بسم الله الرحمن الرحيم
نشكو إلى الله ما يتعرض له الدعاة من افتراء وتشويه ليس من إعلام الأعداء فهم سالمون منه لكن من إعلامنا الداخلي وبصفة دائمة
حتى إن الكثير من أهل الخير يعتبرون إعلامنا خادما للعدو وسبباً من أسباب التطرف وسببا من أسباب تشويه سمعة الدولة السعودية .
نشرت صحيفة الوطن يوم الثلاثاء 28 ربيع الأول 1438 بقلم الكاتب سطام المقرن مقالا فاض من الكذب والافتراء والتشويه بحق الدعاة إلى الله ، وأقسم بالله إنه لا ينشر في الصحف ولا معشاره لو كان بحق الروافض أو حتى اليهود والنصارى .
أولا : يقول الكاتب : ما زال بعض الدعاة ورجال الدين يضعون العقبات والعراقيل، من خلال تخويف الناس من الاختلاط
أقول : يعني صار قول الحق جريمة ومنقصة و يشوه أهله ، فإنا لله وإنا إليه راجعون
ثانيا : يقول الكاتب : الإشكالية تتمثل في مقاومتهم لأي تغيير أو تطوير يحدث في المجتمع
أقول : هذا كلام محض كذب وافتراء وتشويه ، لكن أمنت الصحيفة المساءلة فامتهنوا الكذب .
ثالثا : قال الكاتب : ، هناك من الدعاة ورجال الدين من يعارض إيجاد محاكم تجارية متخصصة تحت إطار "القوانين الوضعية ونبذ الشريعة الإسلامية"
أقول : هذا كذب ، فإن كانت محاكم شرعية فلا أحد يعارضها ، وإن كانت محاكم قانونية فلهم الحق بالمعارضة .
أقوله هنا ، لكن هيهات أن ينشر الرد في الصحيفة فضلا أن يتاح للأقلام النظيفة وينشر لها .
رابعا : قال الكاتب : بدأ الناس يدركون التناقضات وتلك الازدواجية التي يقوم بها بعض الدعاة ورجال الدين
أقول : وهذا من التشهير كذبا و افتراء ، والمصيبة أنه يتكلم باسم الناس أي الشعب ، وهذا كذب ، وكذلك الاتهام العام بالازدواجية والتناقضات كذب وافتراء ، ولا أحد معصوم ، لكن كلام الكاتب دون براهين كافية يعد كذبا .
خامسا : قال الكاتب : داعية يحذر من الابتعاث ومن الثقافة الغربية وكان ينادي إلى الجهاد، ثم فجأة يظهر بملابس غربية ويحتفل مع ابنه في بلاد غربية! الأمر الذي أثار استغراب الناس من تصرّف ذلك الداعية وازدواجيته العجيبة!
أقول : إن صدق الكاتب ، فهذا ليس فيه ازدواجية ، فابتعاث مئات الآلاف من البنات والبنين بعد الثانوية فيه شر عظيم ، أما كون هناك مبتعث ربما أنه كبير أو داعية أو غير ذلك ، هذا لا يعني التناقض . ثم قول الكاتب إن هناك داعية بملابس غربية !!! هل لبس صليبا أو زنارا ، أما البنطال فحتى لبسه في بلاد المسلمين لا ينكر ، فلِمَ التشويه والافتراء .,
سادسا : قال الكاتب : الإشكالية تتمثل في مقاومة الدعاة لأي تغيير أو تطوير يحدث في المجتمع، الأمر الذي يؤدي إلى تعطيل الكثير من القرارات الإصلاحية وتوريط العديد من الناس في ذلك
أقول : هذا فيه تأليب واستعداء للسلطات على الدعاة ، دون برهان ولا حجة ، مجرد تهم جاهزة وتشويه متعمد .
