آل الشيخ يهاجم الدين الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
نشرت
صحيفة الجزيرة مقالا بتاريخ 28ربيع الآخر 1440 ، عنوان المقال :(التنمية هي
الليبرالية والليبرالية هي التنمية ) للكاتب محمد آل الشيخ، في المقال ما يلي :
أولا
: رفض كون الإسلام حاكما على جميع جوانب الحياة فيقول الكاتب : (الأديان كلها، بما فيها دين الإسلام، هي علاقة بين الإنسان
وربه ) وهذا واضح أنه يعني عدم كون الإسلام أيضا يشمل تنظيم جوانب الحياة
من اقتصادية وثقافية واجتماعية وسياسية وغيرها ، وإنما هو علاقة بين الإنسان وربه
كما يقول الكاتب .
ثانيا
: أكد الكاتب كلامه مرة ثانية بصيغة أخرى فقال : ( الإسلام
مقتضى ما اصطلح الفقهاء عليه تحت مسمى (أركان الإسلام
الخمسة) )
يعني
رفض ما سوى الأركان الخمسة من شريعة الله تعالى .
ثالثا
: لمز
الكاتب دين الإسلام واعتبره قيودا وتبعات وأغلالا ، ونص كلامه (العربي ما زال يرزح تحت أغلال التراث وقيود الماضي )
رابعا
: لمز الكاتب مرة أخرى دين الإسلام بأنه عوائق تحول دون التنمية ، ونص كلامه هو (نحن عبيد لهذه الهوية المزعومة التي تحوّلت إلى عوائق جمة
للوصول إلى أهدافنا التنموية )
خامسا
: لمز الكاتب دين الإسلام مرة ثالثة بأن الدعوة للعودة إليه سبب الفشل ، ونص كلامه
هو (الثورات فشلت فشلها
الذريع. السبب أن تلك الثورات في خطاباتها الأساسية كانت تدعو إلى العودة إلى التراث الموروث
)
أقول
: نعم نحن لا نقر الثورات ولا الفتن ، لكن الكاتب هنا يقرر أن سبب الفشل هو الدعوة
للعودة للتراث الموروث ، ومعلوم أن التراث الموروث هو الإسلام .
سادسا
: لمز الكاتب دين الإسلام مرة رابعة بأن العودة إليه تسبب الفشل ونص كلامه :
( العودة إلى
التراث الموروث وإعادة إحيائه وتطويره ليكون
هو القائد نحو الحضارة والهروب من التخلّف، فشل فشلاً ذريعاً )
سابعا:
قرر الكاتب أن الحل للأمة هي اتباعها لليبرالية الكافرة وهذا نص كلامه : لن يكون للعرب حضارة إلا باتباع النهج الليبرالي الغربي
ثامنا:
مرة ثانية أكد الكاتب أن الحل لأمتنا هي باتباع ليبرالية الغرب الكافر ، ونص كلامه
هو ( الليبرالية الغربية هي الحل. فلا يمكن لأمة أن تنمو وتتخلص من براثن التخلّف إلا أن تسلك
النهج الليبرالي )
تاسعا:
مرة ثالثة أكد الكاتب أن الهدف هو اعتناق الليبرالية الكافرة بالكامل ، ونص كلامه
هو ( الهدف
النهائي هو الوصول إلى الليبرالية الكاملة )
عاشرا
: طلب الكاتب الانسلاخ من الإسلام وقيوده وأغلاله -كما يزعم- لاعتناق الليبرالية
الكافرة ، ونص كلامه (البدء بالليبرالية والإنسان
العربي ما زال يرزح تحت أغلال التراث وقيود الماضي هذا يسبب الفشل )
المقال
:
التنمية
هي الليبرالية والليبرالية هي التنمية ) للكاتب محمد آل الشيخ
أنا ممن يؤمنون إيماناً عميقاً أن (التنمية هي الحل). والتنمية
التي أعنيها ليست فقط تنمية اقتصادية، رغم أنها بيت القصيد، ولكنها التنمية
الشاملة، التي يأتي الاقتصاد جزءاً رئيساً منها. ولن
يكون للعرب حضارة إلا باتباع النهج الليبرالي الغربي، الذي ثبت تفوقه،
والذي نحن الآن مستهلكين له، سواء شئنا أو أبينا. جرَّب العالم العربي الحلول
