السبت، 26 ديسمبر 2015

نشر العقيدة الفاسدة بعدم الإنكار على من فعل مكفراً

بسم الله الرحمن الرحيم
نشرت صحيفة الوطن بتاريخ 16 ربيع الأول 1437 مقال بعنوان ( قراءة محتسبين للقرآن والسنة ) بقلم المدعو إسامة القحطاني
وكالعادة فقد نشر فيه من الضلال للأمة كما :
  1.زعم أنه لا يصح أن يُرمى أحد بالكفر بعد أن أسلم ولو فعل ما فعل !!!
ولا شك أن هذا عقيدة فاسدة لم يقل بها ولا  المرجئة .
2.وزعم الكاتب أنه لا يُشرع  حتى ولا مناصحة من يفعل أو يقول الكفر !!! أي تركه وشأنه !!
3.وزعم الكاتب أن لا حق لأحد أن يحاكم من يتلفظ أو يفعل الكفر !!
4.وزعم الكاتب أن التكفير غير مشروع - أي حتى لو حصلت أسبابه -
وهناك ضلالات أخرى في المقال نفسه ، لعل في ذكر أجلاها وأوضحها ما يكفي .


 نص المقال :
قراءة محتسبين للقرآن والسنة
عند مراقبة الساحة هذه الأيام وتصرفات بعض المتشددين المحسوبين على الإسلاميين تجاه كتابات من يرونهم خصوما؛ نجد أنها تنبني على طريقة متشابهة لتفسير وقراءة الكلام إذا كان لخصومهم، وسأعرض في هذا المقال تطبيقا لطريقة الإنكار والتفسير التي يتبعونها، ولكن هذه المرة سأطبقها على كلام الله تعالى وكلام المصطفى عليه الصلاة والسلام، وسأترك التحليل والتعليق آخر المقال.
ماذا لو أن حاكما مسلما وقع على معاهدة صلح مع دولة محاربة للدين (للدين ذاته)، وكانت هذه المعاهدة تنص على تسليم المسلمين الجدد من تلك الدولة إليها ليقوموا بتعذيبهم، وتعهد بعدم نصرتهم ومعاونتهم، ماذا ستكون ردة فعل موزعي التكفير والزندقة على الناس اليوم؟ ماذا لو عرفنا أن النبي عليه الصلاة والسلام قد وقّع على ذلك في صلح الحديبية! ولو عمل هذا أحد اليوم لكان كافرا بموجب ما يُسمّى بنواقض الإيمان العشر وأنها من مظاهرة المشركين على المسلمين!
ماذا لو قام شخص وشتم وألَّب الناس على المصطفى -بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام- ثم جاء حاكم مسلم وقال نتركه لئلا يقول الناس إن الإسلام يقتل أصحابه؟ من المؤكد أننا سنسمع حتما تلك الدعوات التي تقول هذا رضا بما يفعل ولن يترددوا في التكفير، وأقل أحوال ردود الغلاة أنه تمييع للدين! بينما نعلم أن هذا ما فعله المصطفى عليه الصلاة والسلام مع عبدالله بن أبيّ عندما قال: (ليُخرجن الأعز منها الأذل)! فلم يُحاسبه النبي عليه الصلاة والسلام ولا غيره من المنافقين، بل تركهم وشأنهم واستمر في دعوة الحق بالحكمة والموعظة الحسنة، وترك الفكر يرد على الفكر.
أمر أشد شأنا؛ وهو أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يُطلق على معين بالتكفير أو النفاق بعد الإسلام مطلقا! ولم يفعله أصحابه أيضا، بل لم يبعث أحدا لهؤلاء لمناصحتهم أو أي شيء من هذا القبيل، ولم يُراقبهم ويمارس عليهم التضييق! ولو كان هذا الأمر في يومنا لسمعنا نفس الكلام أعلاه من اتهامات بالزندقة والكفر ليس على القائل وحسب، وإنما حتى على من سَكت عنه! ولكن لماذا فعل هذا النبي عليه الصلاة والسلام؟
لأنه يعلم أن الله تعالى وحده الموكول بالسرائر ومحاسبة الناس على سرائرهم ومصائرهم وهل خرجوا من الإيمان أم لا، فتركها عليه الصلاة والسلام لئلا يكون قدوة في تتبع عورات الناس وامتحان ضمائرهم ومعاني كلامهم باسم الدين، فالله تعالى وحده من يحاسب.
