الخميس، 21 مارس 2019

آل الشيخ يهاجم الدين الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
نشرت صحيفة الجزيرة مقالا بتاريخ 28ربيع الآخر 1440 ، عنوان المقال :(التنمية هي الليبرالية والليبرالية هي التنمية ) للكاتب محمد آل الشيخ، في المقال ما يلي :
أولا : رفض كون الإسلام حاكما على جميع جوانب الحياة فيقول الكاتب : (الأديان كلها، بما فيها دين الإسلام، هي علاقة بين الإنسان وربه ) وهذا واضح أنه يعني عدم كون الإسلام أيضا يشمل تنظيم جوانب الحياة من اقتصادية وثقافية واجتماعية وسياسية وغيرها ، وإنما هو علاقة بين الإنسان وربه كما يقول الكاتب .
ثانيا : أكد الكاتب كلامه مرة ثانية بصيغة أخرى فقال : ( الإسلام مقتضى ما اصطلح الفقهاء عليه تحت مسمى (أركان الإسلام الخمسة) )
يعني رفض ما سوى الأركان الخمسة من شريعة الله تعالى .
ثالثا :  لمز الكاتب دين الإسلام واعتبره قيودا وتبعات وأغلالا ، ونص كلامه (العربي ما زال يرزح تحت أغلال التراث وقيود الماضي )
رابعا : لمز الكاتب مرة أخرى دين الإسلام بأنه عوائق تحول دون التنمية ، ونص كلامه هو (نحن عبيد لهذه الهوية المزعومة التي تحوّلت إلى عوائق جمة للوصول إلى أهدافنا التنموية )
خامسا : لمز الكاتب دين الإسلام مرة ثالثة بأن الدعوة للعودة إليه سبب الفشل ، ونص كلامه هو (الثورات فشلت فشلها الذريع. السبب أن تلك الثورات في خطاباتها الأساسية كانت تدعو إلى العودة إلى التراث الموروث )
أقول : نعم نحن لا نقر الثورات ولا الفتن ، لكن الكاتب هنا يقرر أن سبب الفشل هو الدعوة للعودة للتراث الموروث ، ومعلوم أن التراث الموروث هو الإسلام .
سادسا : لمز الكاتب دين الإسلام مرة رابعة بأن العودة إليه تسبب الفشل ونص كلامه : (  العودة إلى التراث الموروث وإعادة إحيائه وتطويره ليكون هو القائد نحو الحضارة والهروب من التخلّف، فشل فشلاً ذريعاً )
سابعا: قرر الكاتب أن الحل للأمة هي اتباعها لليبرالية الكافرة وهذا نص كلامه : لن يكون للعرب حضارة إلا باتباع النهج الليبرالي الغربي
ثامنا: مرة ثانية أكد الكاتب أن الحل لأمتنا هي باتباع ليبرالية الغرب الكافر ، ونص كلامه هو ( الليبرالية الغربية هي الحل. فلا يمكن لأمة أن تنمو وتتخلص من براثن التخلّف إلا أن تسلك النهج الليبرالي )
تاسعا: مرة ثالثة أكد الكاتب أن الهدف هو اعتناق الليبرالية الكافرة بالكامل ، ونص كلامه هو (  الهدف النهائي هو الوصول إلى الليبرالية الكاملة )
عاشرا : طلب الكاتب الانسلاخ من الإسلام وقيوده وأغلاله -كما يزعم- لاعتناق الليبرالية الكافرة ، ونص كلامه (البدء بالليبرالية والإنسان العربي ما زال يرزح تحت أغلال التراث وقيود الماضي هذا يسبب الفشل )

المقال :
التنمية هي الليبرالية والليبرالية هي التنمية ) للكاتب محمد آل الشيخ

أنا ممن يؤمنون إيماناً عميقاً أن (التنمية هي الحل). والتنمية التي أعنيها ليست فقط تنمية اقتصادية، رغم أنها بيت القصيد، ولكنها التنمية الشاملة، التي يأتي الاقتصاد جزءاً رئيساً منها. ولن يكون للعرب حضارة إلا باتباع النهج الليبرالي الغربي، الذي ثبت تفوقه، والذي نحن الآن مستهلكين له، سواء شئنا أو أبينا. جرَّب العالم العربي الحلول الأخرى في الماضي القريب، وتحديداً قبيل الثورات العربية، التي كانت تُسمى (الربيع العربي) وثبت كما هو واضح للبيان فشلها الذريع. السبب أن تلك الثورات في خطاباتها الأساسية كانت تدعو إلى العودة إلى التراث الموروث، وإعادة إحيائه وتطويره ليكون هو القائد نحو الحضارة والهروب من التخلّف، لكنه فشل فشلاً ذريعاً عند التطبيق. لذلك لا أجد مناصاً من اتباع مناهج الأمم المتفوقة، واستيعابها جيداً، ومحاولة تطبيقها على الأرض. دون ذلك فإننا سنظل نبحث وندور في حلقة مفرغة، بينما الأمم التي سبقتنا في الحضارة، وأنتجت كل هذه المنجزات التي نستهلكها، هي أمامنا، ونصر على اختراع نهجاً جديداً خاصاً بنا كعرب، بحجة أن هويتنا الإسلامية العربية لا تتناسب معه. ونحن بذلك مثل الذي يترك طريقاً مردوماً مسفلتاً، ونصر على اختراع طريق جديد، لنا وحدنا، وهنا مشكلتنا الفكرية والمعرفية العويصة. تسأل: لماذا لا نسلك هذا الطريق الذي سلكه غيرنا ووصلوا إلى ما نريد الوصول إليه؟.. يجيبون بأننا لا نريد أن نفقد هويتنا. ليبرز السؤال الذي تحدث عنه الأستاذ المفكر السعودي إبراهيم البليهي: هل الهوية ملك لنا، نسخّرها لمصالحنا، أم أننا عبيد لهذه الهوية المزعومة التي تحوّلت إلى عوائق جمة للوصول إلى أهدافنا التنموية؟..
نعم، الليبرالية الغربية هي الحل. فلا يمكن لأمة أن تنمو وتتخلص من براثن التخلّف إلا أن تسلك النهج الليبرالي، الذي هو فضاء كبير وواسع، تأخذ منه كل أمة ما يتناسب مع ظروفها، سواء تلك الظروف المرحلية أم النهائية. والقول الذي سعى لترسيخه بعض المتأسلمين أن الليبرالية تتناقض كلياً أو جزئياً مع الإسلام كدين، هو وهم كبير، إذا لم تكن كذبة كبيرة، تسقط وتتهاوى عندما تضعها تحت مجهر البحث والاستقصاء والتمحيص. فالأديان كلها، بما فيها دين الإسلام، هي علاقة بين الإنسان وربه، وهو مقتضى ما اصطلح الفقهاء عليه تحت مسمى (أركان الإسلام الخمسة) فكل هذه الأركان لا علاقة لها بمفهوم الليبرالية بمعناها الواسع، وليس باختزالها في تجربة معينة، سواء أتتنا من الغرب أو من الشرق؛ كما أن الليبرالية ترتكز من حيث المبدأ على (الحرية) لكنها حرية منضبطة وليست مطلقة، والضوابط تحددها مصالح الإنسان الذي تدور وتحور حول مصالحه كل المفاهيم الليبرالية. والنهج الليبرالي لا يفترض أن يكون كلاً لا يتجزأ، وإنما يمكن أن يكون تطبيقه على مراحل، إذا كان الهدف النهائي هو الوصول إلى الليبرالية الكاملة؛ وتجربة كوريا الجنوبية مثال يُحتذى، فتلك التجربة بدأت في بواكيرها بنظام مستبد، هيأ الإنسان الكوري الجنوبي ليكون مؤهلاً لليبرالية، ثم انتهى بالليبرالية في شكلها النهائي، تماماً كما هي في الغرب. أما البدء بالليبرالية والإنسان العربي ما زال يرزح تحت أغلال التراث وقيود الماضي كما هي العراق ولبنان الطائفيتين، فإنها ستفشل، وتتحوّل المجتمعات إلى فوضى عارمة قطعاً.

