الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

الصحف ومحاربة الدعاة بغير حق ، ولا يستطيعون محاربة الرافضة بحق

بسم الله الرحمن الرحيم

نشكو إلى الله  ما يتعرض له الدعاة من افتراء وتشويه ليس من إعلام الأعداء فهم سالمون منه لكن من إعلامنا الداخلي وبصفة دائمة 
حتى إن الكثير من أهل الخير يعتبرون إعلامنا خادما للعدو وسبباً من أسباب التطرف وسببا من أسباب تشويه سمعة الدولة السعودية .
نشرت صحيفة الوطن يوم الثلاثاء 28 ربيع الأول 1438 بقلم الكاتب سطام المقرن مقالا فاض من الكذب والافتراء والتشويه بحق الدعاة إلى الله ، وأقسم بالله إنه لا ينشر في الصحف ولا معشاره لو كان بحق الروافض أو حتى اليهود والنصارى .
أولا : يقول الكاتب :  ما زال بعض الدعاة ورجال الدين يضعون العقبات والعراقيل، من خلال تخويف الناس من الاختلاط
أقول : يعني صار قول الحق جريمة ومنقصة و يشوه أهله ، فإنا لله وإنا إليه راجعون
ثانيا : يقول الكاتب : الإشكالية تتمثل في مقاومتهم لأي تغيير أو تطوير يحدث في المجتمع
أقول : هذا كلام محض كذب وافتراء وتشويه ، لكن أمنت الصحيفة المساءلة فامتهنوا الكذب .
ثالثا : قال الكاتب : ، هناك من الدعاة ورجال الدين من يعارض إيجاد محاكم تجارية متخصصة تحت إطار "القوانين الوضعية ونبذ الشريعة الإسلامية"
أقول : هذا كذب ، فإن كانت محاكم شرعية فلا أحد يعارضها ، وإن كانت محاكم قانونية فلهم الحق بالمعارضة .
أقوله هنا ، لكن هيهات أن ينشر الرد في الصحيفة فضلا أن يتاح للأقلام النظيفة وينشر لها .
رابعا : قال الكاتب : بدأ الناس يدركون التناقضات وتلك الازدواجية التي يقوم بها بعض الدعاة ورجال الدين
أقول : وهذا من التشهير كذبا و افتراء ،  والمصيبة أنه يتكلم باسم الناس أي الشعب ، وهذا كذب ، وكذلك الاتهام العام بالازدواجية والتناقضات كذب وافتراء ، ولا أحد معصوم ، لكن كلام الكاتب دون براهين كافية يعد كذبا .
خامسا : قال الكاتب : داعية يحذر من الابتعاث ومن الثقافة الغربية وكان ينادي إلى الجهاد، ثم فجأة يظهر بملابس غربية ويحتفل مع ابنه في بلاد غربية! الأمر الذي أثار استغراب الناس من تصرّف ذلك الداعية وازدواجيته العجيبة! 
أقول : إن صدق الكاتب ، فهذا ليس فيه ازدواجية ، فابتعاث مئات الآلاف من البنات والبنين بعد الثانوية فيه شر عظيم ، أما كون هناك مبتعث ربما أنه كبير أو داعية أو غير ذلك ، هذا لا يعني التناقض . ثم قول الكاتب إن هناك داعية بملابس غربية !!! هل لبس صليبا أو زنارا ، أما البنطال فحتى لبسه في بلاد المسلمين لا ينكر ، فلِمَ التشويه والافتراء .,
سادسا : قال الكاتب : الإشكالية تتمثل في مقاومة الدعاة لأي تغيير أو تطوير يحدث في المجتمع،  الأمر الذي يؤدي إلى تعطيل الكثير من القرارات الإصلاحية وتوريط العديد من الناس في ذلك
أقول : هذا فيه تأليب واستعداء للسلطات على الدعاة ، دون برهان ولا حجة ، مجرد تهم جاهزة وتشويه متعمد .
سابعا : قال الكاتب : استغل بعض الدعاة الخطب النارية المقاومة للتغيير والإصلاح
أقول : جدير بالشؤون الإسلامية أن تطلب من الكاتب أن يحضر لها اسم الخطباء وتاريخ الخطب وموضوعاتها ، لكن هيهات أن يأتي ببرهان على الكذب ، وأيضا فالوزارة مع الأسف يُحارب ويُشوه منسوبوها على رؤوس الأشهاد ولا أظن ثمة مطالبة بحق ورد اعتبار .
ثامنا : طالب الكاتب ب(زحزحة العقل الفقهي من الدائرة التي بقي فيها قرونا طويلة)
أقول : هذا الكلام بقلم مفتري لا يدل على خير وإصلاح ، بل يدل على تشويه الفقه الإسلامي وكأنه عقبة كأداء و حمل ثقيل .
تاسعا : قال الكاتب : وجدنا بعض الدعاة ورجال الدين يقفون عقبة في طريق الإصلاح وأمام كل تغير أو تطوير يحدث في المجتمع
أقول : وهذا أيضا تخوين وتأليب واستعداء وتشويه ، والدعاة ليسوا معصومين لكن هذا الأسلوب هو أسلوب المعاداة والهجوم والافتراء وليس أسلوب الإصلاح والتناصح والشفقة واللسان العف والقلم النظيف .
عاشرا : نقل الكاتب عن الدكتور علي الوردي وعن نابليون قصتين محتواهما التناقض بين القول والفعل .. نقلهما شاهدا على الموضوع الأساسي للمقال وهو تشويه الدعاة .
وبعد .. فالله المستعان وإليه الشكوى من صحف جعلت الكذب ديدنها والافتراء طريقها والأسلوب غير الحميد جادتها .. وكنا نتمنى من وزارة الإعلام تعديل الأمر ، وكذلك وزارة الداخلية متابعة ما يعمل شرخا في المجتمع ، والله الموفق