مثال آخر؛ ماذا لو قال رجل عن انتصار لدولة غير مسلمة في حرب إنه نصر الله؟ سيأتي البعض ويقول كيف تسمي انتصار الكفار بنصر الله! وربما فسروا ذلك بموالاة الكافرين ونحو ذلك، بينما نجد القرآن يسمي انتصار الروم على الفرس بذلك في سورة الروم! وبعض المفسرين قالوا لأن الروم أهل كتاب آنذاك وهو أخف من المجوس، ولكن لو كان هذا العامل الحقيقي لما بعث النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه إلى الوثنيين في الحبشة! ولبدأ بقتال الوثنيين في أفريقيا وغيرها، ولكنه فقط العداء الذي أظهره الفرس للإسلام.
أذكر عندما كتب بعض المثقفين السعوديين خطابا للمثقفين الأميركيين بعد أحداث سبتمبر المشؤومة؛ جاءت ردة فعل عنيفة من المتشددين آنذاك؛ أن الخطاب فيه تمييع للدين وتنازل للكفار حينها! بينما نجد أن القرآن يقول: (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين)، ولم يتحرج في كلمة (أو في ضلال مبين) لضرورة التنزّل للخصم لأجل النقاش والرغبة في إقناعه وإنقاذه من الضلال، وبغض النظر عن تصنيف الخطاب وأبعاده إلا أن طريقة عسف أفكار الآخرين وتطويع النصوص الدينية على الآخرين حسب رؤية الشخص وهواه من الاعتداء على حق الله تجاه عباده، وفيه تقديس للذات بلا شك، وهو ما نعانيه اليوم من تسلط على الناس.
طاف النبي عليه الصلاة والسلام بالكعبة وهي مليئة بالأصنام ولم يلمس أحدها قبل الفتح، ولو فعلها أحدهم اليوم لقالوا إنك ترضى بالكفر! بينما نشاهد كيف احترم النبي عليه الصلاة والسلام عهده حتى مع المشركين آنذاك.
ما الذي نستفيده من هذه الشواهد (وأترك الكثير منها لضيق المساحة)؟ الحقيقة أنها كلها تدور على أن قصد الإنسان هو الأساس الأول والأخير في تفسير آرائه، وأنه ليس لأحد كائنا من كان الحق بتفسير كلام الآخرين والزعم بأن القصد كذا أو كذا ومحاكمته عليه، خصوصا فيما يتعلق بمسائل الكفر والإيمان، كما أن حمل الكلام على أسوأ معانيه ليس من سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام أبدا، ولو شاهدنا بعض المتحمسين اليوم لوجدنا أن طريقتهم هي العكس بتفسير كلام الآخرين على أسوأ معانيه، ولو فُتح لهم المجال لكانت المحاكم مليئة بقضايا الاحتساب ضد كل من كتب مقالا يخالفهم!
الحقيقة أن أجمل ما جاء به الإسلام هو أنه لا قداسة ولا عصمة لأحد من الناس، حتى لكبار الصحابة، فالكل معرض للخطأ، ويؤخذ من كلامه ويرد، بل نلاحظ أن القرآن عاتب النبي عليه الصلاة والسلام في عدة مواضع، من أهمها سورة عبس التي نزلت عتابا للنبي عليه الصلاة والسلام، ما يؤكد مبدأ أن الحق لا يعرف المجاملة ولا التقديس، ونرى اليوم من يزعم القداسة ولو بطريقة غير مباشرة لآرائه، تارة باسم أن هذا قول السلف، ولا أدري كيف استقصى ذلك وأئمة السلف لا يعرفونه! وتارة باسم طاعة العلماء واحترامهم، وهو يعني العلماء الذين يؤيدون مذهبه، وهكذا.
الخلاصة؛ أرجو ألا يُفسر هذا المقال على أنه ميل لطرف ضد طرف، وإنما هو طرح لما أراه الحق والعدل، فإن دعوى القداسة والعصمة للآراء، ومحاسبة الناس وحمل معاني كلامهم على أسوأ الاحتمالات، وامتحان الناس في إيمانهم، وتشريع مبدأ التكفير وكأنه عبادة مشروعة؛ أسوأ ما نعاني منه اليوم.