وختاماً أقول: كل من يقول إن الليبرالية تتناقض مع دين الإسلام، فهو إما جاهل بمفهوم الليبرالية، أو هو إخواني مفترٍ أفَّاك، وذاك وهذا وجهان لعملة واحدة.

التسميات: ,

صحيفة الرياض تطالب بالاقتداء بأوروبا في إقصاء الدين ، وحصره في الأمور الشخصية

بسم الله الرحمن الرحيم
نشرت صحيفة الرياض بتاريخ 9/7/1440 مقالا بعنوان (الترفيه نقاش الحرية والهوية) لكاتبها (حسن المصطفى)
المقال عن الترفيه وما قد يُنكر مما يعرضه من أغاني و مسرحيات و غيرها ، في المقال ما يلي :
1. نعلم أن هويتنا هي ديننا وشرعنا ، لكن الكاتب قرر ما يلي بنصه : بأن الهوية ليست ذاتاً جامدة، وإنما هي مفاهيم تتشكل من خلال التجريب المستمر.
وهذا فيه تمييع بل إبطال للمبادئ والمسَلّمات وهي الشرع المطهر الدين الحنيف .
2. نصح الكاتبُ الدولَ الخليجية ، ومنها السعودية -قطعا- بل إن الموضوع كله عن السعودية، نصحها بأن تحذو حذو أوروبا لما ركنت مسيحيتها المحرفة وجعلتها شيئا فرديا محضا لا حكم للدين فيه على الشأن العام .
هاتان أهم فقرتين أحببت ذكرهما  ، وهناك أشياء منكرة أخرى في المقال هي :
1.جعل الكاتب حكم ما تعرضه هيئة الترفيه عائما كأن ليس هناك علماء وفتوى وأحكام شرعية .
2. جعل المسألة مجرد رغبات واتجاهات ، وليس ثمة حلال وحرام .
3. قرر أنه يجب احترام –كما عبّر عن ذلك- احترام أي خيار يريده الشخص. وهذا كما لا يخفى هو قانون إبليس ، أما القانون الإلهي فنحن عبيد متعبدون بشرع فيه حلال وحرام . بخلاف ما قرره الكاتب من احترام أي خيار .
4 . جعل الاختلاف مشجبا تُميّع فيه الأحكام فذكر أن كل ذلك مرجعه لخلافات فقهيه .
5. ذكر أنه لا تُقبل وصاية أحد على أحد ، وكم في هذه العبارة من وصم النصيحة والأمر بالمعروف .
هذا ما أردت وأرى أنه لا بد من وجود قسم شرعي في هذه المنابر ، ولا بد من التقيد بشأن الحلال والحرام بأمر الملك الذي منع الكلام في ذلك على المنابر العامة إلا لكبار العلماء أو من يخول له .


