الكفر في صحفنا:المطالبة بامتثال قيم الكفر،السخرية من الحديث،ومن الحكم الشرعي،ومن العلماء،ومن المسلم الذي يتبع فتاوى العلماء
المرأة قادمة وبقوة
من هذا الطرح الذي ينطلق من أن المرأة والرجل في مجتمعاتنا دونما أخلاق ودونما قيم، وذوو شهوات بهيمية انفعالية، لا يربطهما ببعض إلا رابط الشهوة الجنسية، تمَّ عزل مجتمع الرجال عن النساء في مجتمعنا، وبقيت المرأة -كما يقولون- (جوهرة مكنونة) لكنها محبوسة في صندوق من فولاذ، بمجرد أن تخرج منه فإنها ستغري اللصوص والشهوانيين للسطو عليها ونهبها، والنيل من شرفها.
العالم أصبح اليوم مجتمعاً واحداً، يسعى إلى قيم المساواة ويرفض أن ينال الرجل من حقوق المرأة الإنسانية؛ سيما ونحن على مشارف عصر تتولى فيه المرأة زمام السلطة في مجتمعات الغرب المتفوقة حضارياً, فالمجتمع الألماني تقف على رأس السلطة فيه امرأة، والمجتمع البريطاني كذلك بعد أن اكتسحت تيريزا ماي الرجال، وتولت رئاسة الحكومة، كما أن الولايات المتحدة وهي أقوى قوة على وجه الأرض اقتصادياً وعسكرياً - تقول كل المؤشرات أنها ستكون امرأة، بعد أن أصبحت السيدة هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي، وأصبحت كما تقول الأرقام الإحصائية الصادرة عن مؤسسات قياسات ورصد الرأي. هي الأقرب لأن تكون أول امرأة تتولى رئاسة أقوى دولة في العالم؛ بمعنى أن القوى الثلاث الأعظم تتولى فيها المرأة إدارة وتصريف شؤونها؛ ومن يظن أن هذه الإنجازات التي تحققها المرأة على مستوى العالم، خاصة وأن الدول الثلاث حلفاء إستراتيجيين لنا، وأنها لا تعنينا، ولن تنعكس تبعاتها على وضع حقوق المرأة في بلادنا، فهو في رأيي إما جاهل أو مغالط ومكابر؛ فالعالم اليوم أصبح فيه القوي سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، يفرض على الضعيف قيمه الحضارية، خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وحقوق المرأة بالذات، فكيف إذا كانت المرأة ذاتها هي من يتولى السلطة في تلك الدول الثلاث التي تعتبر الأقوى في العالم؟ وإلا أصبحنا كإيران -مثلاً- نعيش في عزلة عالمية أنهكتها وأنهكت قواها في مختلف المجالات؛ ولا أظن أن عاقلاً سيتخذ من النهج الإيراني له قدوة، ويحذو حذوه. لذلك لا بد مما ليس منه بد، وأن نتماهى مع القيم العالمية، ونسعى من الآن للاستعداد لهذه المرحلة المستقبلية، التي سيصبح فيها عزل المرأة وإقصاؤها وتحكم الرجل في حقوقها، شؤوناً لا يمكن أن يتقبلها عالم اليوم.
التسميات: صحيفة الجزيرة, محمد آل الشيخ