بسم الله الرحمن الرحيم
نشكو إلى الله تسلط الصحف على ديننا الحنيف والإساءة إليه وتضليل الأمة
لم يكتف أهل الصحف في تضليل الناس بتزيين الفساد والشهوات ، بل تعدوا إلى الشبهات والإفتاء بضلالة
مع أنه سبق أن صدر أمر الملك بقصر الفتوى في الوسائل العامة على كبار العلماء لكن لعدم وجود رادع صار التعدي شائعا .
نشرت صحيفة الرياض يوم الاثنين 10/6/1439 مقالا باسم ( لعبة البلوت ) بقلم عبد الله بن بخيت .. وفيه ما يلي :
1. قال : قيل لنا ورسخ في عقولنا أن الفتوى هي الدين
وهذا فيه تضليل للأمة ، نعم الفتوى من الدين وإذا استفتي من هو أهل للفتوى فعلى المستفتي امتثال الفتوى ، أما الكاتب فيقلل ويهون من شأنها أمام الأمة .
2. قال : عملت الدعاية الصاخبة على مسح المسافة بين كلام الشيخ كرأي فقهي وبين الدين كما نزل على رسولنا الكريم
وهذا أيضا تصوير أن الفتوى شئ والدين شئ آخر ، وهذا ضلال .
3. قال . استولت الفتوى على كل منافذ الرأي والوعي
وهذا سوء أدب واستخفاف بالفتوى وتأليب على التمرد عليها .
4. قال : من حق المرء أن يأخذ بالفتوى أو يتركها
هذا كلام عن أصول الفقه أمام الأمة من شخص لا يحسن ذلك ، والكلام في الحقيقة تحقير للفتوى و المفتي ، وتضليل للأمة .
5. قال : كارثة ثقافية اكتسبناها من السنين التي أغلقت فيها الفتوى أبواب الحرية وأصبحت هي الرأي الثقافي والعلمي والديني ويجُب ما سواه
وهذا أيضا سخرية بالفتوى إذ يجعل انقياد الناس للفتوى كارثة !! وأن الفتوى ضد الحرية يعني تستعبد الناس !!
6. قال : فتوى الشيخ الفوزان قد تكون صائبة. الله أعلم
هذا فيه تعقب على أحد العلماء من قبل صحفي جاهل أمام الأمة . وقوله (قد تكون الفتوى صائبة) أي يُغَلّب كونها خاطئة .
7. قال : من حق الناس أن يسمعوا رأي كاتبهم المفضل أو مفكرهم المفضل أو فيلسوفهم المفضل وشيخهم المفضل على قدم المساواة
وهذا سوء أدب بحق العلماء .. إذ يجعل عالم الدين في درجة سواء للناس في أخذ فتواه مع ما يسميه مفكر أو كاتب أو فيلسوف
8. يقول: لا نريد أن ندير الطاولة ونضع لها رأساً جديداً يتحكم في الرأي ويوجهه ويسيطر عليه
وهذا تكرار لسوء الأدب مع علماء الدين إذ يقول لا نريد أن يتحكموا ويوجهوا ويسيطروا . مع أنهم لم يزعموا ذلك .
9. قال : علينا أن نسارع إلى دفن تسلط الصحوة مع جثة الصحوة
وهذا ديدن الصحيفة إذ لا بد من سب الصحوة في موضوع فتوى للشيخ الفوزان ، وفي ذلك أن احترام فتاوى العلماء من بقايا الصحوة التي يجب أن نقصيها !!
10. يقول : يجب أن نتصدى للفتاوى التي تصدرها جهة رسمية كإغلاق الدكاكين وقت الصلاة
وهذا فيه رد ورفض لفتوى شرعية معتمدة ، و على صفحات جريدة سيارة ، وهذا تشغيب وتأليب الأمة على علمائهم ، وأيضا مخالف لنظام قصر الفتوى على العلماء .
المقال :
لعب البلوت /عبدالله بن بخيت
في الوقت الذي أعلنت فيه هيئة الرياضة قرارها إجراء مسابقة للعبة البلوت أصدر سماحة الشيخ صالح الفوزان تحريمه لهذه للعبة بجائزة أو من دون. لا أعرف أيهما سبق الآخر ولكن هذا لا يهم.
هذان الحدثان المتناقضان في ظاهرهما هما في الواقع حدثان منسجمان. قرار الهيئة قرار رسمي يعبر عن إرادة الدولة وتوجهها وقرار الشيخ الكريم رأي فقهي يستحق الاحترام. لا يوجد أدنى تصادم أو تعارض بين القرارين. فكرة التصادم بين الآراء المختلفة هي كارثة ثقافية اكتسبناها من السنين التي أغلقت فيها الفتوى أبواب الحرية وأصبحت هي الرأي الثقافي والعلمي والديني ويجُب ما سواه. في ذلك الزمن قيل لنا ورسخ في عقولنا أن الفتوى هي الدين. عملت الدعاية الصاخبة على مسح المسافة بين كلام الشيخ كرأي فقهي وبين الدين كما نزل على رسولنا الكريم. فاستولت الفتوى على كل منافذ الرأي والوعي. بهذا الحضور لقرار هيئة الرياضة ورأي الشيخ نكون انتقلنا إلى فضاء الرأي والرأي الآخر الذي يسع الجميع. إحساس الاختلاف لا التصادم والتباغض. الفتوى رأي فقهي أياً كان صاحبها. كلام سبق أن عبرت عنه وسوف أكرره مرات أخرى: من حق المرء أن يأخذ بالفتوى أو يتركها وأن ننصاع لها عندما يقرها مشرع الدولة كقانون. الفتاوى تتعدد وتتنوع وتتناقض من شيخ لآخر لكن مهما بدت الفتوى غريبة لا تقلل من قيمة صاحبها. ما يجب أن نتصدى له بالنقد تلك الفتاوى التي تنطوي على بعد سياسي أو تدخل في شؤون الدول الأخرى أو التي تؤثر في السلم الاجتماعي أو التي تحرض على فئة من فئات المجتمع أو تلك الفتاوى التي تصدرها جهة رسمية دون تدبر كإغلاق الدكاكين وقت الصلاة أو فرض لباس محدد على النساء أو الرجال.
فتوى الشيخ الفوزان في مسألة البلوت درس مفيد جاء في وقته. نموذج للفتوى المسالمة التي لا تصيب بضرر وقد تكون صائبة. الله أعلم
من حق الناس أن يسمعوا رأي كاتبهم المفضل أو مفكرهم المفضل أو فيلسوفهم المفضل وشيخهم المفضل على قدم المساواة. هذا ما يجب أن يؤمن به كل من يؤمن بحرية الرأي. لا نريد أن ندير الطاولة ونضع لها رأساً جديداً يتحكم في الرأي ويوجهه ويسيطر عليه. علينا أن نسارع إلى دفن تسلط الصحوة مع جثة الصحوة. لا أن نحدثه ونلبسه ثياباً ليبرالية.