رابط generated QR Code
الترفيه.. نقاش الحرية والهوية! /حسن المصطفى
آراء متنوعة تستمع لها وتقرأ بعضها في وسائل التواصل الاجتماعي، حول برنامج "موسم الشرقية"، والحفلات الموسيقية المزمع إقامتها في مدينة القطيف، شرق المملكة.   هنالك المؤيدون للأمسيات الغنائية، ممن يعتبرون أنها جزء من التربية الجمالية، وذائقة المجتمع، ونشاط ترفيهي ثقافي، من حق المواطنين أن يحظوا بفرصته.    آخرون يعتقدون أن الحفلات الغنائية، فعلٌ محرم، مخالف لأحكام الشريعة، وبالتالي فإن معارضتها بالنسبة لهم موقف مبني على منظومة فقهية، يرون صحتها.   هذا النقاش بين أوساط الجمهور العام والمثقفين في محافظة القطيف، هو صورة مصغرة عن نقاش أوسع في المملكة، حول نشاطات "هيئة الترفيه"، ومدى انسجامها مع التقاليد السائدة!.  بداية، يجب أن نؤسس لمبدأ مهم، وهو "الحرية الفردية"؛ أي أن حضور هذه الأمسيات من عدمه، هو جزء من حرية الإنسان، ليس لأحد وصاية عليه في قراره. لأن الناس لهم تمام الحق في اختيار أسلوب الحياة الذي يناسبهم، دون إكراهات، أو ترهيب باسم الحداثة أو المحافظة.
ثانياً، ليس من حق أي صاحب وجهة نظر، أن يسم من يختلف معه، بأوصاف "قدحية".   المؤيدون لحضور الحفلات، لا يليق بهم أن ينعتوا المعارضين بـ"الرجعية". كما أن المنتقدين للأمسيات الفنية، لا يصح لهم رمي الحاضرين بـ"التفسخ"!. فاحترام التعددية والاختلاف في وجهات النظر، والإيمان بأن المجتمع يتسع لمختلف المكونات الفكرية والفقهية، شرط لتحقيق الحوار الفعال بين المشاربِ المختلفة.
في ذات السياق، على المختلفين أن يعوا بأن "الاجتهاد" باب واسع. وأن هنالك قراءات فقهية وفكرية متنوعة، كل واحدة منها لديها أدلتها الناهضة، وبراهينها العلمية والنصية والتجريبية التي تستند عليها، وبالتالي فإن الحوار حول ملف "الترفيه" ستكون له إيجابيات كبيرة، في حال تم بعلمية وموضوعية، وبعيداً عن الصراعات الحزبية والتيارية.
الجدل المجتمعي هو في عمقه نقاش يطال مفاهيم "الحرية" و"الهوية"، وعلاقتهما بالفهم الديني للنص. وبالتالي هي نقاشات تلامس نقاطاً غائرة في الفرد والذات الجمعية، تتسم بطبيعة لا نهائية، يومية، لا يمكن حسمها، لأن الأسئلة تتوالد بشكل مطرد، يرتبط بالحياة المعاشة، وتصرفات الفرد.
المجتمعات الأوروبية، ومن خلال "التنوير"، وعبر الفصل بين الكنيسة والدولة، وترسيخ مبادئ حقوق الإنسان، والدولة المدنية الحديثة، استطاعات التأصيل فلسفياً لكثير من القضايا التي هي محل جدال في المجتمعات الخليجية والعربية، اليوم.

لن تجد هنالك جدلاً في النمسا أو ألمانيا حول حق الفرد في اختيار طريقة عيشه، أو أفكاره، أو التعبير عن ذاته بالطريقة التي يراها، طالما التزم بسقف القانون، الذي هو نتاج تجربة المجتمع والدولة معاً.  الطريق طويلة في مجتمعنا نحو الوعي بأن الهوية ليست ذاتاً جامدة، وإنما هي مفاهيم تتشكل من خلال التجريب المستمر، وأن التقاليد والعادات ليستا إلا طارئاً ثقافياً لمجتمع عاش قبلنا، له ظروفه الخاصة، ولنا حيواتنا التي علينا أن نكوّن من خلالها أفكارنا، التي نستطيع فيها أن نبني مجتمعاً حديثاً ومتقدماً.

التسميات: ,

الاثنين، 18 مارس 2019

عكاظ تسخر من الحجاب،وتقول(الأديان الإبراهيمية)،وتحرف معنى الحديث.

بسم الله الرحمن الرحيم
ثمة أمر سام بألا يفتي بصفة عامة إلا العلماء ، لكن الصحف خالفت ، لكون لا ثمة محاسبة لها .
نعلم أن التبرج موجود ، لكن أهل الفسق لا يكفيهم وجوده حتى نشروا الشُبَه و دَعَوا النساء للتمرد على ذلك .
يوجد ألف بل آلاف ممن يحسن الكتابة السديدة الطيبة ، لكن أكثر الصحف تأبى إلا أن تُسَوّق للمنحرفين فقط .
نشرت صحيفة عكاظ بتاريخ 26 جمادى الثانية 1440 مقالا بعنوان (لماذا العباءة سوداء) للمدعوة (وفاء الرشيد) فيه ما يلي :
أولا : حكمت على من يُحَرّم الاختلاط بأنهم (متطرفون) .
ولا يخفى أن من يحرم الاختلاط هم كبار علماء هذه البلاد .
ثانيا :  شنت حملة على عباءة المرأة لاسيما السوداء فقالت : لماذا يجب أن نكون نحن كائنات يغطيها السواد
وقالت : ما هي السلطة التي فرضت علينا السواد ؟
ثالثا : من الضلال الذي سطرته الكاتبة أنها جمعت بين دين الله المحفوظ وهو الإسلام ، وبين الملل المنسوخة المحرفة فسمتها جميعا : ( الأديان الإبراهيمية )
رابعا : من الضلال كذبها على الشرع المطهر بأن قالت عنه : كَرِهَ اللون الأسود وحقّره واحتقره في تعاليمه، وجعله لون الشياطين والأبالسة والكفار والأعداء و الأمراض
خامسا : من الضلال أنها قررت أن السواد كان من اعتقاد الوثنية ثم انتقل إلى الإسلام –وبقية الأديان كما تزعم-
سادسا : من الضلال : تحريفها لحديث أم سلمة رضي الله عنها لما قالت ( كأن على رؤوسهن الغربان ) فزعمت الكاتبة أن أم المؤمنين رضي الله عنها لم ترض بذلك أي امتثال النساء للحجاب ولذا شبهتهن بالغربان كراهية لفعلهن !!!
سابعا : للمزيد من التأليب على العباءة والتمرد عليها ساقت الكاتبة رواية مجهولة بأن النصارى جعلوا من لبس السواد تذكيرا للإنسان بحال كونه عريانا في الجنة ولكي يطهر نفسه من ذلك العار .
ثامنا : وفي سياق التكريه في لبس العباءة قالت الكاتبة : السواد هو رمز للتطرف للكثير من الثقافات اليوم .
تاسعا : الكاتبة نفسها أظهرت صورتها دون عباءة بل ولا غطاء وجه بل وبإظهار شيء من شعرها ، فلم تكتف بالتبرج أمام العالم , وإنما راحت تغوي نساء المسلمين .
وكل ذلك برعاية ومكافأة من الجريدة الناشرة .
ما لم يكن ثمة محاسبة رادعة فإن الضلال ينشر على رؤوس الأشهاد . والله سبحانه يغار ، ونخشى العقوبة إذا أُعلن وحصل مجاهرة في الضلال .
حفظ الله البلاد والعباد .  