  
  نص المقال
الدعاة وازدواجية المعايير
تقول القصة نقلا عن العالم الاجتماعي الراحل الدكتور علي الوردي، رحمه الله، ما نصه: "إن واعظا نصح أحد مريديه بأن يخرج ابنه من المدرسة وخوفه من عذاب الله، فأخرج الرجل ابنه من المدرسة حالا وأخذ يستغفر ربه، ولكنه رأى بعد مدة أن الواعظ أدخل ابنه في المدرسة من غير اكتراث، فأسرع هو إلى ابنته وأدخلها في مدرسة البنات، فلما جاء الواعظ يخوفه من عذاب الله مرة أخرى، قال له: "اخدع غيري هذه المرة يا سيدي الشيخ فلن أجعل ابنتي خادمة عند بناتك بعدما جعلت ابني فرّاشا عند أبنائك". في الأسابيع الماضية، أثارت تغريدة لأحد الدعاة في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، بمناسبة تخرج ابنه في إحدى الجامعات الأميركية، ردود أفعال واسعة في المجتمع السعودي، فقد كان ذلك الداعية يحذر من الابتعاث ومن الثقافة الغربية وكان ينادي إلى الجهاد، ثم فجأة يظهر بملابس غربية ويحتفل مع ابنه في بلاد غربية! الأمر الذي أثار استغراب الناس من تصرّف ذلك الداعية وازدواجيته العجيبة! 
بالطبع فإن تصرف ذلك الداعية في الحقيقة ليس بجديد، إذ هناك الكثير من تلك الصور المزدوجة لرجال الدين على مر التاريخ، وفي جميع الأديان والمذاهب، فهناك مقولة تنسب إلى نابليون بونابرت تحدث فيها عن تلك الازدواجية بقوله: "أنا محاط بمجموعة يرددون باستمرار بأن الدنيا ليست دراهم، ومع ذلك يضعون أيديهم على كل شيء يستطيعون الوصول إليه"! في الأيام القليلة الماضية نشرت إحدى الصحف المحلية خبرا عن ارتفاع عدد المطلقات الموظفات في المملكة، ليكون "عمل المرأة" أحد أهم مسببات الطلاق في المملكة، واستنادا إلى هذا الخبر، قام بعض الدعاة بعمل استبانة حول هذا الموضوع في مواقع التواصل الاجتماعي حتى يبرهنوا للناس مساوئ عمل المرأة، وأن اعتراضهم على ذلك كان في محله، ومع ذلك نجدهم يسلكون كل السبل حتى يوظفوا بناتهم وقريباتهم! لا شك بأن الدعاة ورجال الدين هم في النهاية بشر وتسري عليهم الطبيعة البشرية في حرصهم على مصالحهم الدنيوية، ولكن الإشكالية هنا تتمثل في مقاومتهم لأي تغيير أو تطوير يحدث في المجتمع، وهناك نسبة كبيرة من المجتمع تنساق إلى هذه المقاومة في البداية، الأمر الذي يؤدي إلى تعطيل الكثير من القرارات الإصلاحية وتوريط العديد من الناس في ذلك. فعلي على سبيل المثال، بناء على رؤية المملكة 2030، هناك العديد من الخطط الاستراتيجية التي تهدف إلى توسيع عمل المرأة، وإلى زيادة النمو الاقتصادي للمملكة، من خلال جذب الاستثمارات الخارجية ودعم السوق التجاري، وحتى يتحقق ذلك هناك حاجة إلى وجود قوانين وأنظمة تجارية، بالإضافة إلى محاكم تجارية متخصصة، وهناك من الدعاة ورجال الدين من يعارض ذلك تحت إطار "القوانين الوضعية ونبذ الشريعة الإسلامية"، كذلك تهدف المملكة إلى تخفيض معدلات البطالة ودعم الأسرة السعودية، من خلال توسيع عمل المرأة ومشاركتها في التنمية الاقتصادية، ولكن ما زال بعض الدعاة ورجال الدين يضعون العقبات والعراقيل، من خلال تخويف الناس من الاختلاط، ومن عذاب نار جهنم يوم القيامة، ومثل هذه المقاومة يستغلها البعض من أصحاب المصالح للأسف الشديد، فالبعض لا يريد قوانين أو محاكم تجارية، ولا يريد توظيف المرأة السعودية، مستغلا في ذلك الخطب النارية المقاومة للتغيير والإصلاح من بعض الدعاة ورجال الدين. وتأسيسا على ما تقدم، فإن السؤال المطروح هنا: هل بدأ الناس يدركون بالفعل تلك التناقضات وتلك الازدواجية التي يقوم بها بعض الدعاة ورجال الدين؟ البعض ربما يعانون في البداية من الصراع النفسي، ثم يزول ذلك الصراع ولا يرى ذلك التناقض، والبعض الآخر ربما يبرر ذلك التناقض بالقول إن واجب كل مسلم أخذ إيجابيات الغرب وترك سلبياتهم ومفاسدهم، وبالتالي لا حرج فيما يقوم به بعض الدعاة من ممارسات وتصرفات قد نراها متناقضة، وربما يرى آخرون أن الله سبحانه وتعالى ينعم على عباده الصالحين من الدعاة ورجال الدين بالمال والسعادة في الدنيا والآخرة. كنا نأمل من الدعاة ورجال الدين أن يقوموا بدورهم في ترشيد المسار الحضاري للمجتمع وزحزحة العقل الفقهي من الدائرة التي بقي فيها قرونا طويلة، والعمل على تجسير العلاقة بين مستلزمات الواقع ومتطلبات الدين، ورصد المستجدات الفكرية والثقافية المعاصرة بعقلية منفتحة، ولكن وجدنا بعضهم على العكس من ذلك يقفون عقبة في طريق الإصلاح وأمام كل تغير أو تطوير يحدث في المجتمع، فما زال البعض للأسف يعيشون أجواء الماضي، ويصرّون على مواجهة تطورات العصر الحديث من منطلق أيديولوجي يستوحي مقوماته من قوالب ثقافية ضيقة ومحدودة