رابط المقال :



التسميات: ,

تصحيح لاعتقادات النصارى الباطلة الضالة

 بسم الله الرحمن الرحيم
 نشرت الصحيفة المسماة بأقدس البقاع ( مكة ) بتاريخ 15 ربيع الأول 1437 مقالا بقلم محمد السحيمي وبعنوان (ويا حبيبي.. يا بشيري.. يا سيدي عيسى)
في المقال تضليل للأمة من وجوه عدة :
الأول : قوله إنه تمت إعادة الكنيسة إلى صلب رسالتها السماوية .
وهذا فيه من الضلال ما لا يخفى ؛ إذ لم يعد هناك كنيسة أو دين صحيح غير دين الإسلام .
الثاني : يطالب الكاتب من الدين الإسلامي أن يحذو حذو الكنيسة فلا يتدخل بأمور الدنيا !!
وهذا ضلال .
الثالث : قوله إن الكنيسة ركزت على التبشير بالحكمة  والموعظة الحسنة .
وهذا ضلال ، فليس ثمة حكمة ولا موعظة حسنة في الدعوة إلى عقيدة التثليث . واعتقاد أن لله ولدا .
الرابع : قول الكاتب -موهما الصواب- إن الكنيسة اعتبرت أحد الهالكين على النصرانية  مؤمناً موحداً !!
الخامس : تسمية الكاتب لكبير النصارى بـ( قداسة الحبر الأعظم ) وهذه مجاراة لضلالهم ، كيف يسطر هذا على منبر يحمل اسم مكة ، المعروف أن كبير النصارى هو القائد للكفر و الضلال ، وموافقتهم في التسمية من الضلال البعيد .
السادس : قول الكاتب أن بعض المسلمين وهو هنا يتكلم من عقر ديارنا فالمخاطب نحن ، فهو يقول إن بعض المسلمين يحرمون العقل !! ،
السابع : قوله إنهم يجعلون المرأة كلها عورة - مع أنه جاء بذلك حديث - 
الثامن : قوله إنهم يحرمون الدولة المدنية ، - والمعروف أن الدول المدنية المقصود بها هي التي  تقصي الدين عن التحكيم في الأمور العامة .
التاسع : قول الكاتب : إن النصارى اعتمدوا الرحمة لكن اتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يعتمدوا ذلك ، ورفضوا إحياء سنة واحدة .
وهذا تفضيل للنصارى على المسلمين وتلميع دينهم الباطل وتشويه دين الإسلام الحق .

  هذا  كما يتضح ينشر في منبر صحفي ، نسأل الله أن يوفق المسؤولين على القيام بالمسؤولية وعدم ترك أهل الضلال يعيثون في الأمة وعلى منابرها الصحفية  


نص المقال :
ما لم يفعله أتباع سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو اقتراحنا (2008) بإحياء سُنَّة واحدة فقط من سننه الربانية العظيمة، كل عام، اعتمده أتباع سيدنا عيسى ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث أعلن قداسة الحبر الأعظم، البابا (فرانسيس) يوبيلاً استثنائيا انطلق يوم (2015/12/8) ويستمر إلى نهاية (2016)؛ لإحياء (الرحمة)، روح الديانة النصرانية!!