المقال : لماذا العباءة سوداء / وفاء الرشيد

 «لدينا متطرفون يحرمون الاختلاط بين الرجل والمرأة، ولا يفرقون بين وجود المرأة والرجل في مكان عمل، كثير من هذه الأفكار لا تتطابق مع ما كانت عليه الحياة وقت الرسول صلى الله عليه وسلم، ووقت الخلفاء الراشدين. وهذا هو المثال الرئيسي الذي من المفروض أن نحتذي به»... «القوانين الشرعية واضحة... والستر هو الأساس.. إن القوانين واضحة، وهي تلزم النساء بارتداء ملابس محتشمة ومحترمة، مثل الرجال تمامًا، والدين لم ينص على عباءة سوداء أو غطاء رأس أسود... القرار عائد بالكامل للنساء لتقرير أي نوع من الملابس المحتشمة لارتدائها». محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لن أناقشكم بما تم قتله بحثًا من الرجال، حول كيفية لبسنا نحن معشر النساء للعباءة، من على كتف أو رأس؟ أو هل هو نقاب أو لثام أو برقع؟ وفتحة عين واحدة أو اثنتين؟... فسألت نفسي: هل الصحابيات كن يلبسن العباءة ؟ وكان الجواب بعد بحثي بلا!!... وهل السواد هو الحلال وغير ذلك محرم؟ وكان الجواب بلا كذلك!! ولماذا يجب أن نكون نحن كائنات يغطيها السواد تمشي على أرض الله الواسعة الحرة التي وهبنا أياها؟ لماذا سواد؟ ورحت إلى ما هو أبعد، عن ماهية السلطة التي فرضت علينا السواد، ومن أين أتى اللون الأسود بداية؟ سألت نفسي هذا السؤال، وبدأت بالبحث... وليتني لم أبحث... أتعلمون من أين أتى السواد؟ أتعلمون ماذا يعني السواد؟ «الديانات الإبراهيمية الثلاث - اليهودية، النصرانية، الإسلام - من أكثر الأديان والمعتقدات بالتاريخ التي كرهت اللون الأسود وحقرته واحتقرته في تعاليمها، وجعلته لون الشياطين والأبالسة والكفار، لون الوسواس الخناس والأعداء والأمراض، وكل من ستسود وجوههم يوم القيامة بأن اللون الأسود مستورد من الديانات الوثنية، ومن ثم انتقل هذا اللون إلى الأديان الإبراهيمية لأسباٍب منها على سبيل المثال ثورة البروتستانت على بذخ وترف الكاثوليك، ومن ضمن ما حدث في حركة الإصلاح الديني هو أن البروستانت رأوا أن الإنسان حين طرد من الجنة بدأ يلبس الثياب ولكنه حين كان في الجنة كان عاريًا وبالتالي فإن الثياب وألوانها إنما تذكر الإنسان بهذا العار الأبدي، وأنه يجب على الإنسان أن يرتدي الأسود تطهرًا من هذا العار، وإظهارًا لندمه..     السواد هو رمز للتطرف للكثير من الثقافات اليوم، وفي ثقافتنا عندما يكون يومك أسود فيعني ذلك أنه مليء بالشؤم والبؤس... وفي التاريخ الإسلامي ذكر الحديث أن أم سلمة عندما أشارت أن نساء المسلمين ظهرن كالغربان بعد نزول آية الحجاب بسطورها التي لا يتداولها الكثير ممن يسوقون للسواد للنساء. سأختم بها مقالي وأترك لكم قرائي الحكم بين يديكم ولعقولكم... يقول الحديث الشريف: عن أبي داود رحمه الله تعالى في سننهَ عْنُ أِّم َسَلَمَة َقاَلْت: «َلَّماَ نَزَلْتُ يْدِنيَنَ عَلْيِهَّن ِمْن َجَلاِبيِبِهَّن َخَرَجِ نَساُء اَْلأْنَصاِرَكَأَّنَ عَلى رؤوسهن اْلِغْرَباَنِ مْن اَْلأْكِسَية» سنن أبي داود: كتاب اللباس: باب في قوله تعالى (يدنين عليهن من جلابيبهن)... فحتى أم سلمة رضي الله عنها لم يرضها حالنا بالسواد... 

التسميات: ,

عبده خال يرفض حكما شرعيا ، ويحتج بقول جاهل منحرف


نشرت صحيفة عكاظ وبتاريخ 4 رجب 1440 مقالا لكاتبها (عبده خال) فيه ما يلي :
ذكر الكاتب أن أحد المفتين قد أفتى امرأة في حال كون أقرب ذكر لها هو أخاها غير الشقيق أن الولاية في التزويج تكون له ، إلا إذا عضلها فللقاضي التصرف .
ثم اعترض الكاتب على هذه الفتوى ، و طالب بما أسماه (فهما جديدا لآيات القوامة والولاية )
ثم أورد قول أحد المنحرفين وهو ( محمد شحرور ) المتضمن أن آية القوامة للرجال على النساء ذكرَتْ الإنفاق للرجال على النساء ، وأنه في الوقت الحالي فإن  آلاف النساء هن من ينفقن .
هذا الاعتراض على الفتوى ومن قبل أناس أقل أحوالهم الجهل ، ثم نشْر ذلك في صحيفة سيارة تتأثر بها الضعيفات من النساء .
وأيضا فإن هذا مخالف للأمر السامي بقصر الإفتاء على المنابر العامة على كبار العلماء ومن يخول لهم .
لكن لعدم وجود المحاسبة فقد تمادت الصحف بذلك .
         