التسميات: ,

الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

كاتب يقرر أن الإسلام فقط عقيدة بين العبد وربه ، هذا كفر معلن

 بسم الله الرحمن الرحيم
كاتب يقرر أن الإسلام فقط عقيدة بين العبد وربه ، هذا كفر معلن
هذا الكاتب المنحرف من  الأسرة الكريمة ، وهو محمد آل الشيخ ، وقد جُعل رأسا في إعلامنا ، علما أن من هذه الأسرة مئات من أهل العلم ، لكن لا يتاح لهم في إعلامنا ، فإلى الله المشتكى 
كتب مقالا في صحيفة الجزيرة يوم الثلاثاء 14 ربيع الأول 1438 بعنوان (  الخوارج الأوائل والخوارج الأواخر ) 
أولاً : كرر ما سبق أن ذكره هو و غيره من المنحرفين من اعتقاد أن الشرع فقط بين العبد وربه ، أما السياسة فلا شأن للشرع فيها .
ثانياً : كرر ما يتقيأ به أهل الضلال مما يلمزون به من اطمأن لعقيدته وأيقن بأن مخالفتها انحراف ، فالكاتب يقول : لماذا تدّعون امتلاك الحقيقة ، وأن غيركم كافر .
 ثالثاً : حكم على الشيخ القرضاوي والشيخ المودودي بأنهم خوارج .
رابعاً : سب الصحوة سبا مقذعا ، وهذا ديدن يومي في إعلامنا ، طبعا فقط يسبون الصحوة المنتمية لأهل السنة ، أما الروافض فهيهات أن ينالوهم بكلمة ، أو ينالوا مراجعهم وملاليهم ومعمميهم بسوء . بل حتى مراجع اليهود والنصارى يعتبرون دونهم خطا أحمر.
وبعد فنحن في محنة مع كتاب منحرفين جُعلوا رؤوسا ، وصاروا يتكلمون في الشرع في منابر عظيمة أمام عامة الناس .
  لو حُوكم على ما يقول لتمت إدانته ، لو حوكم على قول إن الشرع فقط بين العبد وبين ربه ..أي لا شأن له بالأمور العامة ، هذا من أعظم الافتراء والتنقص للشرع .  



نص المقال
الخوارج الأوائل والخوارج الأواخر
هناك علاقة متضادة وبحدة بين النور والظلام، والعلم والجهل. الإنسان المتنور، الذي يُحكّم عقله، ويقرأ، ويمحص، لا يمكن أن يكون تكفيريا، فالتكفير يعني الإقصاء، وادعاء تملك الحقيقة، التي يرى ألا حقيقة أخرى سواها. لذلك تجد أن الخوارج الأوائل اختصوا بخاصيتين: الجهل والتكفير. فالبيئة التي أنتجت الخوارج -آنذاك- كانت الصحاري والقفار والأرياف المعزولة والبعيدة عن مراكز التحضر والمدنية، وبالتالي العلم، حيث ينتشر في تلك الأصقاع الجهل، وضيق الأفق، ويغلب على طباع الفرد الهمجية والتوحش، فيسهل شحنهم وإذكاء روح العنف والشراسة فيهم، ليصبح كل ما يحتاجون إليه مبررا دينيا ليُعملوا السيف في رقاب مخالفيهم، والمبرر الجاهز كان رجم من يختلفون معهم بالردة والتكفير. من هنا يمكن القول، وبعلمية، تدعمها الشواهد التاريخية، إن حركة الخوارج، كانت بالمعيار العلمي أول حركات (التأسلم السياسي)، التي ثارت على السلطة الحاكمة حينها، وألبسوا تمردهم لباسا دينيا -(لا حكم إلا لله)- تماما كما تفعل جماعة الإخوان المسلمين، والسروريين، وكذلك القاعدة، وداعش. المسلمون الأوائل استطاعوا مواجهة (الخوارج) بالسيف من جهة والكلمة من جهة أخرى. والسيف يعني بلغتنا (الحل الأمني)، والكلمة كانت (التنوير) من خلال الحوارات والنقاشات، التي حفظ لنا بعضها التاريخ مثل حوار ابن عباس معهم مثلا. ولأنهم كانوا في الغالب جهلة، ويفتقرون للمُنظّر القادر على التقعيد والتأصيل، كان القضاء على جذور حركتهم ونظرياتهم الثورية سهلا يسيرا. حركات التأسلم السياسي المعاصرة، استفادت من تجارب أسلافهم الأوائل، فانقسموا تكتيكيا إلى جناحين: جناح فكري تنظيري، يتبرأ من العنف، ويشجبه علنا، ويدعوا إلى الحوار بالحسنى، ويمتطي في خروجه الكلمة والقلم. أما الجناح الآخر، وهو الجناح الموازي والمكمل، فينحو إلى الشدة والقسوة والتطرف، ويتلمس كل السبل، بما فيها العنف لتحقيق أهدافهم. هذان الجناحان، وإن بدوا في المظهريات، واللغة المستخدمة في خطابهم السياسي، مختلفين، إلا أنهم في الغاية النهائية متفقون ومنسجمون تمام الانسجام. وهنا مكمن خطورتهم، واختلافهم عن أسلافهم الخوارج الأوائل، حيث انتهج أولئك السيف وأهملوا الكلمة والقلم، بسبب أنهم جهلة، لا تحسن غالبيتهم العظمى القراءة أو الكتابة، وهم بلا نظريات مدونة، فكان القضاء عليهم أمرأ متيسرا. أما خوارج زماننا، فقد مارسوا إلى جانب العنف، الدعوة إلى منهجهم بالكلمة والقلم؛ فكان من أهم أعلامهم «أبو الأعلى المودودي» و»حسن البنا» و»سيد قطب» و»محمد سرور زين العابدين» و»القرضاوي»، وعشرات غيرهم ممن عملوا بجهد لا يكل ولا يمل على تثوير الإسلام، وتحويره من كونه عقيدة بين الإنسان وربه، إلى تكريسه كدعوة حزبية سياسية ثورية، تتعامل مع مخالفيها بكل أدوات السياسة والميكافلية. لذلك يمكن القول إن نجاح المسلمين الأوائل في القضاء على الخوارج حينئذ بالسيف، لا يعني أن بإمكاننا القضاء على الخوارج الأواخر بذات الوسيلة فقط، فقواعد اللعبة اليوم اختلفت عن الماضي، وهذا ما اكتشفناه متأخرين، حينما تمت مواجهتهم إضافة إلى السيف، بالكلمة ومقارعة الحجة بالحجة، فلم يستطيعوا الصمود، وها هو نجم صحوتهم المزعومة يوشك على الأفول غير مأسوف عليه.