والقرآن المجيد يصدِّق الإنجيل في ذلك، ويثني على النصارى ـ إخواننا الذين سبقونا بالإيمان ـ في (36) آية على الأقل، كقوله تعالى في سورة (المائدة) ـ والمائدة هي إحدى معجزات عيسى عليه السلام ـ الآيتين (82، 83): (ولتجدنَّ أقربهم مودةً للذين آمنوا الذين قالوا إنَّا نصارى ذلك بأن منهم قسِّيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون. وإذا سمعوا ما أُنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع ممَّا عرفوا من الحق يقولون ربَّنا آمَنَّا فاكتبنا مع الشاهدين)!
وقداسة البابا بهذه السُّنة يعيد الكنيسة إلى صُلب رسالتها السماوية، لتعود بالتالي إلى حقيقة تأثيرها، وقوتها التي فقدتها منذ أن عملت على (تسييس) دورها، والتدخل في دنيا أتباعها، بمحاكم التفتيش التي أدت إلى انتشار اللادينية والإلحاد؛ لتحريمها العقل والعلم، وملاحقتها العلماء والفلاسفة، وإذكاء الحروب باسم (عيسى)؛ حيث يسجل التاريخ أن (الصليبيين) ـ من (شارل مان) إلى (جورج بوش الابن) مروراً بـ(هتلر) و(توني بلير) ـ هم أكثر بني آدم سفكاً للدماء وإهلاكاً للحرث والنسل!
وقد توقفت الكنيسة عن التدخل في الدنيا، منذ قرنٍ ونصف على الأقل، وركزت على التبشير بالحكمة والموعظة الحسنة ـ التي يشدد عليها قرآننا العظيم ـ واعتذرت لكثير ممَّن حاربتهم من العلماء والمصلحين، كان آخرهم ـ فيما نعلم ـ عالم الأحياء الأعظم (تشارلز دارون) الذي اعتذرت الكنيسة عن تكفيره ولعنه، وعمّدته مؤمناً موحِّداً سنة (2008) بعد قرنين على وفاته!
وسبحان الله.. فما أدركته الكنيسة من كوارث تدخلها في كل صغيرة وكبيرة و(نص نص)، ما زال ينتهجه (باسم الدين والشرع) بعض أتباع النبي الخاتم ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلا يخجلون من محاربة العقل، ورفض الدولة المدنية، وإنكار كروية الأرض ودورانها، واعتبار المرأة كلها عورة.... هي المرأة (فا قااااا ط) ؟؟؟؟؟



