠ في المئة‏ وهذه إحصاءات معلنة. المرأة السعودية تفتتح نشاطات تجارية في دول الجوار بلا وصاية من أي رجل.
أما الآلية المتبعة في نشر هذا الفزع على لسان أحد المشايخ المعتبرين في المملكة فهي في الحقيقة الأكثر عجباً وتكررت كثيراً. تبادر قناة مثل قناة «المجد» الدينية، والكثير منا يعرف توجهاتها وهي قناة تجارية على كل حال، إلى استضافة سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ. أثناء بث اللقاء على الهواء مباشرة والذي يفترض أن يجيب فيه الشيخ عن أسئلة المستمعين والمشاهدين العادية، تلقى مقدم البرنامج اتصالاً مشبوهاً من شخص مجهول ثم منحه الوقت لطرح السؤال. تحدث المتصل وألقى السؤال عن جواز السينما أو تحريمها بأسلوب ومحتوى لو سمعه الرئيس أوباما زعيم دولة الحرية في العالم وليس مفتي المملكة لأجاب بالتحريم. بعد ذلك بثوانٍ معدودة انتشر وسم التحريم في «تويتر» بمقطع من جواب المفتي وبدأت حملة التجييش ضد الفكرة. هذا ما يحدث بالضبط وهكذا يتم وأد أي مشروع لا يتناسب مع توجهات البعض. تعمدت الدخول في هذه التفاصيل لأن قراء هذه الصحيفة من خارج الوطن ربما لا يعلمون كيف نحلل ونحرم وقد يتصورون أن الموضوع نقاش وجدل وندوة وتوصيات تتبعها قرارات رسمية.
الآن دعونا نتصور الوقت والمال الذي تم استنزافه لوضع «رؤية السعودية» والتعرف إلى مسببات انحسار التنمية وتردي جودة الحياة في الداخل، ما يتسبب في هرب الملايين من السعوديين لدول الجوار في كل عطلة دراسية، طويلة كانت أم قصيرة. ملايين الريالات أنفقت على هذه الدراسات وآلاف الساعات تم استهلاكها في ورش عمل وندوات واجتماعات وسفر. ثم وفي لمح البصر تدخل قناة «المجد» وتمزج تقنيتها بحسن الظن لدى سماحة المفتي من خلال وجود ذلك «السائل المجهول» و «السؤال المحبوك»، ويتم قتل فكرة وركيزة مهمة من خطط الوطن لحفظ الأموال في الداخل بل ودعوة الزوار للاستمتاع بربوع الوطن ولإنفاق أموالهم لدينا. الموضوع هنا لا يتوقف عند السينما فقط فكم من المبادرات المرتبطة بالتسامح والانفتاح يتم وأدها في مهدها، إما بسبب بدعة الاختلاط أو من خلال سد باب الذرائع وجميعها بهذا الأسلوب الفريد.
المملكة ومنذ عهد الملك المؤسس -طيب الله ثراه- عانت وتعاني من تردد البعض وفزعهم من الجديد تحت ذرائع ملتوية. الحزم والإرادة كانا سيّدي المواقف وهو ما دفع السعودية إلى دعوة الشركات الأميركية للتنقيب عن النفط على رغم اعتراض البعض في ذلك الوقت.  
  

التسميات: ,