سابعا : قال الكاتب : استغل بعض الدعاة الخطب النارية المقاومة للتغيير والإصلاح
أقول : جدير بالشؤون الإسلامية أن تطلب من الكاتب أن يحضر لها اسم الخطباء وتاريخ الخطب وموضوعاتها ، لكن هيهات أن يأتي ببرهان على الكذب ، وأيضا فالوزارة مع الأسف يُحارب ويُشوه منسوبوها على رؤوس الأشهاد ولا أظن ثمة مطالبة بحق ورد اعتبار .
ثامنا : طالب الكاتب ب(زحزحة العقل الفقهي من الدائرة التي بقي فيها قرونا طويلة)
أقول : هذا الكلام بقلم مفتري لا يدل على خير وإصلاح ، بل يدل على تشويه الفقه الإسلامي وكأنه عقبة كأداء و حمل ثقيل .
تاسعا : قال الكاتب : وجدنا بعض الدعاة ورجال الدين يقفون عقبة في طريق الإصلاح وأمام كل تغير أو تطوير يحدث في المجتمع
أقول : وهذا أيضا تخوين وتأليب واستعداء وتشويه ، والدعاة ليسوا معصومين لكن هذا الأسلوب هو أسلوب المعاداة والهجوم والافتراء وليس أسلوب الإصلاح والتناصح والشفقة واللسان العف والقلم النظيف .
عاشرا : نقل الكاتب عن الدكتور علي الوردي وعن نابليون قصتين محتواهما التناقض بين القول والفعل .. نقلهما شاهدا على الموضوع الأساسي للمقال وهو تشويه الدعاة .
وبعد .. فالله المستعان وإليه الشكوى من صحف جعلت الكذب ديدنها والافتراء طريقها والأسلوب غير الحميد جادتها .. وكنا نتمنى من وزارة الإعلام تعديل الأمر ، وكذلك وزارة الداخلية متابعة ما يعمل شرخا في المجتمع ، والله الموفق
نص المقال
الدعاة وازدواجية المعايير
تقول القصة نقلا عن العالم الاجتماعي الراحل الدكتور علي الوردي، رحمه الله، ما نصه: "إن واعظا نصح أحد مريديه بأن يخرج ابنه من المدرسة وخوفه من عذاب الله، فأخرج الرجل ابنه من المدرسة حالا وأخذ يستغفر ربه، ولكنه رأى بعد مدة أن الواعظ أدخل ابنه في المدرسة من غير اكتراث، فأسرع هو إلى ابنته وأدخلها في مدرسة البنات، فلما جاء الواعظ يخوفه من عذاب الله مرة أخرى، قال له: "اخدع غيري هذه المرة يا سيدي الشيخ فلن أجعل ابنتي خادمة عند بناتك بعدما جعلت ابني فرّاشا عند أبنائك". في الأسابيع الماضية، أثارت تغريدة لأحد الدعاة في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، بمناسبة تخرج ابنه في إحدى الجامعات الأميركية، ردود أفعال واسعة في المجتمع السعودي، فقد كان ذلك الداعية يحذر من الابتعاث ومن الثقافة الغربية وكان ينادي إلى الجهاد، ثم فجأة يظهر بملابس غربية ويحتفل مع ابنه في بلاد غربية! الأمر الذي أثار استغراب الناس من تصرّف ذلك الداعية وازدواجيته العجيبة!