التسميات: ,

الجمعة، 25 ديسمبر 2015

سب للدين والشريعة والنبوة والتاريخ ، ومقابل ذلك تمجيد ثورة أوروبا النصرانية

بسم الله الرحمن الرحيم
نشرت صحيفة الرياض الصحيفة الأولى في البلاد ذما للإسلام وتهوينا له بل وجعله تأخراً و تخلفاً
في يوم الخميس 13 ربيع الأول 1437 وبقلم المدعو محمد المحمود نشر مقال بعنوان ( نحن والإرهاب ) فيه ما يلي :
·     يقول :  إن الذين جاءوا بالتنوير هم الأوربيون من عصر التنوير .
·     ويقول : إما التنوير وإما التخلف .
·     يقول : إن العالم اليوم  يسير على الخطوط العريضة التي سنّها فلاسفة التنوير العظام في القرن الثامن عشر الميلادي .
هكذا جعل الفضل لطريقة الكفرة وتناسى الدين الإسلامي الذي جاء هدى للعالمين .
·     ويقول : إن من لا يعيش في التنوير فإنه يعيش على ثقافة القرون الوسطى .
·     ويقول :القوانين التي تحكم واقعنا الراهن مصدرها الأساسي عصر التنوير .
و لا شك أن هذا تجاهل وانتقاص لشريعة رب العالمين .
·     ويقول : إن حقوق الإنسان التي يعتمد عليها العالم اليوم تستند إلى إعلان حقوق الإنسان الذي شرعته الجمعية الوطنية الفرنسية عام الثورة الفرنسية (1789م) .
·     ويقول مهملا ومتجاهلا بل وساخرا من الشريعة والوحي وعصر النبوة وما بعده .. يقول الكاتب : (الحقوق الطبيعية التي طرحها فلاسفة التنوير هي حقوق للجميع، يتساوى فيها جميع الأفراد، وعلى رأس هذه الحقوق: الحرية؛  أما التجارب التاريخية السابقة فقد أباحت كثيرا من صور انتهاك الحريات )
يعني كل ما سبق في التاريخ فهو لا شئ بل هو انتهاك حريات .
·     يقول : أن الناس مرهونون لعصر التنوير .
·     يقول : إن الشخص الذي يعيش حالة تنوير بجسده وأما روحة فتعيش وقائع القرون الوسطى فهو يعاني من انفصام حاد .
·     يقول : لا بد أن تترك أحلامك المعلقة بتاريخك !! .
·     ثم يمتدح ما يسميه الحرية للجميع !! والمساواة للجميع !! والإخاء بين الجميع .
ولا شك أن هذه القواعد بإطلاقها مخالفة لديننا الإسلامي ومناكفة له .
·     ويقول مادحا : هناك إجماع على أن المرجعية العليا هي للتنوير .
وهذا في حال اعتقاده كفر ، بل المرجعية هي للشرع .
·     ويقول عمن يخرج عما سبق إنه (بهذا (المروق اللاإنساني) لا يفضح إلا نفسه وتاريخه؛ مهما توهم الانتصار لتاريخ مجيد ومجد تليد، لا يعدو – في المحصلة النهائية – أن يكون مجرد أوهام أو أضغاث أحلام ) .
يعني كل تاريخنا أوهاما وأضغاث أحلام .. لا شريعة ولا دين ولا نبوة ..
·     يقول : منذ فجر التاريخ - ولم يستثن ولا عصر النبوة - الظلم مستحكم ، إلى أن انبلج عصر التنوير - أي الأوروبي الكافر - .
·     يقول : إننا نعيش بفضل عصر ومبادئ التنوير .
وتجاهل الشريعة تماما .
·     ويستمر في تجاهل الدين والنبوة فيقول : إن كل المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، إنما أخذت صيغتها النهائية التي نراها اليوم، من التراث التنويري الذي اشتعل ثورة قبل أكثر من قرنين. هذه الحقوق التي ضمنت سلامة إنسانية الإنسان، من أصغر الأشياء وأبسطها ، ولولا هذه المبادئ؛ لسادت علاقات العنف في كل جزئيات الحياة، ولأصبحت القوة هي الحق في كل الأحوال
·     ويقول : إن الإرهاب في كثير من صوره الأشد بشاعة، كان مشروعا على امتداد التاريخ، ولم يقطع  هذا إلا الاستثناء التنويري الذي قرر أن أي انتهاك ل(حق الإنسان الطبيعي) يُعدّ جريمة .
       يعني البشاعة تشمل كل التاريخ حتى زمن النبوة والخلافة الراشدة ولم تزل البشاعة إلا بما يزعم أنه تنوير أوربي !!
·     ويقول : محاربة الإرهاب لا تتحقق إلا بتفعيل رؤى التنوير .
·     ومرة رابعة يلمز الشريعة والنبوة قائلا : عندما  تكون الثقافة   ثقافة ماضوية متصلة بالبؤس التاريخي للبشر؛ فلا يُنتظر إلا أن تأتي بما كان عليه البشر طوال تاريخهم السابق لعصرنا/عصر التنوير .
·     ويؤكد أن ما سوى ما يسمى التنوير -الذي أصله كافر نصراني- أنه جهل وتخلف حيث يقول : لا بد من إنقاذ الوعي الجماهيري الذي استباحه سدنة الجهل والتخلف والإرهاب
·     ثم يلمز مبادءنا التي هي بالضرورة الإسلام بأنها  ( بحيرة تراثية آسنة ) ويتذمر من الولاء والبراء ، والجهاد الذي يسميه غزو العالم : ترك الجماهير تسبح في بحيرة تراثية آسنة، تجعل من الصراع والعداء والكراهية وانتهاك حقوق الآخرين والتصادم مع العالم، بل والتشوق إلى غزوه!، مبادئ عليا في عقائد راسخة ، معتقدين أنهم على الصراط المستقيم!. و هو جهل وحماقة وبؤس





نص المقال
نحن والحرب على الإرهاب
كما أن للسياسيين وللعسكريين منطقهم الناجع في الحرب على الإرهاب، فإن للمعنيين بالشأن الثقافي منطقهم أيضا. وهو منطق لا يتعارض مع منطق الحرب السياسية والعسكرية، بل يدعمها، ويمتد بها إلى الجذور العميقة لمكونات الرؤية الإرهابية التي تقف خلف ظهور كثير من تمظهرات السلوك العنفي



وهذا لا يعني أن الحرب الثقافية/ الفكرية منفصلة عن الحرب السياسية والعسكرية، بل على العكس، هي حرب تقع في صلب المواجهة المسلحة، تتفاعل معها؛ تنظيرا للخطط الأولى، وتحليلا لوقائع المواجهة، وتقييما للنتائج. إلا أنها (الحرب/المواجهة الثقافية) لا تعمد إلى علاج الظاهرة الإرهابية في راهنيتها فحسب، بل تعمد إلى الوقاية أيضا، أي إلى التأسيس العميق والبعيد لوعي مضاد للوعي الإرهابي، يمتد أثره الوقائي على مدى أجيال