المقال :
كنت ممن يشاهد برنامج (الأبواب المغلقة) للشيخ صالح المغامسي عندما سألت إحدى السيدات سؤالاً عن مستقبل ولايتها بعد وفاة والدها وشقيقها ووصولها إلى سن 40 عاماً وليس لها علاقة بأخوتها غير الأشقاء.. ومن سؤالها وإيرادها الأسباب الواقعية أو المعيشية تريد منفذاً شرعياً يعفيها من العنت الذي تجده في حياتها.
وأنا هنا لا أريد الحديث عن إسقاط الولاية وإنما الوقوف على إجابة الشيخ صالح المغامسي الذي أغلق كل المنافذ على السائلة برده القاطع حين أجاب:
أن الولاية لأخوتها غير الأشقاء ولو كانت بينها وبينهم قطيعة، والمنفذ الوحيد لهذا الحكم ذهاب السيدة إلى القاضي إن قام الإخوة غير الأشقاء بعضلها.. وعندها يحدد القاضي ثلاث حالات: إما أن يأخذ ميثاقاً على أحدهم بتولي أمر السائلة كاملاً، وإما نزع الولاية من الإخوة غير الأشقاء ويتولى القاضي دور الولي، وإما إعطاء الولاية لأحد أعمامها.
وأعتقد أن الواقع يدحض تطبيق الحالات الثلاث التي ذُكرت، أو أن تطبيقها يزيد السائلة عنتاً فوق عنت.. ومن يتابع المشاكل الاجتماعية التي طفحت بما يؤكد أن كل إنسان اتجه إلى الفردنة والتخلص من الأعباء الأسرية (وإن لم يكن كذلك فغداً سوف يحدث) فماذا يكون حال كل امرأة وجدت نفسها مقطوعة أو على خلاف جوهري مع أقاربها سواء أشقاء أو غير أشقاء أو أعمام.. أي أن القطيعة حادثة، فكيف تسلم ولايتها لإنسان قطع الصلة بها..
وأعتقد أن الواقع يحتم علينا التحرك بما يفتح فهماً ووعياً جديداً لآيات القوامة والولاية، وأجد أن الدكتور محمد شحرور فتح باباً واعياً بماهية الواقع وطبيعة الإنسان، وماذا أراد الله من سن القوامة والولاية بما ينطبق على الطرفين (سواء رجلاً أو أنثى).. فمن فاتحة تفسير الدكتور محمد شحرور قوله:
إن الله فضل الرجال على النساء فيما يتعلق بالقوامة بشكل عام، وفي اﻷسرة بشكل خاص.
والتفضيل بالإنفاق، وآلاف النساء الآن هن من ينفقن (على بيتها وزوجها وأولادها) وحتماً يكون الواقع هو المقصود بما أراد الله من تنظيم للعلاقات الإنسانية.
وللمرة الثالثة أعتقد أن على المعنيين بإصدار الفتوى الدينية قراءة الواقع وتطبيق ما أراد الله من خلال توسيع الضيق من أحكام فقهية أو تأويل السابق ليتسق مع الواقع.


التسميات: ,

محمد آل الشيخ يرفض وصف الكفار بـ(شرار الخلق ) وأنهم في جاهلية -عقائدية-

بسم الله الرحمن الرحيم

نشرت صحيفة الجزيرة قد بتاريخ 21 جمادى الأولى1440 مقالا بقلم محمد آل الشيخ ، وفيه ما يلي :
نقل عن أحد الأشخاص أنه وصف الكفار بأنهم ( شرار الخلق ) ، ثم ذكر الكاتب أن قائل هذا الكلام لا يعرف الحقيقة ولا الصواب ولا الخطأ لأن الأيديولوجيا قد تمكنت من ذهنه .
أقول : معروف أن الأيديولوجيا في مصطلح القوم هو الاعتقاد ، فالكاتب يرفض الاعتقاد الشرعي أن الكفار هم شر البرية .
ثانيا : يقول الكاتب : ( الذين يطلقون على تلك الحضارة –الكلام عن حضارة الغرب- بأنها (حضارة جاهلية) أجهل من الحمير
أقول : إن هذا رفض ما جاء في القرآن من أن الكفار جهلاء وأصحاب جاهلية .
  هناك أشياء أخرى في المقال ، لكن أحببت التركيز على أهم النقاط .
هذا ينشر في أهم صحفنا ، كلام باطل في صميم العقيدة ، مع وجود أمر ملكي أن المخول لهم الكلام والنشر على الوسائل العامة في شؤون العقيدة والدين هم كبار العلماء أو من يخول له ذلك ، لكن لأنه ليس ثمة محاسبة ولا عقوبة فالأمر فالت والشُبَه تنشر على أعلى المنابر الصحفية   