التسميات: ,

الاثنين، 12 ديسمبر 2016

صحيفة تدعو لتدريس الموسيقى لأولاد المسلمين،وتصف علماء الأمة ممن ينكر الموسيقى بالدواعش

بسم الله الرحمن الرحيم
نشكو إلى الله ما نجد من غربة في بلادنا بشأن الإعلام ، فهو ضد ما يفتي به علماؤنا ، و كثيرا ما يأمر الإعلام بالمنكر وينهى عن المعروف ، وكثيرا ما يكون صوت الباطل مجلجلا ، ولا يمكن نشر وإعلان صوت الحق ، ثم كثيرا ما يقومون بسب الصحوة - وهي تدَيّن الناس -. 
هذا مقال نشرته صحيفة الوطن يوم الاثنين 13 ربيع الأول 1438 فيه ما يلي : 
أولا : مناكفة فتوى علماء الأمة المعتمدين بحرمة الموسيقى ، و المصيبة ليست المناكفة فقط بل إعلان ذلك في صحيفة سيارة لعامة الأمة ، و المصيبة الأفظع هي الدعوة إلى أن يتم تدريس الموسيقى في مدارس الدولة السعودية السلفية 

نعرف أن السفهاء والجهلة وأهل الهوى كثيرون ، لكن المصيبة هي إعطائهم المساحة في إعلامنا ، وكونهم هم الرأس ، ومنع وكبت أي بيان لحكم شرعي بذلك .

كتاب سفهاء وحتى الأدب والمروءة وحسن الخطاب .. خال منهم 
ثانيا : قام الكاتب بالتعريض بالصحوة لأنها كما يدعي منعت الموسيقى ، وكأن الصحوة دولة مستقلة !!! أو القرار بيدها !! 
ثالثا : يقول الكاتب : لقد عاد الاعتراف في السعودية بالموسيقى 
طبعا هو هنا يكذب ، فأي انكار كان وأي اعتراف تم ، لكن هذا ديدن صحفنا وهو الكذب والتدليس 
رابعا : يقول الكاتب : إن الشعور بالذنب عند سماع الموسيقى هو تلوث للذائقة !!!
خامسا : اتهم الكاتب من ينكر الموسيقى بأنه من داعش !!!!

نحن في غربة في بلدنا ، وأهل الشر صاروا رأسا ، وأهل العلم كبت صوتهم في الإعلام ، وسخر منهم 
نقول هذا حرصا والله على  كياننا من أن ينخر في أساسه السوس سواء بالشهوات أو الشبهات على أعلى المنابر المعلنة ، وأيضا يتقاضون على بث سمومهم أجرا بدلا من أن يساءلوا ويحاسبوا .

نص المقال :
محمد عبده ومشاري العفاسي ، صحيفة الوطن ، بقلم ياسر الغسلان
شخصيا أحب الموسيقى والصوت الجميل، فقد وجدت فيهما ملاذا روحانيا يمكنه أن يأخذني لأماكن أستطيع فيها أن أتجرد من المحيط الصاخب لفضاءات تمنحني القدرة على التفكير والإبداع، والخروج بأفضل ما يمكن لذهني أن ينتجهأما وقد وضحت موقفي بصراحة من الموسيقى؛ دعوني أدخل في الموضوع، فقد كان للاحتفاليات التي لونت سماء الخليج الأسبوع المنصرم بزيارة خادم الحرمين الشريفين، معنى لدينا نحن معشر المحبين للفنون بأطيافها، فمن العرضة -وهي فن خليجي أصيل- إلى كوكتيل الفن السعودي الذي أبدعته قبلة الفن الخليجي الكويت؛ وجدنا أن اللغة اللحنية استطاعت أن تحرك الجميع، بمن فيهم قادتنا، حفظهم الله، فشاركوا مع شعوبهم فرحة اللحظة ليتركوا لنا صورا ستبقى مسجلة في تاريخنا الحديث، لتقول لكل متأزم وحاقد بأننا شعوب يجمعنا المصير والتاريخ والفنصورة من الصور التي ستبقى راسخة في ذهني هي تلك التي جمعت القارئ صاحب الصوت الملائكي الشيخ مشاري العفاسي بفنان العرب وأيقونة الفن السعودي محمد عبده، والتي نقلها الشيخ في حسابه في تويتر ليكتب ويعبر متجاوزا بما قاله عن الصورة التي جمعتهما كل الخطب وكسر كل الحواجز المفتعلة وحطمت تابوهات مختلقة بين الفن والدين فقال: "من حفل استقبال الملك سلمان في الكويت ولسان حال "بونورة" يقول: أرفض المسافة والسور والباب والحارس وأريد اتحادا خليجيا حقيقيا". فاستشهاد الشيخ بأبيات شعر لإحدى أغاني الفنان الكبير دليل على أن الدين لا يرفض الفن الراقي، وأن الفن باستطاعته أن يكون تعبيرا عن همنا المجتمعي والوطني والروحي، إلى جانب ذلك الجانب الإنساني الذي سيبقى وسيتمدد رغم أنف الكارهين، وهو الجانب الرومانسي، فالحب والعشق والتعبير عنه حجر أساس لا يمكن لأحد أن يغتاله، وإن حاول ذلك دعاة الفكر الداعشي المقيتكان لي حظ أني عشت طفولتي في الفترة التي سبقت ما عرف بالصحوة، ودرست في مدرسة خاصة في الرياض تدرس الموسيقى وتحتفل بها في نهاية كل عام، فنشأت على أن الموسيقى إحدى طرق التعبير عن الذات، إن لم يكن عزفا فتذوقا، ولم تلوث ذائقتي إلا بعد أن أصبحت أشعر بالذنب كلما توهمت أن ما يتسلطن به محمد عبده أو طلال مداح هو خروج عن الدين، واليوم وقد عاد الاعتراف بالموسيقى على أعلى مستوى، حريٌّ بنا أن نعيد النظر في تدريس الموسيقى في مدارسنا واعتبار الفن تعبيرا صحيا للمجتمع، فبعد الفضائيات وجوال أبو كاميرة وعمل المرأة لا يمكن القول إن الفن هو الذي سيتلف المجتمع!