الأخرى في الماضي القريب، وتحديداً قبيل الثورات العربية، التي كانت تُسمى (الربيع
العربي) وثبت كما هو واضح للبيان فشلها الذريع. السبب
أن تلك الثورات في خطاباتها الأساسية كانت تدعو إلى العودة إلى التراث الموروث،
وإعادة إحيائه وتطويره ليكون هو القائد نحو الحضارة والهروب من التخلّف، لكنه فشل
فشلاً ذريعاً عند التطبيق. لذلك لا أجد مناصاً من اتباع مناهج الأمم المتفوقة،
واستيعابها جيداً، ومحاولة تطبيقها على الأرض. دون ذلك فإننا سنظل نبحث وندور في
حلقة مفرغة، بينما الأمم التي سبقتنا في الحضارة، وأنتجت كل هذه المنجزات التي
نستهلكها، هي أمامنا، ونصر على اختراع نهجاً جديداً
خاصاً بنا كعرب، بحجة أن هويتنا الإسلامية العربية لا تتناسب معه. ونحن
بذلك مثل الذي يترك طريقاً مردوماً مسفلتاً، ونصر على اختراع طريق جديد، لنا
وحدنا، وهنا مشكلتنا الفكرية والمعرفية العويصة. تسأل: لماذا لا نسلك هذا الطريق
الذي سلكه غيرنا ووصلوا إلى ما نريد الوصول إليه؟.. يجيبون بأننا لا نريد أن نفقد
هويتنا. ليبرز السؤال الذي تحدث عنه الأستاذ المفكر السعودي إبراهيم البليهي: هل الهوية ملك لنا، نسخّرها لمصالحنا، أم أننا عبيد لهذه
الهوية المزعومة التي تحوّلت إلى عوائق جمة للوصول إلى أهدافنا التنموية؟..
نعم، الليبرالية الغربية هي
الحل. فلا يمكن لأمة أن تنمو وتتخلص من براثن
التخلّف إلا أن تسلك النهج الليبرالي، الذي هو فضاء كبير وواسع، تأخذ منه
كل أمة ما يتناسب مع ظروفها، سواء تلك الظروف المرحلية أم النهائية. والقول الذي
سعى لترسيخه بعض المتأسلمين أن الليبرالية تتناقض كلياً أو جزئياً مع الإسلام
كدين، هو وهم كبير، إذا لم تكن كذبة كبيرة، تسقط وتتهاوى عندما تضعها تحت مجهر
البحث والاستقصاء والتمحيص. فالأديان كلها، بما فيها
دين الإسلام، هي علاقة بين الإنسان وربه، وهو مقتضى
ما اصطلح الفقهاء عليه تحت مسمى (أركان الإسلام الخمسة) فكل هذه الأركان لا
علاقة لها بمفهوم الليبرالية بمعناها الواسع، وليس باختزالها في تجربة معينة، سواء
أتتنا من الغرب أو من الشرق؛ كما أن الليبرالية ترتكز من حيث المبدأ على (الحرية)
لكنها حرية منضبطة وليست مطلقة، والضوابط تحددها مصالح الإنسان الذي تدور وتحور
حول مصالحه كل المفاهيم الليبرالية. والنهج الليبرالي لا يفترض أن يكون كلاً لا
يتجزأ، وإنما يمكن أن يكون تطبيقه على مراحل، إذا كان
الهدف النهائي هو الوصول إلى الليبرالية الكاملة؛ وتجربة كوريا الجنوبية
مثال يُحتذى، فتلك التجربة بدأت في بواكيرها بنظام مستبد، هيأ الإنسان الكوري
الجنوبي ليكون مؤهلاً لليبرالية، ثم انتهى بالليبرالية في شكلها النهائي، تماماً
كما هي في الغرب. أما البدء بالليبرالية والإنسان
العربي ما زال يرزح تحت أغلال التراث وقيود الماضي كما هي العراق ولبنان
الطائفيتين، فإنها ستفشل، وتتحوّل المجتمعات إلى فوضى عارمة قطعاً.
وختاماً أقول: كل من يقول إن الليبرالية تتناقض مع دين
الإسلام، فهو إما جاهل بمفهوم الليبرالية، أو هو إخواني مفترٍ أفَّاك، وذاك وهذا
وجهان لعملة واحدة.
التسميات: صحيفة الجزيرة, محمد آل الشيخ