صاحبي وتجربته مع جاهلية القرن العشرين!! / محمد آل الشيخ / صحيفة الجزيرة21/5/1440

شيخ صحوي، قال في الغرب وحذر منه، ما لم يقله الإمام مالك -رحمه الله - في الخمر، ويرى أن الإخونجي الهالك سيد قطب وأخاه محمد قطب قالا في الغرب وجاهليته وشروره ما لم يقله غيرهما في العصر الحديث، وكان يعتبرني - سامحه الله -، كما يعتبر كل من تحدث عن الغرب، ودعا إلى الاستفادة من منجزاته، إما أنه جاهل مسكين أو عميل خبيث للسفارات يتردد عليها، ويتلقى منها الأوامر كغيره من (الليبراليين) الخبثاء, وقد رفض صاحبنا رفضًا قاطعًا أن يسمح لأحد أبنائه بالابتعاث لتلك البلاد الكافرة لتلقي التعليم بين ظهراني المشركين. أراد الله أن يُصاب بمرض عضال، لا يمكن علاجه إلا في أمريكا، وأكد طبيبه أن فرصة شفائه هناك جيدة إن هو شد رحاله إلى تلك البلاد (الجاهلية) الخبيثة. أرسل تقارير عن حالته المرضية إلى أحد المستشفيات هناك للاستفسار، وحجز موعدًا له لدى أحد الأطباء الكفرة إذا كان ثمة أمل بشفائه، الذين سبق وأن وصفهم بالجاهلية ومجتمعهم بالمجتمع الجاهلي كما كان يصفه القطبيون، فأتى الجواب أن مرضه (قد) يمكن شفاؤه، على سبيل الاحتمال وليس القطع. نسي صاحبنا (الشيخ الوقور) ما تمليه عليه (أيديولوجيته)، وسعى لمن شفع له لدى كبار المسؤولين، ليتم إرساله بطائرة طبية مجهزة، فحالته تدهورت إلى درجة جعلت هذه الطائرة ضرورة، وبعد انتهاء إجراءات السفر، امتطى طائرة صنعها الكفار (الجهلاء)، مُجهزة بعناية طبية استثنائية، ويُشرف عليه فيها طبيب (كافر)، ومعه ممرضة تسافر دونما محرم، هي الأخرى كافرة. استلقى صاحبنا على سرير الطائرة، وما إن حطت به في بلاد الجاهلية حتى وجد إسعافًا مجهزًا بكل المعدات الطبية اللازمة لنقله إلى حيث كان المستشفى، وكانت كل الوجوه التي استقبلته تبتسم وتبدي من التعاطف الإنساني النبيل ما بهره. وفي المستشفى التفَّ حوله على الفور أطباء وطبيبات جميعهم كفرة، هذه تقيس ضغطه، والآخر يأخذ عينة من دمه، والثالث يجهز له أجهزة طبية متفوقة، وبعد دراسة حالته المرضية قرروا له عملية ستستمر لساعات، سيشارك فيها عدد من الأطباء والفنيين، وطمنوه فرحين يبتسمون أن نتائج الكشف الأولية مبشرة، فلا يقلق. انتهت العملية، ونجحت نجاحًا باهرًا، وما إن عاد إلى وعيه بعد التخدير، فإذا بكل من حوله وجوه مبتسمة مهنئة يكتنفها الفرح والسرور، وأكدوا له أن العملية نحجت، وكل ما يحتاجه الآن أيام من النقاهة، يعود بعدها إلى بلاده سليماً معافى. عاد صاحبنا وقد عادت له صحته، وسلم من ذلك المرض العضال، غير أن الأيديولوجيا أقوى من الحقيقة، أو هي لا تعترف بالحقيقة. سألته بعد عودته: ألا ترى أن القطبيين الذين يطلقون على تلك الحضارة بأنها (حضارة جاهلية) أجهل من حمير أهليهم؟.. فاستشاط غضبًا، ورد قائلاً: بل هم شرار الخلق، رغم أنفك، ورغم أنوف كل الليبراليين والحداثيين. عندها أيقنت أن الأيديولوجيا إذا تمكنت من ذهن الإنسان لا يرى الحقيقة، وما هو خطأ وما هو صواب إلا من خلالها.

التسميات: ,

الأحد، 17 مارس 2019

صحيفة عكاظ تصفق لإقامة طقوس النصارى ، وتهاجم من ينكر ذلك ، وترفض القيم التي تصنف الناس بحسب أديانهم!!! فماذا تقصد؟

بسم الله الرحمن الرحيم
نعلم أن بابا النصارى زعيمهم الأكبر قد زار دولة الإمارات وحصل في هذه الزيارة أمور كثيرة من أهمها إقامة طقوس وصلوات كفرية في العلن وفي اجتماع ضم أكثر من مائة ألف .
  ... لم يصدر العلماء بيانا عن حكم هذا الشيء الذي طار بخبره الركبان ، لكن ربما أن العلماء حفظهم الله رأوا أن الأمر يخص دولة أخرى و أن المصلحة عدم ذكر شيء عنه .
  هذه المدعو يحيى الأمير في صحيفة عكاظ بتاريخ 4 جمادى الأولى 1440 كتاب مقالا بعنوان ( بابا الفاتيكان في الخليج ) فيه ما يلي   :
أولا : قال الكاتب : كل الذين وقفوا ضد تلك الزيارة هم في الواقع لا يحملون فقهيا أية رؤية بديلة .
وهذا فيه ليس فقط تأييد وإشادة بزيارة رأس الكفر بل هو هجوم على أي مسلم وعلى رأسهم العلماء ممن رأي في ذلك مخالفة .
ثانيا : وصف الكاتب من يعترض على تلك الزيارة بأنهم أصحاب (التفسيرات التراثية الفقهية القادمة من القرن السابع والثامن الميلادي )
وهذا أيضا فيه لمز للعلماء . وتأييد لزيارة رأس الكفر .
ثالثا : لمز مرة ثالثة أي عالم يبين الحق في تلك الزيارة الكفرية فقال إن تفسيراتهم : تنتمي إلى قاموس الوعظ القديم أكثر من كونها خطابا فقهيا رشيدا.
رابعا : انتقد الكاتب أن يكون المعيار في الفضل للناس هو التقوى والدين ، وأشاد بما أسماه القيم الإنسانية ، فقال : والقيم الإنسانية العليا لا تقوم على أساس تصنيف العلاقة مع الآخرين بناء على مللهم أو طوائفهم الدينية بل على  القيم الإنسانية .
 وهذه مناكفة للمعيار الشرعي واستبداله بمعيار كفري .
خامسا : تجاهل الكاتب مرة أخرى قيم ومعايير الإسلام وأشاد بقيم ما أسماه (الإنسانية) فقال : تمثل منطقتنا محورا جديدا في العالم للمبادرات الإنسانية القائمة على المبادئ الإنسانية العليا
سادسا : أشاد بزيارة بابا النصارى فقال : تأتي زيارة بابا الفاتيكان بوصفها واحدة من تلك المبادرات التي تقول للعالم انظروا كيف يفكر الخليج إذا ما تفرغ للبناء الحضاري وكيف يمثل السلم والتعايش والإخاء
أقول : كلامه هذا إغاظة لأهل العلم والحق وإسعاد للكفرة .
  مصيبتنا هو أن يتكلم في الدين بل في العقيدة الجهال والمنحرفون ، وذلك على الوسائل العامة الصحف السيارة . فكم أضلوا ونشروا الشبه وقلبوا الحق باطلا والباطل حقا . مع أن بلادنا مليئة بأهل العلم ، ومع أن هناك أمرا ساميا بعدم الكلام عن العقيدة والشرع في الوسائل العامة إلا من كبار العلماء .  
                                          