التسميات: ,

الجمعة، 9 ديسمبر 2016

صحيفة الجزيرة تسلب العلماء صفة العلم وصفة العلماء،فقط حرب على أهل السنةأما معمموا الرافضة فحماهم مصون

بسم الله الرحمن الرحيم
نشكو إلى الله ما يتعرض من ينتسب إلى العلم الشرعي من سلق ولمز وهمز وسخرية واستهزاء في إعلامنا 
علما أن هذا فقط لأهل السنة أما مراجع الروافض وملاليهم ومعمميهم وآياتهم فلا يمكن أن يسلقوا أو يُسخر منهم أو يلمزوا أو ينتقص من قدرهم ، فشأنهم محترم وحماهم مصون ، وإنما الحمى المستباح هم علماء أهل السنة وأهل العلم بعقيدة التوحيد 
آخر ما وصلت إليه السخرية هم العلماء ، علماء الشرع ، الذين يقول الله عنهم ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( العلماء ورثة الأنبياء ) 
لكن إعلامنا يسخر منهم ويحط من شأنهم 
ولا يمكن أن يسخر من المغنين والمغنيات لأنه لو سخر منهم لقامت الدنيا .
هذه صحيفة الجزيرة يوم الخميس 9 ربيع الأول 1438 نشرت مقالا بعنوان ( من هم العلماء ) بقلم عبد العزيز السماري  
يقول الكاتب : إن وصف ( العالِم ) ليس صحيحا أن يطلق على صاحب العلم بالعلوم الشرعية بل العالِم فقط هو العالِم بالأمور الدنيوية 
ويقول الكاتب : إنه – أي من يسمى عالما شرعيا – لا يصدر ولا ينتج علما !!!!
ثم سخر هذا الكاتب من العلوم الشرعية فقال : كيف يعطى الشخص درجة الدكتوراة في الحيض والنفاس والتيمم والوضوء والمسح على الخفين 
إن هذه سخرية بعلوم الشرع واستخفاف بها وبحامليها 
ويقول الكاتب إن هناك  (خلطا عظيما بين الجهالة والعلم )  وكما يتضح فقد نفى العلم عن علماء الشرع وأثبته لعلماء العلوم الدنيوية البحتة ، وهنا يقول ( فيه خلط بين الجهالة والعلم ) 
إن هذا ينشر على رؤوس الأشهاد في صحفنا فكم في ذلك من تضليل لعامة الأمة والمزيد  من صرفها عن علمائها ، وكم فيه من إهانة للعلماء 
والمصيبة أن هؤلاء الصحفيين يستلمون مكافآت على ضلالاتهم 

نص المقال : 
من هم العلماء..؟
لعلني أحد الذين يؤمنون أن العالِم (بكسر اللام) مصطلح محدد، ولا يعني في العصر الراهن إدراك ومعرفة الأحكام الشرعية، أو الوعظ، أو إصدار الفتاوى، أو تفسير الأحلام على أسس دينية، فالمصطلح الأنسب لهؤلاء، هو الفقيه، أو المفسر، أو المجتهد، أو الإمام المتخصص في أحكام الدين، أو العارف بأحكام الدينوذلك لأن العلم هو تلك المنظومة المعرفية التي تُقدم على شكل نتائج أو تفسيرات أو تنبؤات، لكنها قابلة للفحص والاختبار، وقد كان لابن الهيثم السبق الأهم في تاريخ العلم الحديث، وذلك عندما وضع أسس البصريات الفيزيائية الحديثة بعد أن غير جذرياً طريقة فهم الضوء ورؤية الأشياء، وكانت أبحاثه بمنزلة المقدمة في المنهج العلمي التجريبي، وقد لقب بالعالم الأوللذلك ليس دقيقاً أن يُطلق على الفقيه أو شيخ الدين صفة العالِم، (scientist)، وذلك لأنه لا يصدر أو ينتج علماً، ولكنه ملم بالعقيدة الدينية وعارف بأحكام الفقه، ودليل ذلك أن المسلمين الأوائل لم يستخدموا صفة العالِم لتعريف المجتهدين في الدين، ولكن وصفوهم بالفقهاء، ويُقال طبقات الفقهاء، وليس طبقات العلماء، ويدخل في ذلك خطأ منح درجة (PH.D) للمتخرجين من المدارس الدينية، وهي التي تعني على وجه التحديد درجة في الفلسفة أو التفكير الفلسفي القائم على المنهج التجريبيعادة يتم منح Ph.D.›s أو درجة دكتور في الفلسفة لمجموعة واسعة من البرامج في العلوم (على سبيل المثال، علوم الفضاء، وعلوم الأحياء، والفيزياء، والرياضيات، وما إلى ذلك)، والهندسة، والعلوم الإنسانية، والدكتوراه هي الدرجة النهائية في تلك المجالات، وتعني نجاحاً أولياً للباحث في تقديم دراسة علمية أولية خاضعة للتجريب، ولا تعني على الإطلاق وصوله لمرحلة الكفاءة العلمية في شؤون العلم ومجالات الحياة، وغالباً ما تكون تلك الدرجة شرطاً فقط للعمل كأستاذ جامعي وباحث، في العديد من المجالات الطبيعيةمن الخطأ أن يتم منح درجة دكتور في الفلسفة لباحث في الحيض أو التيمم أو في الوضوء أو المسح على الخفين، وذلك لأن هذه المواضيع تدخل في المقدس الذي نزل بالوحي، ولا تخضع لمعايير العلم أو العقل البشري لفحص صحتها أو تطبيق مناهج التجريب البشري عليها، والسبب أنه لا يمكن أن يقبل دينياً أن يقدم أحدهم بحثاً علمياً في إثبات أن التيمم قادر على تطهير الجسد من النجاسة أو العكس، والسبب أنها تدخل في حكم المسلمات التي لا تخضع للمنهج التجريبي القائم على احتمالية الخطأ أو إثبات العكسما يحدث في مجتمعاتنا العربية هو خلط عظيم بين الجهالة والعلم، ثمرته اختزال عجيب للإنجاز في الحصول على درجة علمية في بحث علمي، ثم يتم الترويج له ليتبوأ أعلى المناصب، بينما هي تعني فقط رخصة للعمل كأستاذ جامعي في مجال الأبحاث العلمية، أو النجاح في تقديم كتيب في المسح على الخفين، ثم اعتلاء المنابر كعالم يحمل درجة البحث العلمي الفلسفي، ويظهر مركب الجهل في تلك المقدمات مثل فضيلة الشيخ العلامة الدكتور فلان، ويدخل هذا في مجال التسويق عند العامة، ويؤثر كثيراً على مكانة العالم الباحث في تخصص نادر، والقادر على إصدار أبحاث علمية مؤثرة في تطور الإنسان على وجه الأرضهذه دعوة لإعادة الاعتبار للعلماء في الجامعات السعودية، والذين يعملون بصمت في معاملهم، لكنهم يثرون العلم بإصدار الأبحاث العلمية المتوالية، ودعوة أيضاً لرفع ميزانيات البحث العلمي في شؤون الحياة المختلفة، فالعلماء الحقيقيون يعانون الآن كثيراً في الجامعات السعودية بعد إلغاء البدلات وعدم تصحيح كوادرهم، وفي ذلك خسارة كبيرة لرصيد المستقبل العلمي في الوطن، بينما ينعم غيرهم من أصحاب المقدمات بالإعانات المالية.. والله المستعان.