لهذا، يرفع المفكرون في هذا المضمار شعار: "لا خيار، إما التنوير؛ وإما التخلف والإرهاب". قد تبدو هذه العبارة حادة في قسمتها الثنائية، وقد يراها كثيرون تتضمن إقصاء يتعارض مع أهم مبادئ التنوير

والواقع أن هذه العبارة لا تعكس رغبة؛ بقدر ما تصف حالا/واقعا يمتد منذ عصور التنوير الأوروبية في القرن الثامن عشر الميلادي، وصولا إلى يومنا هذا. ولا شك أن مَنْ ينظر إلى التنوير من خلال مُخرجاته الحضارية التي أصبحت هي هُويّة العالم اليوم؛ يدرك أن هذه العبارة لا تحمل مبالغة ولا تجاوزا، فضلا عن أن تحمل إقصاء

إن الحقيقية التي لا يراها أكثر المحافظين، أو لا يرونها بالمستوى المعقول (فضلا عن الذين لا يريدون أن يروها!)، هي أن العالم اليوم يسير على الخطوط العريضة التي سنّها فلاسفة التنوير العظام في القرن الثامن عشر الميلادي. هم يعيشون عالما صنعته مبادئ التنوير، ويتمتعون بمخرجات الحضارة التي هي حضارة عصر التنوير، ومع هذا يظنون أن لهم الخيار مع التنوير رفضا وقبولا، وكأنهم منفصلون تماما عن الواقع المعاصر/ واقع التنوير

لا أحد يمكن أن يدعي حقيقة أنه بمعزل عن التنوير، إلا الجماعات الإرهابية التي تمارس سياساتها الخاصة والعامة على ضوء الثقافات الرائجة في القرون الوسطى

طالبان وداعش وبوكوحرام، هي التي انفصلت عن العصر الراهن وقيمه، وتبنّت قِيَماً من عصور تختلف تمام الاختلاف عن هذا العصر. وبهذا يحق لها وحدها أن تدّعي رفض التنوير؛ لأنها تقرن الادعاء بالممارسة. ومع هذا، فهي وإن رفضت القيم التنويرية، وانفصلت عن العصر الذي تتموضع فيه لصالح عصر تتوهمه، إلا أنها لم ولن تستطيع الاستغناء عن المخرجات المادية لهذه الحضارة الكونية التي تفرض نفسها على الجميع بلا استثناء

ولكي تكون الصورة واضحة في أذهاننا، علينا أن نعي أن هذا العصر الذي نعيشه هو عصر مختلف أشد ما يكون الاختلاف عن كل العصور السابقة، سواء العصور المرتبطة بتاريخنا أو غير المرتبطة بتاريخنا، وإن وُجدت روابط أو تقاطعات مَبَادئية، فهي لا تعدو أن تكون مصادفات عابرة على طريق المشترك الإنساني

القوانين التي تحكم واقعنا الراهن - بشكل مباشر أو غير مباشر – مصدرها الأساسي عصر التنوير، وما تمخض عنه من عصور شكّلت امتدادا له، واستكمالا لمُخطّطه الأوليّ على مستوى التنظير وعلى مستوى التطبيق، فحقوق الإنسان التي يعتمد عليها العالم اليوم تستند إلى إعلان حقوق الإنسان الذي شرعته الجمعية الوطنية الفرنسية عام الثورة الفرنسية (1789م)، والذي استند فيه المُشرّعون إلى الرؤى التنويرية التي طرحها فلاسفة التنوير على امتداد القرن السابق للثورة الفرنسية

ومعلوم أن فلاسفة التنوير اتبعوا خطا إنسانيا واضحا، إذ على الرغم من أنهم ورثوه من قدامى الإنسانيين منذ سقراط والرواقيين، إلا أنهم طوروه؛ بتقرير الحق الإنساني للإنسان للفرد، أي بالتأكيد على ما كانوا يسمونه (الحقوق الطبيعية) التي يحوزها الفرد تلقائيا؛ لمجرد أنه وُلد إنسانا. وإذا عرفنا أن الحقوق الطبيعية التي طرحها فلاسفة التنوير هي حقوق للجميع، يتساوى فيها جميع الأفراد، وعلى رأس هذه الحقوق: الحرية؛ عرفنا أن الإنسانية هنا هي (إنسانية نوعية) تتجاوز كل التجارب التاريخية السابقة التي أباحت كثيرا من صور انتهاك الحريات، خاصة وأن (الحرية التنويرية) المطروحة تنويريا ليست حقا مكتسبا، بل هي حق طبيعي، يتساوى فيه جميع الأفراد