 نص المقال   ترى أي الكيانات اليوم في المنطقة لديها القدرة على إحداث تحولات ومواقف حضارية نوعية تسهم في تعزيز السلم وبناء وتحفيز قيم الإنسانية بين الثقافات وأتباع الملل المختلفة، خاصة أن مثل هذه المبادرات وهذه المواقف مرت بلحظات توقف طويلة. على مدى عقد كامل من الزمن توقفت المبادرات الحضارية في المنطقة وذلك بسبب انشغال عواصمها بالتحديات الأمنية وبناء الاستقرار والحفاظ عليه أمام موجة التحديات الكبرى التي عصفت بالمنطقة منذ مطلع عام 2011، فوضى في أكثر العواصم العربية وحروب أهلية تندلع في عواصم أخرى وانتشار مرعب للفكر المتشدد والخلايا الإرهابية والجماعات المسلحة وحالة نكوص كبرى في الحالة الحضارية العربية وارتفاع في منسوب خطاب الطائفية والعنف والكراهية وما رافق ذلك من تراجع كبير في الاستقرار الاقتصادي وترٍد في الحالة المعيشية في كثير من تلك البلدان. أمام ذلك الوضع كان على عواصم الاستقرار في المنطقة وعلى رأسها الرياض وأبوظبي أن تسخر كل إمكانياتها للحفاظ على المكون الأول من مكونات الاستقرار وهو الدولة الوطنية العربية، حيث كانت المستهدف الأكبر من كل تلك المؤامرات والمشاريع إعادة تشكيل الدولة الوطنية العربية وفق مشروع نظري باهت وخطير وغير واقعي، وكانت أولى ضحاياه الدولة العربية الكبيرة والمحورية مصر والتي ما لبثت أن تخلصت من كل تلك المرحلة واستعادت كيانها ومؤسساتها الوطنية. كل تلك الفترات شهدت توقفا كاملا للمبادرات النوعية الحضارية وفترة انقطاع آن لها أن تعود بعدها لتواصل ما يمكن وصفه بخطوات ما بعد الاستقرار؛ خطوات من شأنها أن تؤسس لمستقبل نظيف من كل الكوامن السلبية التي يمكن أن يتم بعثها يوما ما والتي تمثل أساسا لغياب السلم والتعايش، مواقف ومبادرات من شأنها أن تعكس حجم المسؤولية الحضارية التي باتت تضطلع بها دول الاستقرار المحورية في المنطقة. تأتي زيارة بابا الفاتيكان بوصفها واحدة من تلك المبادرات التي تقول للعالم انظروا كيف يفكر الخليج إذا ما تفرغ للبناء الحضاري وكيف يمثل السلم والتعايش والإخاء بالنسبة له مشروعا حقيقيا واقعيا، وكيف يمكن أن تمثل منطقتنا محورا جديدا في العالم للمبادرات الإنسانية القائمة على المبادئ الإنسانية العليا. الأجانب بكل مللهم وعقائدهم يمثلون رقما مهما في معادلة التنمية في الخليج، والقيم الإنسانية العليا لا تقوم على أساس تصنيف العلاقة مع الآخرين بناء على مللهم أو طوائفهم الدينية بل على  القيم الإنسانية، تلك القيم التي يديرها القانون والنظام في ظل الدولة الوطنية الحديثة. كل الذين وقفوا ضد تلك الزيارة هم في الواقع لا يحملون فقهيا أية رؤية بديلة عن تلك التفسيرات التراثية الفقهية القادمة من القرن السابع والثامن الميلادي والتي لا تنتمي في الغالب لواقعنا الحالي وتخالف كثير منها نصوصا صريحة في القرآن العظيم وتنتمي إلى قاموس الوعظ القديم أكثر من كونها خطابا فقهيا رشيدا. ومثلما أن عواصم الاستقرار في المنطقة قادت مشروع حماية الدولة الوطنية العربية في وجه الأخطار التي حاصرتها طيلة العقد الماضي فهي المخولة أيضا لإعادة تقديم النموذج الحضاري للخليج العربي بصفته رائدًا تنمويًا وحضاريًا وإنسانيًا كذلك .

التسميات: ,

آل الشيخ يرفض أحكاما شرعية ثابتة ، ويمجد الليبرالية ، ويلمز الفقه الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم
نشرت صحيفة الجزيرة بتاريخ 19/5/1440مقالا بقلم محمد آل الشيخ فيه ما يلي :
1. قرر أن الثابت في الشريعة هو العقيدة والعبادات ، أما المعاملات فليست أحكامها ثابتة !!!!! ونص كلامه : (الشريعة شقان: عقيدة وعبادات وهذه بلا شك ثوابت ) إلى أن قال (الأمور الدنيوية غاياتها مع مصالح الإنسان، حيث دارت، وليست ثابتة  )
2. دعا إلى الليبرالية وهذا نص كلامه : ( الحلول الليبرالية، لا حلولكم، هي الناجحة والمتفوّقة ) وهو يخاطب المسلمين .
3. مجّد الليبرالية مرة ثانية وهذا كلامه عن الليبرالية :  (هل يوجد إنسان عاقل يرى أمامه سبيلاً سالكاً ممهداً ومجرباً، فيتجنبه، ويسلك طريقاً مجهول النهايات )
4. أكد مرة ثالثة دعوته لليبرالية فصاغ كلاما على سبيل التعجب والإنكار قال  (تُحرمون الحلول الليبرالية ) وقال أيضا (شوّهوا كل الحلول التنموية الليبرالية )
5. أشاد مرة رابعة بالليبرالية قائلا : (  الليبرالية تشترط أن تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخر ) وهذا كلام كفري فالعبد تنتهي حريته حيث يحد ويقرر الشرع فقط .
6. ادعى أن الفقهاء قد غيروا الإسلام الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهذا كلامه (الإسلام، كما نزل على محمد، وليس كما أدلجه بعض الفقهاء والمتأسلمين )
7. لمز الفقه الإسلامي وأئمة الإسلام بقوله بالنص ( استيراد اجتهادات فقهية من فقهاء الماضي السحيق )
8. قرر أن التشريع المناسب تحده المصلحة ، وهذا كلام كفري إذ التشريعات يجب أن يحدها الدين ،وهذا نص كلامه (أساس نجاح أية منظومة تشريعية، مثل دساتير الدول، تتوقف على مدى ملاءمة موادها التشريعية للزمان والمكان ومفهوم العدالة في المجتمع )
9.أعلن رفضه لأحكام ثابتة محكمة للإسلام وهي ( الجهاد والرق والسبي ) ليس على سبيل أن المسلمين ليسوا بحال هذه الأحكام . وإنما يرفض الكاتب أحكام الإسلام هذه بالكلية . و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