التسميات: ,

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2016

صحيفة الرياض تهاجم عقيدة الولاء والبراء ، وتدين السعودية أمام المتربصين

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه صحيفة الرياض يوم الاثنين 6 ربيع الأول 1438 نشرت مقالا بعنوان ( المرور بالحمى ) للكاتبة أميمة الخميس 
1. أعلنت تذمرها من الولاء والبراء في العقيدة وطالبت – بتفكيكه - !!!!
2. تذمرت من كون عقيدة الولاء والبراء حاضرة في مناهج التعليم بكثافة
3. قالت : إن عقيدة الولاء والبراء تجعل الناس لا يستقدمون إلا أهل ملة معينة  
يعني أنها تذمرت من كون البعض لا يستقدم إلا المسلمين !!! أي لماذا لا يستقدم الكفار .

4. ضمن مطالبة الكاتبة بنبذ عقيدة الولاء والبراء .. طالبت بما أسمته : فتح الصناديق المغلقة
5. ضمن تذمرها من هذه العقيدة قالت الكاتبة (عقيدة الولاء والبراء، تتقاطع تماما مع فكرة الآخر ) يعني أن خاطر الآخر وهو الكافر أغلى من عقيدتنا في الولاء والبراء 
6. تذمرت الكاتبة من  (  دور عقيدة الولاء والبراء الجذري والجوهري في تشكيل علاقتنا مع الآخر ) 
أي علينا أن ننبذ عقيدتنا في الولاء والبراء مراعاة للآخر الكافر .
وبعد
فمع أن هناك أمرا ملكيا بقصر الفتوى في الوسائل العامة على كبار العلماء إلا أن أهل الهوى والضلال يهرفون بالجهل والضلال في ديننا وعقيدتنا ، على أكبر منابرنا الصحفية 
ثم شئ آخر مهم وهو أن هذه المقال وأمثاله هو حجة ومستند لمراكز البحوث العالمية والمتربصين لإدانة السعودية وأنها هي أصل ومنبع الإرهاب وأنه مهما تم خنقها فلا يكفي إلا بالإجهاز عليها وعلى العقيدة 




نص المقال : 
المرور بالحمى
في عام 2005 كان محور لقاء الحوار الوطني في أبها (نحن والآخر)، وأذكر أن في ذلك اللقاء، حبرت الكثير من الأوراق، وفاضت المدونات، وازدحم فضاء اللقاء بكم وافر من التأصيل الشرعي لخطاب التعايش والتسامح، والاستشهاد بآيات، والرجوع لأحاديث، وإبراز الوثيقة العمرية التي نظمت علاقة المسلمين الأوائل مع الآخر/ المختلف، بحيث شعرت آنذاك بأننا وجدنا ترياقا ناجعا لداء التطرف.وكان المجتمع وقتها ما برح يعاني من صدمة المواجهة العسكرية المباشرة مع فكر التطرف، حيث التفجيرات، وتفخيخ الأجساد، وقطع رؤوس الأجانب ووضعها في الثلاجة... و و و..والفجيعة جعلت الكثير من المشاركين الشرعيين آنذاك، يشمرون عن سواعدهم، ويستنطقون المكون الإنساني في تاريخنا وإرثنا الفكري، ويستحضرون إلى واجهة النقاش مفاهيم التعايش والتسامح وقبول الآخر بجميع أطيافه.ولكن منذ ذلك الوقت إلى الآن، ظل مناخ التسامح والتعايش فعلا نخبويا قصيا بعيدا، بينما المحرك الرئيس على الساحة هو أمر مختلف تماما.هذا ما تبدى لي بوضوح بعد عدة مشاركات في لقاءات الحوار الوطني، كان آخرها مشاركتي في ندوة التعايش المجتمعي التي نظمها مركز الحوار الوطني الأسبوع الماضي
حيث كان من ضمن الندوات ندوة تأصيل شرعي لمفهوم التعايش، تميز فيه طرح الشيخ صالح المغامسي، عندما جعل المروءة وحسن الخلق وقبول المختلف قيمة راسخة وخصلة أصيلة لدى العرب، تجاه جميع مكونات المجتمع المكي آنذاك، فلا تستثني أحدا، رغم الاختلاف العقدي.ولكن يبدو أن هذا النوع من الطرح لا يمرر إلا وفق أضيق الحدود، وضمن ظروف ترتبط بالزمان والمكان، الذي قد يضيق في بعض الأحيان، فلا يتجاوز مبنى مركز الحوار الوطني على أكبر الاحتمالات.لأن المهيمن الحقيقي، والمتسيد المستبد في الساحة هو فكر مخالف تماما، والآن وبعد أحد عشر عاما من لقاء الحوار الوطني (نحن والآخر) ما برحت عقيدة الولاء والبراء هي التي تمسك بخيوط المشهد الفكري بقوة، لاسيما في الدوائر الفكرية التي تتسع فتتداخل مع الشعبوي.وجميعنا نعرف أن عقيدة الولاء والبراء، تتقاطع تماما مع فكرة الآخر.فهذه هي القاعدة التي تتحكم بالأفكار والممارسات والمعاملات، فقد تبرز لنا فجأة من فوق منابر الجمع بشكل موارب بالدعاء على الأمم الأخرى، ونجدها حاضرة في مناهج التعليم بكثافة، وصولا إلى بعض المعاملات الإدارية التي تحصر التبرعات الخيرية، أو عقود الاستقدام، في أهل ملة بعينها.وعقيدة الولاء والبراء مترسنة بكم وافر من الآراء والاجتهادات الفقهية، التي تجعل الكثير من الفقهاء يعرض عن مناقشتها أو تفكيكها أو عرضها على الأصول الكبرى للشريعة، أو مقاربتها عبر مدارس التجديد الفقهي، التي تتعامل مع النص الديني بأدوات تاريخية.غالبية من يتحدث على المستوى الشرعي في الحوار الوطني، يسهب في الحديث عن التسامح والتعايش وفقه الذمة فقط، يمر بالحمى ويدور حولها، دون أن يشير بصريح العبارة إلى دور عقيدة الولاء والبراء الجذري والجوهري في تشكيل علاقتنا مع الآخر.وما لم تفتح الصناديق المغلقة، وتسلط الأضواء على الظلال المتوارية، فسنظل نعيد ونزيد في ندوات الحوار الوطني، لنحبر الكلام الصقيل الجميل الملمع.. بينما ما يحدث خارج القاعات المعقمة، من عنف وإقصاء وتصنيف.. أمر مخالف تماما.