ومن هنا كانت المساواة هي العنصر الثاني في شعار الثورة الثلاثي (الحرية، والمساواة، والإخاء) حيث تتعاضد عناصر هذا المثلث الإنساني؛ لتصنع – أو لتحلم بأن تصنع – عالم الإنسان

أنت هنا، في هذا العصر، لا تجرؤ – حتى أمام نفسك – على إباحة ما أباحته حضارات سابقة، وكان فيها أمرا طبيعيا. بينما داعش وبوكوحرام - مثلا - تجرؤ على ذلك. ومن هنا، فأنت مرهون بعصر التنوير، وإن لم تعترف بذلك

أنت تنويري بدرجة ما، أو – على الأصح – أنت ضد التنوير بالدرجة التي يسمح لك بها عصر التنوير أن تكون ضده!. وعندما تعيش عصر التنوير بجسدك، وتفتح المجال أمام روحك (المُتَدَعْشِنة) لتحلم – خِفْيةً – بوقائع قرونك الوسطى؛ فأنت تعاني من انفصام حاد، سيوقعك في مآزق نفسية وحياتية لا يمكن التنبؤ بنهاياتها؛ فإما أن تلحق بداعش، وتترك حياتك - المُعلّقة بعصرك – وراء ظهرك، وإما أن تلحق بعصرك، وتترك أحلامك – المُعلّقة بتاريخك – تذوب في فضاء النسيان

كل دول العالم، باستثناء داعش وأشباهها، تعيش اليوم وفق قانون دولي واحد، ومبادئ متقاربة، مُثبتةً وجودها القانوني والمعنوي في العالم المعاصر من خلال الانخراط في المنظمات الأممية المعاصرة، وعلى رأسها: الأمم المتحدة. وبما أن الشعوب – بإنسانها: (الفرد/المواطن) - تستمد وضعها القانوني من خلال هذه الدول القطرية؛ فهي – أي الشعوب – تستمد أيضا وجودها في المنظومة الإنسانية العالمية من خلال هذه المنظمات. ولا يخفى على أحد أن الأمم المتحدة - وبقية المنظمات من ورائها - تتمثل المبادئ والقيم والأعراف التي طرحها فلاسفة التنوير، بعدما تَمَّ نقل هذه المبادئ من مستوى القطر الواحد/الوطن القومي، إلى مستوى العالم؛ فأصبحت الحرية للجميع، والمساواة بين الجميع، والإخاء مع الجميع. وبهذا تكوّن – بحكم الانضمام لهذه المنظمات العالمية – إجماع عالمي على التنوير كمرجعية عُليا، ولا يخرج عليه صراحة إلا مَنْ قرر أن يخرج على العالم أجمع، وأن ينتهك منطق العصر علانية

وطبعا، هو بهذا (المروق اللاإنساني) لا يفضح إلا نفسه وتاريخه؛ مهما توهم الانتصار لتاريخ مجيد ومجد تليد، لا يعدو – في المحصلة النهائية – أن يكون مجرد أوهام أو أضغاث أحلام. 

إذن، قبل هذا العصر، أي قبل أن تستحكم رؤى التنوير، وتتجسد في قوانين وأنظمة هيئات ومنظمات عالمية، مدعومة بضمير عالمي متفاعل – بدرجات متفاوتة؛ وفقا لاشتراطات الواقع، ولاشتراطات الطبيعة الإنسانية - مع مبادئ التنوير، كان العالم ساحة صراع متوحش. فمنذ فجر التاريخ كان القوي يأكل الضعيف، كانت الدولة الكبرى تغزو الدول الصغرى وتلتهمها في وضح النهار، وبأوهى الأعذار، أو حتى بلا أعذار