المقال :

قلت لصاحبي الصحوي عندما جاء (يعظني): كتبتُ مراراً وتكراراً عن وجهة نظري في الطرح الصحوي الذي تحدثني عنه، ومضمونه: أن الشريعة شقان: عقيدة وعبادات وهذه بلا شك (ثوابت) لا تتغيّر ولا تتبدل بتغيّر الزمان والمكان. الشق الآخر: الأمور الدنيوية المتعلِّقة بتعامل الإنسان مع الإنسان، والتي تدور غاياتها مع مصالح الإنسان، حيث دارت، وليست كما تتوهمون (ثابتة) لا تتغيّر؛ مشكلتكم - يا سيدي - أن كل النماذج التي تطرحونها كحلول للهروب من براثن التخلّف، وتذبون عنها على اعتبار أنها مطالب الشريعة تكمن (فقط) في استيراد اجتهادات فقهية من فقهاء الماضي السحيق، أو تقيسون عليها أحياناً في فتاويكم، ثم تطالبون بتطبيقها اليوم، دون أن تلتفتوا إلى أن قضايا الشريعة الدنيوية وأحكامها ليست ثابتة، وإنما متغيِّرة بشكل مستمر، لذلك فإن أساس نجاح أية منظومة تشريعية، مثل دساتير الدول، تتوقف على مدى ملاءمة موادها التشريعية للزمان والمكان ومفهوم العدالة في المجتمع؛ فلا يمكن لك - مثلاً - أن تطالب، فضلاً عن أن تُشرع، (جهاد الغزو) بحجة أنه مطلب شرعي رباني، لأنه قضية يرفضها العالم أجمع، أو أن تُشرع نظاماً للسبايا في الحروب، أو تُفعِّل الرق وعبودية الإنسان للإنسان.. وهلمجرا.. داعش - مثلاً - طبّقت هذه المفاهيم الفقهية بحذافيرها عندما أنشأت دولة سمتها (دولة الخلافة) على أساس أنها تحكم بالشريعة التي تتضمنها المدونات الفقهية، وأمامكم وضعها وموقف كل دول العالم قاطبة منها بما فيها كافة الدول العربية والإسلامية؛ فلماذا لا تحاولون أن تطرحوا حلولاً تشريعية صالحة للعصر لا ممتنعة عن التطبيق في هذا الزمن، فتحدي العالم، وعدم الاكتراث برؤيته للعدالة الإنسانية، سيكون قطعاً ضرباً من ضروب الانتحار وتدمير الذات؛ كما أن تغيّر الفتوى نظراً لتغيّر الزمان والمكان والظروف منهج فقهي أصيل، طبّقه الإمام الشافعي - رحمه الله - عندما انتقل من العراق إلى مصر، فغيّر فتاويه تبعاً لتغيّر المكان، فالمطلوب شرعاً هو تحري العدل والإنصاف دائما وأبداً. المسلمون - كأمة - يعيشون اليوم مستهلكين لا منتجين، يعتمدون اعتماداً كاملاً على منتجات العالم الليبرالي الذي (تشنعون) عليه في كل أدبياتكم؛ رغم أن الحلول الليبرالية، لا حلولكم، هي الناجحة والمتفوّقة والتي ثبت بالتجربة أنها آتت أكلها، واستجابت فعلياً لحاجات ومتطلبات الحياة والسلام بين الأمم، فهل يوجد إنسان عاقل يرى أمامه سبيلاً سالكاً ممهداً ومجرباً، فيتجنبه، ويسلك طريقاً مجهول النهايات، ولا سيما أن السبيل الذي تطالبوننا بانتهاجه سبق أن تمت تجربته من قبل الدول التي حكمها المتأسلمون، فأودى بهم إلى مهالك وأهوال ودماء ودمار يشيب لهولها الولدان؟.. مشكلتكم، وأحد أهم أسباب فشلكم، أنكم (تُحرمون) الحلول الليبرالية المعاصرة، بتهمة مختلقة تقول إنها لا تتفق مع الشريعة؛ ومن يقول بذلك منكم فهو إما أنه يجهل معنى الشريعة وغاياتها ومقاصدها، أو أنه يجهل طبيعة الليبرالية وحقيقتها وغاياتها، أو أنه يجهل هذه وتلك معاً. فالليبرالية موقفها من الإسلام، كما نزل على محمد، وليس كما أدلجه بعض الفقهاء والمتأسلمين، أضف إلى ذلك أن الليبرالية هي عدة ليبراليات، ذات خيارات متعددة ومرنة، يستطيع الإنسان أن يُكيِّفها ويفصّلها ويطوّرها تبعاً لمصلحة الإنسان والعدالة الاجتماعية بين الأفراد، وليست شكلاً (متكلساً) واحداً له مضمون وحدّياّت صارمة، لا تتغيّر ولا تتماهى مع المنافع ومصالح البشر؛ الشرط الوحيد الذي ربما تشترطه كل التجارب الليبرالية، ويتفق مع الفطرة الإنسانية، ويمكن القول إن الليبرالية لا تتحقق إلا به كشرط ضرورة، هو (الفردانية)، وهذا المبدأ - بالمناسبة - يُقرّه في مضمونه الإسلام، والدليل قوله تعالى: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}؛ كما أن الليبرالية تشترط تأكيداً لهذا لاتجاه نفسه أن تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخر، وهذا أيضاً أقرّه الذكر الحكيم في قوله جلَّ وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}؛ بمعنى ألا يكون (الفرد) وصياً على اختيارات الآخرين إلا بما تقرّه القوانين. عداوة الصحويين لليبرالية سببها الحقيقي فيما أراه أنهم يسعون لوصاية حركاتهم السياسية المؤدلجة على المجتمعات، لذلك فهم يطرحون أيديولوجية ذات محددات وثوابت صارمة، تعمل لتمكينها من السيطرة على الفرد والمجتمع معاً، وسلب حريته منه، كأي حزب سياسي، لذلك شوّهوا كل الحلول التنموية الليبرالية، ليضعوا من أنفسهم الخيار الوحيد لتطبيق الإسلام؛ وكأنهم يقولون: إما نحن أو نار جهنم.

التسميات: ,