بالطبع فإن تصرف ذلك الداعية في الحقيقة ليس بجديد، إذ هناك الكثير من تلك الصور المزدوجة لرجال الدين على مر التاريخ، وفي جميع الأديان والمذاهب، فهناك مقولة تنسب إلى نابليون بونابرت تحدث فيها عن تلك الازدواجية بقوله: "أنا محاط بمجموعة يرددون باستمرار بأن الدنيا ليست دراهم، ومع ذلك يضعون أيديهم على كل شيء يستطيعون الوصول إليه"! في الأيام القليلة الماضية نشرت إحدى الصحف المحلية خبرا عن ارتفاع عدد المطلقات الموظفات في المملكة، ليكون "عمل المرأة" أحد أهم مسببات الطلاق في المملكة، واستنادا إلى هذا الخبر، قام بعض الدعاة بعمل استبانة حول هذا الموضوع في مواقع التواصل الاجتماعي حتى يبرهنوا للناس مساوئ عمل المرأة، وأن اعتراضهم على ذلك كان في محله، ومع ذلك نجدهم يسلكون كل السبل حتى يوظفوا بناتهم وقريباتهم! لا شك بأن الدعاة ورجال الدين هم في النهاية بشر وتسري عليهم الطبيعة البشرية في حرصهم على مصالحهم الدنيوية، ولكن الإشكالية هنا تتمثل في مقاومتهم لأي تغيير أو تطوير يحدث في المجتمع، وهناك نسبة كبيرة من المجتمع تنساق إلى هذه المقاومة في البداية، الأمر الذي يؤدي إلى تعطيل الكثير من القرارات الإصلاحية وتوريط العديد من الناس في ذلك. فعلي على سبيل المثال، بناء على رؤية المملكة 2030، هناك العديد من الخطط الاستراتيجية التي تهدف إلى توسيع عمل المرأة، وإلى زيادة النمو الاقتصادي للمملكة، من خلال جذب الاستثمارات الخارجية ودعم السوق التجاري، وحتى يتحقق ذلك هناك حاجة إلى وجود قوانين وأنظمة تجارية، بالإضافة إلى محاكم تجارية متخصصة، وهناك من الدعاة ورجال الدين من يعارض ذلك تحت إطار "القوانين الوضعية ونبذ الشريعة الإسلامية"، كذلك تهدف المملكة إلى تخفيض معدلات البطالة ودعم الأسرة السعودية، من خلال توسيع عمل المرأة ومشاركتها في التنمية الاقتصادية، ولكن ما زال بعض الدعاة ورجال الدين يضعون العقبات والعراقيل، من خلال تخويف الناس من الاختلاط، ومن عذاب نار جهنم يوم القيامة، ومثل هذه المقاومة يستغلها البعض من أصحاب المصالح للأسف الشديد، فالبعض لا يريد قوانين أو محاكم تجارية، ولا يريد توظيف المرأة السعودية، مستغلا في ذلك الخطب النارية المقاومة للتغيير والإصلاح من بعض الدعاة ورجال الدين. وتأسيسا على ما تقدم، فإن السؤال المطروح هنا: هل بدأ الناس يدركون بالفعل تلك التناقضات وتلك الازدواجية التي يقوم بها بعض الدعاة ورجال الدين؟ البعض ربما يعانون في البداية من الصراع النفسي، ثم يزول ذلك الصراع ولا يرى ذلك التناقض، والبعض الآخر ربما يبرر ذلك التناقض بالقول إن واجب كل مسلم أخذ إيجابيات الغرب وترك سلبياتهم ومفاسدهم، وبالتالي لا حرج فيما يقوم به بعض الدعاة من ممارسات وتصرفات قد نراها متناقضة، وربما يرى آخرون أن الله سبحانه وتعالى ينعم على عباده الصالحين من الدعاة ورجال الدين بالمال والسعادة في الدنيا والآخرة. كنا نأمل من الدعاة ورجال الدين أن يقوموا بدورهم في ترشيد المسار الحضاري للمجتمع وزحزحة العقل الفقهي من الدائرة التي بقي فيها قرونا طويلة، والعمل على تجسير العلاقة بين مستلزمات الواقع ومتطلبات الدين، ورصد المستجدات الفكرية والثقافية المعاصرة بعقلية منفتحة، ولكن وجدنا بعضهم على العكس من ذلك يقفون عقبة في طريق الإصلاح وأمام كل تغير أو تطوير يحدث في المجتمع، فما زال البعض للأسف يعيشون أجواء الماضي، ويصرّون على مواجهة تطورات العصر الحديث من منطلق أيديولوجي يستوحي مقوماته من قوالب ثقافية ضيقة ومحدودة.