قبل أن ينبلج هذا العصر الاستثنائي بمبادئ التنوير، كان من المستحيل أن تصمد سيادة عشرات الدول الصغرى، التي هي في غاية الثراء، ولا تمتلك - مع ثرائها - أكثر من عشرين ألف مقاتل لكل دولة، في علاقة جوار طبيعية مع دولة كبرى تمتلك أكثر من ثلاثة أو أربعة ملايين مقاتل، فضلا عن الفارق الهائل في طبيعة السلاح. هذا السلام القائم على الحق، لا على القوة، ليس وارد الحدوث في السياق التاريخي على امتداد العصور السابقة

هذا السلام، إنما حدث بفضل أننا نعيش في عصر التنوير، وفق مبادئ التنوير بعد أن تعولمت وتمأسست هذه المبادئ. والمشكلة أننا لاعتيادنا عليه، نظنه طبيعيا. نحن لا نتصور (وعدم تصورنا هنا/ استنكارنا، يحدث بفضل وعي تنويري تسرب إلينا) أن دولة كبرى يمكن أن تلتهم دولة صغرى لمجرد رغبتها في التهامها، بينما كان هذا هو الطبيعي الذي يحدث تلقائيا - بفعل فائض القوة - على امتداد التاريخ

إن كل المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، إنما أخذت صيغتها النهائية التي نراها اليوم، من التراث التنويري الذي اشتعل ثورة قبل أكثر من قرنين. هذه الحقوق التي ضمنت سلامة إنسانية الإنسان، من أصغر الأشياء وأبسطها، حيث العنف اللفظي العابر، إلى أكبر الأشياء، حيث العنف الأعلى المتمثل في القتل والإرهاب، وفي التعذيب الممارس بواسطة الأفراد والدول. ولولا هذه المبادئ؛ لسادت علاقات العنف في كل جزئيات الحياة، ولأصبحت القوة هي الحق في كل الأحوال

ما أريد التأكيد عليه هنا، هو أن الإرهاب في كثير من صوره الأشد بشاعة، كان مشروعا على امتداد التاريخ، وبالتالي على امتداد مسيرة الوعي الإنساني. ولم يقطع مسيرة هذا الوعي؛ إلا الاستثناء التنويري الذي قرر أن أي انتهاك ل(حق الإنسان الطبيعي) يُعدّ جريمة، سواء أكان انتهاكا معنويا أم ماديا. وهذا يعني أن محاربة الإرهاب (الإرهاب في مفهومه الشامل) لا تتحقق إلا بتفعيل رؤى التنوير، وأنها كلما تجذرت تفعيلا في الواقع الفكري والعملي؛ تراجع العنف بكل مستوياته؛ بالاطراد مع مستويات تفعيل التنوير

أخيرا نقول: لم يكن التنوير في القرن الثامن عشر مجرد رؤى مستنيرة تُطرح في السياق الثقافي للفلاسفة والمفكرين والأدباء

التنوير كان يعني آنذاك – كما يؤكد جوستاين غاردر: تنوير طبقات الشعب الدنيا، كشرط أساسي لبناء مجتمع أفضل. والمراد أن تكون ثقافة الجماهير هي ثقافة التنوير؛ لتتقلص مساحات البؤس والعنف والإرهاب. أما عندما تكون الثقافة الجماهيرية على النقيض من ثقافة التنوير، أي ثقافة ماضوية متصلة بالبؤس التاريخي للبشر؛ فلا يُنتظر إلا أن تأتي بما كان عليه البشر طوال تاريخهم السابق لعصرنا/عصر التنوير. ومعنى هذ بالنسبة لنا، أننا إن أردنا صناعة واقع اجتماعي متسالم مع نفسه ومع العالم، فلا بد من تعزيز الثقافة التي تدعو لذلك، وتعميمها على مستوى جماهيري. لا بد من إنقاذ الوعي الجماهيري الذي استباحه سدنة الجهل والتخلف والإرهاب

لا بد من تعديل بوصلة الثقافة الجماهيرية؛ لأن ترك الجماهير تسبح في بحيرة تراثية آسنة، تجعل من الصراع والعداء والكراهية وانتهاك حقوق الآخرين والتصادم مع العالم، بل والتشوق إلى غزوه!، مبادئ عليا في عقائد راسخة، ولن نرى في واقعنا إلا بشرا يتمثلون هذه الصفات بكل ما فيها من جهل وحماقة وبؤس، معتقدين أنهم على الصراط المستقيم!.


 رابط المقال http://www.alriyadh.com/1112773




التسميات: ,