التسميات: ,

السبت، 3 ديسمبر 2016

القول على الله وعلى رسوله وعلى كتابه بغير علم ، ونشر الضلال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

لقد أمر ولي الأمر بقصر الفتوى على المستوى العام على هيئة كبار العلماء ، لكن مصيبتنا الذي طالما نبهنا عليها ، أن الأمر تعدى من فتوى في مسألة فقهية فرعية إلى فتاوى في العقيدة والأصول .. يقوم بها أهل الأهواء ، وأين ؟ على أعلى المنابر الصحفية ..

هذه صحيفة الرياض نشرت يوم الأربعاء 1 ربيع الأول 1438 مقالا بعنوان (في الحاجة إلى الاختلاف ) للكاتب يوسف أبا الخيل 

وقد حشد الكاتب مجموعة من الضلالات وبعضها نسبها للقرآن الكريم وأخرى نسبها للرسول صلى الله عليه وسلم :

1.  قال الكاتب (إن المجتمع بأشد الحاجة إلى الاختلاف )

والكلام في المقال عن الدين ، فكلامه هذا من الضلال ، فالمجتمع بأشد الحاجة إلى الوفاق على الحق وليس الحاجة إلى الاختلاف .

2. دعا الكاتب إلى ( فحص الثوابت ) وفي موضع آخر دعا إلى ( مراجعة الثوابت )

فكم في هذا الكلام من ضلال ، كيف يقال لعامة الناس على صحيفة سيارة : افحصوا ثوابتكم ، وراجعوها -مراجعة من يترصد لنقد الثوابت- ، والصحيح أن الثوابت شأنها التسليم والإذعان ، لا  التشكيك والمراجعة . 

 

3. قال الكاتب (مجتمع أحادي، معاد للاختلاف ) وقال (مجتمع قُسِر وأسِر على رأي واحد )

ما هو المجتمع الذي يتذمر من حاله؟ وما هو الرأي الذي يدعي القسر عليه ؟ هو بالضرورة السلفية .

4.  ادعى الكاتب ودعا إلى (تشريع عدم الإكراه على أفكار بعينها، بل حتى على الدين نفسه، يعني فسح المجال للآراء المخالفة والمختلفة لكي تأخذ فرصتها بعيدا عن الترصد والإقصاء والوأد )

وهذا من الضلال أيضا أي إعطاء الفرص و كما عبر أيضا عنه في  -عدم الترصد–

كيف يقال ذلك والكلام عن الدين ؟ والحق هو عدم إعطاء الفرص للمخالف  في شأن أصول الدين.

5. انتقد الكاتب (مهاجمة صاحب الفكرة، أو شتمه، أو ازدراءه، أو التشهير به، أو الدعوة إلى نبذه، أو مقاطعته، لمجرد أنه قال رأيا لا يروق لك، فإن ذلك فرع من الإقصاء )

وهذا من الضلال ، إذ الشأن ليس الرأي الذي لا يروق ، بل الشأن في كونه لا يروق بحق وأدلة . فمن خالف فيه فقد يكون مما يشرع بحقه النبذ والمقاطعة.

6. قال الكاتب (النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لم يكن يملك، بحكم القرآن، غير الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة)

وهذا كذب فالنبي صلى الله عليه وسلم يدعو وينذر ويبشر وأيضا يجاهد ، فمما شرع له : الجهاد والقتال .

7. قرر الكاتب (أن الله تعالى خلق الخلق ليختلفوا ويعمروا الأرض)

وهذا من المغالطة والضلال ، فالله سبحانه خلق الخلق ليعبدوه ، أما الاختلاف فهو موجود ومراد لله كونا وقدرا ، أما شرعا فمراد الله سبحانه هو سلوك الصراط المستقيم وهو الدين الحق والحنيفية .

8. قال الكاتب (لا أحد يمسك بالحقيقة )

وهذه اللفظة طالما لاكها أهل الهوى والضلال ، لامزين أهل العلم ، وموحين بهذه الكلام أن الحق لا يُجزم به !! وهذا من أبطل الباطل .

أقول :  ينبغي أن يتاح لآلاف من أهل العلم في البلاد في الإعلام ، لا أن يعتلى الكثير من أهل الضلال والهوى هذه المنابر ويستطير شرهم إلى الأمة  

نص المقال :

في الحاجة إلى الاختلاف..!
بغض النظر عن التفرقة بين لفظتي"الخلاف والاختلاف"، والتي كانت مجالا لمداولات مختلفة بين الأصوليين واللغويين، وبين بعضهم، فإني سأنظر إليهما على أنهما بمعنى واحد، كما هي طريقة جمهرتهم.إن المجتمع بأشد الحاجة إلى الاختلاف، حيث فيه ومنه يستطيع العودة على ذاته فيعيها، فيفحص ثوابته ومتغيراته. رؤية الذات ونقدها تتطلب أخذ مسافة من تلك الذات، وهذه المسافة لا تتوفر فيمجتمع أحادي، معاد للاختلاف.هنا، يكون الاختلاف مطلوبا لغيره ولذاته أيضا. لا يمكن لمجتمع قُسِر وأسِر على رأي واحد أن يكون قادرا على مراجعة أفكاره، وثوابته ومتغيراته. والمجتمعات التي لا تراجع بنياتها الفكرية تذبل وتموت معنويا، ويفوتها قطار الحضارة والتقدم.لقد دشن القرآن الكريم لثقافة الاختلاف منذ أن أنزل الله تعالى على نبيه قوله: (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)، وكذلك (ولا يزالون مختلفين. إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم). وإن تشريع عدم الإكراه على أفكار بعينها، بل حتى على الدين نفسه، يعني فسح المجال للآراء المخالفة والمختلفة لكي تأخذ فرصتها بعيدا عن الترصد والإقصاء والوأد. عند ذلك، تكون الآراء، والإيديولوجيات المخالفة بمثابة (آخر) يرى فيه المجتمع ذاته؛ وذلك يعني أن الوعي بالذات لا يمكن أن يحصل من دون(آخر) مختلف عن الذات.
نحن اليوم بأشد الحاجة إلى تدشين ثقافة الاختلاف، إن على مستوى الخطاب التعليمي الصفي، وهو الذي نحن بمسيس الحاجة إلى مبادرته، وإن على مستوى الممارسات اللاصفية.. ولقد يتصور بعض الناس أن إقصاء الآراء المخالفة لا يكون إلا بالإقصاء المادي؛ وهذا غير صحيح، ذلك أن مهاجمة صاحب الفكرة، أو شتمه، أو ازدراءه، أو التشهير به، أو الدعوة إلى نبذه، أو مقاطعته، لمجرد أنه قال رأيا لا يروق لك، فإن ذلك فرع من الإقصاء؛ بل إنه، في الغالب، مقدمة للإقصاء المادي.إن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لم يكن يملك، بحكم القرآن، غير الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن. لقد كان القرآن ينزل عليه تارة بقوله تعالى: (إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل)؛ وتارة بقوله تعالى: (فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر). ويعلق إمام المفسرين، أبو جعفر بن جرير الطبري على قوله تعالى (وما أنت عليهم بوكيل) بقوله: "يقول تعالى ذكره، وما أنت يا محمد على من أرسلتك إليه من الناس برقيب ترقب أعمالهم، وتحفظ عليهم أفعالهم؛ إنما أنت رسول، وإنما عليك البلاغ، وعلينا الحساب". كما علق على قوله تعالى (لست عليهم بمسيطر) بقوله: "يقول لست عليهم بمسلط، ولا أنت بجبار تحملهم على ما تريد. يقول كِلْهم إليّ، ودعهم لي وحكمي فيهم". ثم ساق هذا الأثر: "حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبدالرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوا لا إله إلا الله، عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله"، ثم قرأ (إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر)".بل إن ابن كثير، وهو السلفي الذي لا يشكك أحد في سلفيته، فسر قوله تعالى (لا إكراه في الدين)، وهي الآية التي تقرر حرية المعتقد في أجلى وأحسن بيان، بقوله: "أي لا تكرهوا أحدا على الدخول في دين الإسلام، فإنه بين واضح جلية دلائله وبراهينه، لا يحتاج إلى أن يُكره أحد على الدخول فيه؛ بل من هداه الله للإسلام، وشرح صدره، ونور بصيرته، دخل فيه على بينة؛ ومن أعمى الله قلبه، وختم على سمعه وبصره، فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرها مقسورا".هذا في الدين، فكيف في ما دونه من المذاهب والآراء والتفسيرات والتأويلات؟
إن العجب لا ينتهي عندما نجد الذكر الكريم يحض النبي الكريم على الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وجدال المخالفين بالتي هي أحسن، كما يخبره بأنه ليس مسيطرا ولا وكيلا على الخلق، ثم نجد خلفا من أمته يصرون على أن يكونوا أوصياء على الخلق، وكلاء عليهم، مسيطرين عليهم، فيقصونهم، ويؤذونهم، ويشيعون الفاحشة فيهم، بل ويقتلونهم، لمجرد أنهم كانوا مختلفين عنهم ومعهم، متناسين أن لو شاء ربك ما فعلوه، ومعرضين عن هدي القرآن الكريم الذي قرر أن الله تعالى خلق الخلق ليختلفوا ويعمروا الأرض. 
لا أحد يمسك بالحقيقة، وكل من قاربها، أو حاول الوصول إليها فهو كمن يحاول سبق ظله. القطعيات في النظريات والعمليات أعز من الكبريت الأحمر، كما هي عبارة حجة الإسلام الغزالي.وثمة إشكالية لما نزل نعانيها في تقرير معنى الخلاف والاختلاف، وهو أن بعض الناس يظن أن ترك الناس وما جبلوا عليه، وما انعقدت قلوبهم عليه، إنما يعني الإقرار بسلامة مذاهبهم، أو معتقداتهم، أو آرائهم، أو تأويلاتهم، وذلك عين الخطأ؛ ذلك أن التسامح مع الآراء والتأويلات المخالفة لا يعني الإقرار بسلامتها؛ فلقد تسامح المسلمون، وقبلهم نبيهم صلى الله عليه وسلم مع اليهود، والنصارى، والمجوس، والصابئة، دون أن يقروا بصحة معتقداتهم.نحن اليوم بأشد الحاجة إلى تدشين ثقافة الاختلاف، إن على مستوى الخطاب التعليمي الصفي، وهو الذي نحن بمسيس الحاجة إلى مبادرته، وإن على مستوى الممارسات اللاصفية. ونحن إذ ندعو إلى تدشين هذه الفريضة الغائبة، فنحن لا نطلبها من المظان الغربية أو الشرقية، بل نطلبها مما قرره القرآن الكريم، وأيدته السنة النبوية المتواترة، من قبول الاختلاف، لا على أنه شر لا بد منه، بل على أنه أمر وجودي إيجابي لا غنى عنه على حد "ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك".

التسميات: ,